أشهر ناد عراقي يعاني الإفلاس ومسؤولوه يطلقون نداء استغاثة

لاعبو الزوراء متذمرون بسبب غياب الاموال وعدم وجود الحلول.

علي نوري-بغداد

 
يعاني نادي الزوراء -أحد أشهر الأندية العراقية- من أزمة مالية خانقة وقارب على إعلان إفلاسه بعد فشل إدارته في تسديد عقود ورواتب الأجهزة الفنية واللاعبين، ويأتي ذلك في وقت حرج للفريق الذي يستعد لتمثيل العراق في النسخة المقبلة لدوري أبطال آسيا.

ويرتبط نادي الزوراء ماليا بوزارة النقل العراقية التي تخصص 2 مليار دينار سنويا (نحو 1.8 مليون دولار) لتسيير أمور النادي وتغطية عقود لاعبيه ومدربيه ومشاركاته المحلية والخارجية.

وتأسس نادي الزوراء يوم 29 يونيو/حزيران 1969، ويعدّ واحدا من أقطاب الكرة العراقية وأكثرها إحرازا للألقاب والبطولات، حيث حصل على لقب الدوري العراقي 14 مرة، وكأس العراق 16 مرة، وكأس السوبر العراقي 4 مرات.

جماهير الزوراء تضع آمالا عريضة على الفريق في إحراز لقب الموسم الحالي رغم الأزمة المالية (الجزيرة)
جماهير الزوراء تضع آمالا عريضة على الفريق في إحراز لقب الموسم الحالي رغم الأزمة المالية (الجزيرة)

ويبدو أن المظاهرات الشعبية التي تجتاح البلاد منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي واستقالة الحكومة وتحويلها إلى حكومة تصريف أعمال، كانت واحدة من الأسباب التي أسهمت في تأخير توزيع الميزانية المالية للنادي رغم المناشدات الكثيرة.

ويعاني الزوراء من عدم إيجاد منافذ بديلة لدعم النادي وتوفير السيولة المالية له، حيث يشح الرعاة والمعلنون، وهو ما ألقى بظلاله على الأموال التي تدخل إليه مقارنة بأندية عراقية أخرى تحصل على الأموال من وزارات حكومية، منها الشرطة الذي يعيش أوضاعا مالية مستقرة جراء ثبات ميزانيته من وزارة الداخلية، علاوة على نادي النفط الذي يعيش هو الآخر الحال ذاتها.

"الزوراء" أو "النوارس" كما يحلو تسميته من عشاقه في بلاد الرافدين رفع الراية البيضاء أمام عدم وجود الأموال الكافية لتسيير أموره، ولا سيما أن الاعتماد الرئيسي له هو على ما تقدمه وزارة النقل التي ترعى النادي بناء على قرار حكومي سابق بارتباط الأندية العراقية بالوزارات ومؤسسات الدولة ودعمها وفق ميزانيات مالية سنوية.

وحصل نادي الزوراء على عقد رعاية بسيط من إحدى شركات الاتصالات في العراق، حيث حمل لاعبو النادي شعار الشركة على قمصانهم مقابل 350 مليون دينار عراقي (نحو 290 ألف دولار)، وهو لا يكفي لسد مبلغ عقد لاعب واحد من لاعبيه.

وزارة النقل تموّل نادي الزوراء سنويا بمبلغ 1.8 مليون دولار (الجزيرة)
وزارة النقل تموّل نادي الزوراء سنويا بمبلغ 1.8 مليون دولار (الجزيرة)

يقول رئيس نادي الزوراء فلاح حسن في حديث للجزيرة نت إن وضع النادي حاليا لا يسر عدوًّا ولا صديقًا، والأزمة المالية أثرت على الأوضاع الإدارية والفنية.

وأوضح حسن أن إدارة النادي تملك مستحقات لدى وزارة النقل، ولكن استقالة الحكومة وتحولها إلى حكومة تصريف أعمال تسببا في عدم صرف الأموال.

وأشار إلى أن الأزمة وصلت إلى مستوى خطير لأن النادي المقبل على المشاركة في ملحق دوري أبطال آسيا لا يملك إلى غاية الآن الأموال للحصول على تذاكر السفر أو إقامة معسكر تدريبي قصير قبل مواجهة نادي بونيودكور الأوزبكي.

من جانبه قال عضو إدارة نادي الزوراء عبد الرحمن رشيد إن الإدارة تقف عاجزة أمام ما يجري بسبب تأخير صرف الأموال من قبل وزارة النقل رغم أن هناك مواعيد محددة للصرف.

وأوضح رشيد في حديث للجزيرة نت، أن النادي لم يستلم منذ بداية الموسم الحالي أي أموال من وزارة النقل، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية طالبت الوزارة بصرف مبلغ مليار دينار عراقي كدعم للنادي، لكن لم تصل تلك الأموال لخزينة النادي إلى غاية الآن.

مخاوف وقلق من تأثير الأزمة المالية على المشاركة الآسيوية لنادي الزوراء (الجزيرة)
مخاوف وقلق من تأثير الأزمة المالية على المشاركة الآسيوية لنادي الزوراء (الجزيرة)

ويرى قائد الفريق مهند عبد الرحيم أن الوضع في النادي صار "صعبًا للغاية واللاعبون متذمرون، لأنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ انطلاق الموسم، وإدارة النادي في حرج كبير أمام الجهاز الفني واللاعبين، لكن ماذا بوسعها أن تفعل؟".

وأكد عبد الرحيم للجزيرة نت أن اللاعبين يقدرون الأوضاع الصعبة التي يمر بها النادي، لكن عدم توفر الأموال سيؤثر بلا شك على أداء اللاعبين الذين تدهورت حالاتهم النفسية جراء غياب الأموال.

من جانبه، اعتبر الصحفي هشام السلمان أنه من المعيب أن يعلن نادي عراقي مثل الزوراء عن العجز المالي، وقال إن الوضع الحالي تتحمل مسؤوليته إدارة النادي ووزارة النقل.

وأشار إلى أن الوزارة غير ملتزمة بصرف الأموال الموجهة للنادي، في حين تعجز الإدارة عن حماية حقوق النادي والعمل على توفير بدائل عبر جلب الإعلانات ورعاة جدد للفريق.

ولا يرى السلمان أملا حقيقيا لحل أزمة الزوراء المالية، مع اعتماد الإدارة على حلول ترقيعية ترمي أساسا إلى منحها فرصة البقاء في المنصب.

المصدر : الجزيرة