"مونديال العرب" في قطر.. على الوعد وفي الموعد

عماد مراد-الدوحة 

عندما يكون هدف مونديال قطر 2022 هو "بناء قدرات الإنسان في دولة قطر والمنطقة وذلك إلى جانب تعزيز التنمية المجتمعية والاقتصادية والبيئية"، كان لا بد من أن تكون مباراة بكرة القدم للأشبال في أحد أهم حدائق قطر الرياضية، أولى فعاليات بداية العد التنازلي للبطولة التي ستكون في 21 من نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

فاللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المنظمة لمونديال 2022 أقامت فعاليات عدة بتلك المناسبة بدأت بمباراة كرة قدم في ملعب حديقة "أسباير زون" في الدوحة بحضور عدد من نجوم كرة القدم في العالم، وستنتهي الفعاليات في 15 الشهر المقبل بالكشف عن ملعب "لوسيل" الذي سيستضيف حفل الافتتاح ونهائي بطولة كأس العالم 2022.

مباراة الأشبال التي نظمها برنامج الجيل المبهر التابع للجنة العليا للمشاريع والإرث شهدت مشاركة المدرب العالمي بورا ميلوتينوفيتش الذي قاد خمسة فرق مختلفة لنهائيات كأس العالم، وبول روبنسون حارس مرمى منتخب إنجلترا السابق، وعدنان حمد لاعب منتخب العراق السابق، وتشافي هيرنانديز بطل العالم عام 2010 مع منتخب إسبانيا وأسطورة برشلونة السابق.

ويعمل برنامج "الجيل المبهر" على الاستفادة من مونديال قطر 2022 واستثمار شعبية كرة القدم لترك إرث اجتماعي عظيم في قطر والعالم، حيث ساهم البرنامج في تنمية المجتمعات المهمشة التي تعرضت لحروب وكوارث طبيعية فاستفاد منه أكثر من 250 ألف شخص حول العالم، والهدف القادم بلوغ مليون مستفيد من البرنامج بحلول مونديال قطر 2022.

وتوقع بول روبنسون حارس مرمى منتخب إنجلترا السابق أن يكون "مونديال قطر رائعا بكل المقاييس بالنظر إلى حجم الأعمال والإنجازات التي شاهدها خلال زيارته الحالية إلى قطر"، معتبرا أن قرار إقامة البطولة في فصل الشتاء ساهم بشكل كبير في نجاح البطولة وظهورها بشكل رائع.

أما المديرة التنفيذية بالإنابة لبرنامج الجيل المبهر عفراء النعيمي، فرأت أن بدء العد التنازلي للبطولة الأهم في العالم يضع اللجنة العليا للمشاريع والإرث أمام تحدياتها ووعودها بأن تتخطى البطولة كونها حدثا رياضيا ووسيلة لبناء جسور الأمل في مستقبل أفضل في المنطقة والعالم.

وأوضحت النعيمي -في تصريح للجزيرة نت- أن الهدف من برنامج الجيل المبهر هو بث رسالة الوحدة والشمولية الاجتماعية، وتعتبر هذه الرسالة الأساس لكل ما تقوم به اللجنة العليا للمشاريع والإرث.

العد التنازلي
ووصلت نسبة الإنجاز في بناء سبعة ملاعب إلى معدلات تفوق الجداول الزمنية المرسومة لها، إضافة إلى افتتاح ملعب "خليفة الدولي" بعد إعادة تطويره.

وفي تعليقه بمناسبة بدء العد التنازلي للبطولة، قال الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي إن قطر ستستقبل بعد أربع سنوات من الآن مئات آلاف الزوار والمشجعين من أنحاء العالم، فيما ستتوجه أنظار المليارات إليها لمتابعة 28 يوما، لتكون كرة القدم هي المنصة التي تجمع رغم اختلاف الثقافات والأعراق والمعتقدات ليرى العالم للمرة الأولى المنطقة على حقيقتها.

الذوادي أوضح أن مشروعات كأس العالم تسير وفق الجداول الزمنية المرسومة لها، في حين تستمر جهود اللجنة لتحقق هذه البطولة تغييرا يسهم في بناء قدرات الإنسان في دولة قطر والمنطقة وذلك إلى جانب تعزيز التنمية المجتمعية والاقتصادية والبيئية.

ووعد الذوادي بأن يكون مونديال قطر استثنائيا ويترك أثرا إيجابيا ليس فقط في قطر والمنطقة بل عبر العالم أجمع، ويعيد تعريف معايير الاستضافة المستقبلية لتكون الأحداث الكبرى منصة للتطوير ومناسبة للبناء.