بالفيديو.. الجزيرة نت تكشف سر إيقاف الحكم الدولي المغربي التيازي مدى الحياة

هشام التيازي
التيازي (يمين) يحاور أحد المدربين المعترضين على قراراته بالدوري المغربي (مواقع التواصل)

ناصر صادق*

أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم -اليوم الاثنين- إيقاف الحكم الدولي هشام التيازي مدى الحياة عن ممارسة التحكيم، وذلك بعد الأحداث التي رافقت مباراة أولمبيك خريبكة وضيفه يوسفية برشيد في الجولة العاشرة من الدوري المغربي.

وكان التيازي احتسب أربع ركلات جزاء خلال المباراة، منها ثلاث لفريق أولمبيك خريبكة الذي فاز بالمباراة 4-1.

وذكر الاتحاد المغربي في بيان عبر موقعه الرسمي أن أخطاء التيازي التي وقع فيها أثرت على نتيجة المباراة، وأنه بناء على التقرير الذي رفعه مقيم الحكام إلى المديرية الوطنية للحكام، فإنه قرر وضع حد نهائي لخدمات الحكم.



ولأن عقوبة بهذه القسوة لم تُوقع على حكم لمجرد خطئه في تقدير ركلات الجزاء، فقد حاولت الجزيرة نت الكشف عن السر الحقيقي وراءها من خلال أحد الحكام المغاربة الذي رفض ذكر اسمه مخافة التعرض للعقوبة.

يقول حكم الدرجة الأولى للجزيرة نت إن التيازي لم يتم إيقافه مدى الحياة بسبب أخطائه في هذه المباراة فقط باحتسابه أربع ركلات جزاء غير صحيحة، بل نتيجة سلسلة من الأخطاء الكثيرة المتراكمة على مدى المواسم الماضية، مشيرا إلى أنه دون مبالغة لم يدر أي مباراة إلا حدثت فيها مشكلة أو مشاكل بسبب قراراته التحكيمية.



وأضاف أن رئيس لجنة الحكام السابق فرضه على القائمة الدولية رغم عدم كفاءته منذ نحو عشر سنوات، بل أسند إليه الكثير من المباريات المهمة، منها نهائي كأس العرش بين الرجاء الرياضي والدفاع الحسني الجديدي عام 2017 وديربي الرجاء والوداد، وكان يرتكب الأخطاء دون توقيع عقوبات رادعة، بسبب علاقته برئيس اللجنة ومجاملة والده الذي كان حكما سابقا ويرأس حاليا لجنة الحكام بمراكش.

ورجّح الحكم أن يكون أحد رؤساء الأندية -ممن يشغلون في نفس الوقت مناصب قيادية بالاتحاد المغربي- وراء قرار إيقاف التيازي مدى الحياة، لأن رئيس لجنة الحكام المركزية يحيى حدقة لا يملك القوة والجرأة على اتخاذ هذا القرار وحده، على حد قوله.

وفي وجهة نظر، مخالفة اعترض حكم مغربي آخر رفض ذكر اسمه أيضا على هذه العقوبة الغريبة، مشيرا إلى أن التيازي أخطأ بالفعل في ثلاث ركلات جزاء من الأربعة، ولكن العقوبة لا تكون بهذا الشكل إلا أن تكون لامتصاص غضب وثورة الفريق المظلوم.

وقال حكم الدرجة الأولى إنه شارك كحكم رابع مع التيازي في بعض مباريات الكأس ويرى أنه حكم جيد، لكنه يتعرض للمشاكل في السنوات الأخيرة لأسباب مجهولة، قد ترجع لمشاكل خارج الملعب مع المسيرين في لجنة الحكام أو الأندية.

وأضاف أن هذه العقوبة القاسية تحصيل حاصل ولا قيمة لها بالنسبة للتيازي الذي سيبلغ السن القانوني للتقاعد عن التحكيم هذا الموسم (45 عاما)، مما يعني أن إيقافه لن يكون مدى الحياة ولكن ستة أشهر فقط، هي المدة المتبقية له في التحكيم.



وإذا شاهدنا ركلات الجزاء الأربع، نجد في ركلة الجزاء التي احتسبها لفريق يوسفية برشيد "شبهة" مسك باليد اليمنى للمدافع داخل منطقة جزائه، ولكن لا توجد زاوية رؤية تؤكد هذا المسك، كما أن المهاجم مثّل السقوط وهو ما يرجح عدم وجود مخالفة وأن القرار الصحيح هو استمرار اللعب نظرا لوجود تنافس على الكرة.

وكانت ركلة الجزاء الأولى التي احتسبها التيازي لخريبكة فاضحة، حيث إنه اعتبرها لمسة يد متعمدة بناء على صياح المهاجم، رغم أن الكرة لم تلمس يد المدافع أصلا كما توضح الصورة.

فيما كانت ركلة الجزاء الثانية لخريبكة صحيحة مئة بالمئة، لوجود عرقلة من المدافع الذي لم يصل للكرة ولم يلمسها للمهاجم الذي نجح في لعب الكرة بالفعل قبل أن يعرقله المدافع من الخلف نتيجة الإهمال، وهي فرصة واعدة لكن لا تشهر فيها البطاقة الصفراء بحسب التعديلات الجديدة بالقانون التي تلغي الإنذار في الفرصة الواعدة حال احتساب ركلة جزاء.

وأخيرا ركلة الجزاء الثالثة لخريبكة، ولا يوجد فيها مخالفة على حارس المرمى الذي ذهب المهاجم باتجاهه ثم سقط على الأرض بشكل تمثيلي واضح، وكان القرار الصحيح فيها احتساب ركلة حرة غير مباشرة على المهاجم وإنذاره للتحايل على الحكم.  



 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*حكم دولي سابق   
 

     

المصدر : الألمانية + الجزيرة