استباقا لذكرى ثورة 25 يناير.. حملة اعتقالات لقيادات رابطتي مشجعي الأهلي والزمالك

عبد الرحمن محمد-القاهرة

كشفت رابطة مشجعي نادي الزمالك المصري (وايت نايتس) عن تعرض عدد من منتسبيها لـ "حملة أمنية غاشمة" خلال اليومين الماضيين، فيما أفاد مصدر مقرب من رابطة مشجعي النادي الأهلي المصري (ألتراس أهلاوي) بتعرض عدد من أعضائها لحملة اعتقالات مشابهة.

وصرح مصدر مقرب من رابطتي مشجعي أكبر ناديين بمصر، للجزيرة نت -طالبا عدم الكشف عن اسمه- بأن هذه الحملات تأتي استباقا للذكرى التاسعة لثورة 25 يناير 2011.

وقالت مجموعة "وايت نايتس" -على صفحتها الرسمية على فيسبوك- إن "عددا من أعضاء المجموعة تعرض خلال اليومين الماضيين لمداهمات في حملة أمنية شرسة"، مشددة على عدم معرفتها الدافع لهذه الحملة التي لا يرون لها "سببا على الإطلاق".

وأضافت أن "الاعتقالات طالت تقريبا جميع أبناء المجموعة في الخمس سنوات الأخيرة"، وأن ما يحدث "مهزلة بحق جمهور الزمالك"، متسائلة "ألم يكفكم تنكيلا بجمهور الزمالك؟! ألم يحن الوقت لنعيش بضعة أشهر سالمين في أمان الله؟! متى سينتهي هذا الكابوس الأسود؟!".

ولفتت الصفحة في هذا السياق، إلى أنه لم يسلم معظم مشجعي نادي الزمالك من الحبس، سواء على أبواب الملاعب أو من منازلهم، فيما لم يهنأ الجمهور بحرية مدرجاته منذ سنوات، وأن كابوهات (قيادات) الجماهير ما زالوا "يحاسبون على قتل إخوتهم في ممر الموت".

فيما أكد مصدر مقرب من رابطة مشجعي النادي الأهلي، تعرض الرابطة لحملة أمنية مشابهة، انتهت باعتقال عدد من أعضائها السابقين.

وقال المصدر للجزيرة نت، إن الحملة استهدفت عددا من الأعضاء الذين كانوا بارزين في "ألتراس أهلاوي" إبان نشاطه السابق -حيث تم حل الرابطة- مشيرا إلى أن الاعتقالات مثلت صدمة ومفاجأة غير متوقعة حيث جمدت الرابطة وعناصرها أنشطتهم على مدار الشهور الماضية.

وأضاف المصدر أن الحملات الأمنية التي استهدفت عناصر سابقين برابطتي مشجعي أكبر ناديين بمصر، تأتي في إطار سلسلة إجراءات أمنية احترازية، استباقا لذكرى ثورة 25 يناير التي يعمل الأمن على وأد أي حشد متوقع فيها.

ومنذ مايو/أيار 2015 تعتبر السلطات المصرية روابط الألتراس "محظورة وإرهابية".

ووقّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في يونيو/حزيران 2017، على قانون جديد للرياضة يشدد العقوبات على شغب الملاعب، تصل فيه العقوبات إلى الحبس عامين.

ورغم إعلان رابطتي مشجعي الأهلي والزمالك -"ألتراس أهلاوي" و"وايت نايتس"- في عام 2018 حلّ نفسيهما بشكل رسمي، فإن النظام المصري ما زال يستهدف عناصرهما السابقين بين الحين والآخر.

وتواجه روابط مشجعي كرة القدم في مصر اتهامات، ينفونها دائما، بإثارة الفوضى بسبب مواقفها المعارضة للحكومات المتعاقبة منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، ودائما ما تتعرض لانتقادات في وسائل الإعلام المحلية الموالية للنظام العسكري الحاكم.

وتصاعدت أزمة بين النظام المصري وروابط الألتراس عقب وقوع حادث ملعب (استاد) بورسعيد في فبراير/شباط 2011 -الذي راح ضحيته 72 مشجعا في أحداث عنف تلت مباراة دوري كرة القدم بين ناديي المصري البورسعيدي والأهلي- وحادث ملعب الدفاع الجوي الذي وقع في فبراير/شباط 2015 قبل مباراة الزمالك وإنبي.