كيف تحولت فرنسا إلى آلة تحصد الانتصارات؟

على الرغم من امتلاكها أكثر التشكيلات التي تضم مواهب، فإن فرنسا ستخوض نهائي المونديال أمام كرواتيا بنهج عملي يبتعد عن روح المغامرة مع تسخير المهارات الفردية لصالح المجهود الجماعي.

ولم يكن طريق بطلة 1998 إلى النهائي الثالث لها في عشرين عاما صعبا للغاية، بل كان مسارها عبارة عن توليفة محسوبة بدقة، مع تخلي المدرب ديديه ديشامب عن خططه المعتمدة على تقديم أداء سلس لصالح اللعب دون أي عروض جمالية، مع الكثير من الفاعلية على المرمى، وهو ما حول الفريق إلى آلة لحصد الانتصارات، وحافظ على نظافة شباكه في أربع مباريات من بين ستٍ خاضها في البطولة حتى الآن.

وكان العرض المميز الوحيد لفرنسا في نهائيات روسيا هو الانتصار 4-3 على الأرجنتين في دور الـ16، بعد أن شقت تشكيلة ديشامب طريقها عبر الخطوط غير المنضبطة للمنتخب الذي يدربه خورخي سامباولي من خلال الهجمات المرتدة التي قادها كيليان مبابي، مستغلا القوة والسرعة الكبيرتين للاعب اللتين حطم بها خط دفاع المنافس.

وعقب تلك الإثارة، جاء الانتصار 2-0 على أوروغواي في دور الثمانية، ثم الفوز 1-0 على بلجيكا في الدور قبل النهائي.

وفي كلتا المباراتين وجدت فرنسا منفذا من خلال الكرات الثابتة، قبل أن تتراجع بعد التقدم في كل مباراة وتتخلى عن الاستحواذ على الكرة، مع حفاظها على قوتها والاعتماد على الهجمات المرتدة.

ولم يقدم الفريق العروض المميزة التي اعتقد كثيرون أن بوسعه تقديمها، لكن هذا الأداء بدا كافيا للصعود بالفريق إلى ثاني نهائي بطولة كبرى على التوالي، بعد أن غير ديشامب خططه لدفع الفريق إلى بلوغ هذه المرحلة.

وتمسك ديشامب بالتشكيلة نفسها وكان الأساسي بالنسبة لخطته هو قدرته على إقناع اللاعبين من أصحاب المهارات مثل بول بوغبا للنهوض بأدوار دفاعية اضافية. وبفضل مساعدة نغولو كانتي الذي لا يكل ولا يمل، حد أغلى لاعب في العالم في السابق من ميوله الهجومية ليصنع حائطا أمام الدفاع.

ووصف ديشامب أداء لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي أمام بلجيكا في الدور قبل النهائي بأنه "هائل"، وقال بوغبا ذاته إنه سعيد بالالتزام بطلبات مدربه من أجل حصد الجائزة الكبرى في عالم كرة القدم.