مونديال 2026 والمغرب.. هل خسر المباراة قبل لعبها؟

سناء القويطي-الرباط

ترقب وقلق يسودان الشارع المغربي بعد الإفصاح عن تعديلات في سلم منح النقاط للملفات المرشحة لاستضافة كأس العالم 2026، وهي التعديلات التي من شأنها إقصاء الملف المغربي قبل وصوله حتى للتصويت المزمع عقده في يونيو/حزيران المقبل.

وعقدت لجنة ترشيح المغرب لمونديال 2026 أمس الاثنين اجتماعا "طارئا" لدراسة سيناريوهات التعامل مع المستجدات، وذلك بعد رسالة بعثها قبل أيام فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم (الاتحاد المغربي للعبة) لرئيس الاتحاد الدولي (فيفا) جياني إنفانتينو.

وعبر المغرب رسميا عن قلقه إزاء التعديلات الجديدة التي وصفها بـ"المفاجئة"، خصوصا ما يتعلق بإنصاف وشفافية إجراءات الترشيح المتعلقة بتنظيم المسابقة العالمية.

وتقول الجامعة -حسب نص الرسالة التي نشرتها ليلة الاثنين في موقعها الإلكتروني- إنها فوجئت بتوصلها باعتماد نظام تنقيط من 50 صفحة الأربعاء 14 مارس/آذار أي قبل أقل من 24 ساعة من تقديم الملف التقني للترشيح المغربي و48 ساعة على إغلاق باب تقديم الترشيحات، وهي فترة -تقول الرسالة- لم تكن لتسمح للمغرب بأخذ نظام منح النقاط بعين الاعتبار.

وأشارت إلى أن النظام الجديد أضاف معايير تقنية جديدة واستبعاد أخرى، ولم يبلغ الجانب المغربي بهذه التغييرات أثناء إعداده ملف الترشيح.

ومن معايير منح النقاط التي ستعتمدها اللجنة التي ستزور المغرب منتصف أبريل/نيسان الجاري، أن يبلغ تعداد سكان المدن المرشحة لاحتضان كأس العالم 250 ألف نسمة، وأن تتوفر على مطارات تستقبل ستين مليون مسافر سنويا وأن تتجاوز المسافة الفاصلة بين المطارات والمدن تسعين دقيقة على الأكثر.

ويمكن للجنة "Task Force" التابعة للفيفا والمكلفة بمنح النقاط للمنشآت، إقصاء الملفات المرشحة لاستضافة كأس العالم في حال عدم حصولها على معدل نقاط معين وحرمانها من بلوغ مرحلة التصويت، وهو قرار غير قابل للطعن أو المراجعة.

التفاف مدروس
وقال الرئيس السابق لرابطة الصحفيي الرياضيين بلعيد بويميد إن المعايير التي اعتمدها الفيفا في منح النقاط ستجعل المغرب يبدو كما لو أنه خسر مباراة قبل أن يلعبها.

وأضاف أن هذه الإجراءات ظلم كبير في حق المغرب الذي أبان عن حسن نيته وقدم ترشيحه خمس مرات.

من جهته، قال منصف اليازغي الخبير في السياسات الرياضية إن تعيين لجنة لفحص الملفات قبل عرضها على لجنة التصويت يضرب في العمق قرار الفيفا القاضي بمنح اتحادات كرة القدم التي يزيد عددها على 200 حق اختيار الدولة المحتضنة لكأس العالم.

وأوضح أن الفيفا باعتماد هذه المعايير الجديدة يبدو وكأنه يمنح تنظيم كأس العالم 2026 للملف الثلاثي الأميركي الكندي المكسيكي على طبق من ذهب.

ووصف المعايير الجديدة بأنها التفاف مدروس ومحاولة للقفز على جميع الامتيازات التي يتوفر عليها المغرب من توقيت ومناخ مناسب وموقع جغرافي وأحقيته كونه لم يسبق له تنظيم الكأس عكس دول الملف المنافس.

وأضاف أن القائمين على الملف الثلاثي تفاجاؤوا بحظوظ المغرب المرتفعة في الحصول على أصوات الاتحادات الأفريقية والإسلامية وبعض الاتحادات الأوروبية، معتبرا أن المعايير الجديدة وضعت نتيجة تحرك وضغط أميركي.

ولفت اليازغي إلى أن الأميركيين لن يقبلوا أن يُطعنوا مرتين من بلدان تنتمي لدول العالم الثالث، الأولى في مواجهة قطر التي نجحت في استضافة مونديال 2022 والآن في مواجهة  المغرب.

وأبدى الخبير المغربي تخوفه من أن ينجح الأميركيون بنفوذهم وقوتهم في تنفيذ هذه الإجراءات، داعيا المغرب إلى استمالة الاتحادات العربية والأفريقية للحيلولة دون اعتماد نظام منح النقاط الجديد والدفع في اتجاه إلغائه أو اختيار صيغة أخرى.