ديمقراطية كأس العالم تتفوق على أموال الأندية

SAMARA, RUSSIA - JUNE 28: Senegal fans enjoy the pre match atmosphere prior to the 2018 FIFA World Cup Russia group H match between Senegal and Colombia at Samara Arena on June 28, 2018 in Samara, Russia. (Photo by Michael Steele/Getty Images)
كأس العالم تسمح لدول مثل آيسلندا وبنما وكوستاريكا وأورغواي والسنغال بالظهور ومواجهة منتخبات أكبر كرويا (غيتي)

يعتقد كثيرون أن دوري أبطال أوروبا هي البطولة التي تقدم أفضل مستوى لكرة القدم، لكن العروض القوية المقدمة على مدار شهر في روسيا أظهرت أن كأس العالم لا تزال تملك سحرا متفردا وقدرة على رفع مستوى التأهب في دول بأكملها.

وتبدو كأس العالم أكثر ديمقراطية من مسابقات الأندية التي تسيطر عليها الأندية الأوروبية صاحبة الإنفاق الكبير كل عام، وهي هيمنة ستزداد قوة بفضل نظام توزيع الإيرادات الذي يصب بقوة في مصلحة تلك الأندية.

وعلى الجانب الآخر، فإن كأس العالم تسمح لدول مثل آيسلندا وبنما وكوستاريكا وأورغواي والسنغال بالظهور في قلب الصورة ومواجهة منتخبات أكبر كرويا.

كما أن كأس العالم تجبر الفرق على اختيار اللاعبين من نتاج الدولة نفسها وليس هناك إمكانية للجوء إلى سوق الانتقالات لسد أي ثغرات بفضل قيود الحصول على الجنسية التي تضمن عدم قدرة الدول الغنية على شراء نجاحها بأموالها من خلال ضم كبار اللاعبين.

وقال أندي روكسبرغ مدرب أسكتلندا السابق، وأحد أعضاء اللجنة الفنية التي شكلها الاتحاد الدولي (الفيفا) "الأموال تتحدث.. لكن ليس في كأس العالم".

وهذا يعني أن كرواتيا، التي كانت تظهر بالكاد على مستوى بطولات الأندية، وهي الدولة التي تمد بطولات الدوري في غرب أوروبا بالمواهب، استطاعت بلوغ نهائي البطولة المقامة حاليا في روسيا.

وبينما تبدو المفاجآت في منافسات الأندية نادرة الحدوث، فإنها تحدث كثيرا في كأس العالم.

واحتاجت البرازيل وإنجلترا لأهداف في الوقت بدل الضائع للفوز على كوستاريكا وتونس على الترتيب، بينما فازت المكسيك وكوريا الجنوبية على ألمانيا حاملة اللقب.

وتمثل أورغواي حالة واضحة، حيث بلغت مراحل خروج المغلوب للمرة الثالثة على التوالي رغم أن عدد سكانها يبلغ 3.3 ملايين نسمة فقط.

وتبدو صيغة 32 منتخبا التي تقام عليها كأس العالم مثالية وتمثل مجالا رحبا لإتاحة الفرصة لدول مثل بنما وآيسلندا للتأهل للبطولة لأول مرة لكنها لا تعد كافية لتضمن أن التأهل سيظل إنجازا في حد ذاته.

وسيزيد الفيفا من عدد المنتخبات في البطولة إلى 48 منتخبا بداية من نسخة 2026، وهو ما سيجعل التأهل أمرا اعتياديا أكثر من كونه تحديا بالنسبة للكثير من المنتخبات.

ويخطط الفيفا أيضا لاستحداث ما يسمى الدوري العالمي للأمم مع وجود خطط بإقامة كأس العالم للأندية بمشاركة 24 فريقا كل أربع سنوات.

المصدر : رويترز