التعصب الرياضي بالسعودية.. الإعلام متهم والصرامة مطلوبة

JEDDAH, SAUDI ARABIA, OCTOBER 6: Saudi football fans support their team during the match between Saudi Arabia and Australia for the FIFA World Cup Qualifier Russia 2018, at the Diamond Stadium in Jeddah, Saudi Arabia, October 6, 2016. (Photo by Jordan Pix/ Getty Images)
جماهير سعودية أثناء مباراة سابقة لمنتخبها الوطني (غيتي)

هيا السهلي-الدمام

يتجدد الحديث دوريا في السعودية عن ظاهرة التعصب الرياضي التي أخذت أبعادا مقلقة وأفرزت ظواهر تعكر صفو الأجواء الرياضية.

وتُوجّه أغلب أصابع الاتهام إلى الإعلام الرياضي بجميع أدواته ومنصاته، الذي يتسبب -وفق رأي الكثيرين- في تأجيج التعصب في الشارع الرياضي السعودي.

فحسب الجماهير الرياضية التي ترتاد شبكات التواصل الاجتماعي، فإن التعصب الرياضي تجاوز حد المعقول ووصل حدّ ضرب إسفين اللحمة الوطنية وخرق دوائر الأدب.

وذهب أعضاء أندية وكتاب رياضة إلى أن الأخطاء التي تقع في برامج وأستديوهات التحليل الرياضي فاقت العثرات، وأصبحت ظاهرة يتعمدها بعض مشاهير إعلام الرياضة سواء في لقاءاتهم أو على حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي طلبا للشهرة وزيادة المتابعين.

الأخطاء التي رُصدت كان أبرزها ألفاظا عنصريةا طالت الأصول ولون البشرة، وألفاظا أخرى تجاوزت النقد إلى القذف، وصولا إلى ما تسميها الجماهير الرياضية "الهياط الرياضي" بين الإعلاميين بتبادل السباب والشتائم والألفاظ غير اللائقة.

الحالة التي بلغتها الرياضة السعودية وإعلامها دفعت بالجهات الرسمية السعودية إلى إصدار قرارات تنظيمية وصفت "بالصارمة " لمحاصرة التعصب الرياضي وتجفيف منابعه.

وحسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية رسمية، بدأت اللجان المتخصصة المنبثقة عن مشروع محاصرة التعصب الرياضي؛ في رصد ومراقبة البرامج الرياضية والصحف وجميع وسائل الإعلام الأخرى من أجل متابعة وحصر مثيري التعصب واتخاذ إجراءات عاجلة للحد من المخالفات.

يرى إعلاميون أن تعصب الإعلام الرياضي أصبح يفرز جماهير تعشق أنديتها أكثر من المنتخب الوطني

انفلات إعلامي
الكاتب الرياضي وعضو هيئة الصحفيين السعوديين خلف ملفي قال للجزيرة نت إن "الانفلات الإعلامي الفضائي الحالي لم يحدث في تاريخ الرياضة السعودية"، وتحدث عن "انفلات" في عالم الرياضة السعودية بسبب تنامي التعصب.

من جهته أكد القائد السابق للهلال والعضو الحالي لمجلس إدارة النادي إبراهيم اليوسف أن مسؤولية مكافحة التعصب والحد منه مشتركة بين مسؤولي الأندية والإعلام.

وقال اليوسف للجزيرة نت "لابد أن نعترف بأننا وصلنا إلى مرحلة سيئة، وكان مهمّا أن تتدخل الجهات العليا لوضع حد لذلك، لأن الأمر وصل حد التشكيك في الذمم والكذب".

ويرى إعلاميون أن تعصب الإعلام الرياضي أصبح يفرز جماهير تعشق أنديتها أكثر من المنتخب الوطني.

وقال عضو مجلس إدارة نادي الاتفاق بدر عبد الكريم "وصلنا إلى مرحلة صرنا نسمي فيها المنتخب بالمنتخب الكحلي، ونقف ضده ونشكك في ذمم وأخلاق لاعبيه".

دخلاء الإعلام
ويتفق أغلب الإعلاميين العاملين بالرياضة على أن هناك دخلاء على الإعلام الرياضي من كتاب صحف ومشاهير في موقع تويتر، تحرص البرامج والقنوات على استضافتهم لتصريحاتهم وحواراتهم المثيرة بهدف تحقيق مشاهدة عالية وجذب إعلانات أكثر.

وطالب المحلل الرياضي مدني رحيمي بضرورة إعادة الاتزان إلى الوسط الرياضي، وذلك بعدما أصبح مثيرو التعصب مطلوبين في الإعلام الرياضي.

ويرى الأمين العام للجنة الإعلام الرياضي محمد الشيخ أن غياب القوانين المنظمة للعمل الإعلامي، هو السبب الرئيسي لما يحدث من  تعصب.

وقال الشيخ للجزيرة نت "نحن بحاجة إلى جهة معينة تكون معنية بإصدار تراخيص مزاولة المهنة وفق اشتراطات معينة، على أن تكون معنية بالرقابة وإصدار الأحكام تجاه المتجاوزين، شريطة أن يكون ذلك وفق نظام ولوائح واضحة".

وشدد على أهمية وجود جهة قضائية للنظر في تلك الأحكام لئلا يكون هناك افتئات على الممارسة الإعلامية"

المصدر : الجزيرة