"نسور قرطاج" ينشر الفرح في سماء تونس

فرحة التونسيين بعد التأهل للمونديال
فرحة طال انتظارها منذ 2006 (الجزيرة)
خميس بن بريك-تونس

مباشرة بعد انتهاء مباراة تونس وضيفه ليبيا وضمان أصحاب الأرض تأهلهم إلى كأس العالم المقررة إقامتها صيف العام المقبل، اصطحب الفنان عادل أمير زوجته وأولاده إلى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة للتعبير عن فرحتهم بالتأهل للعرس الكروي العالمي والذي طال انتظاره أكثر من عشر سنوات، وتحديدا منذ نسخة 2006 بألمانيا.

ويقول عادل إن "نسور قرطاج" يستحقون التأهل لأنهم أظهروا نجاعة أكبر في اللعب مقارنة ببقية الفرق بالمجموعة الأولى في التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال.

حال عادل كحال ملايين التونسيين الذين يتعطشون للأجواء البهيجة التي فقدها المواطن التونسي بسبب تصاعد الاحتجاجات والمسيرات إثر ما عاشته البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية.

واجتاحت أجواء الفرحة العارمة التونسيين الذين "اجتاحوا" شوارع العاصمة بعد عبور "نسور قرطاج" إلى المونديال للمرة الخامسة بتاريخه رغم تعادله سلبا مع جاره منتخب ليبيا.

undefined

وعقب انتهاء المباراة بملعب رادس، توجّه آلاف التونسيين إلى شارع "الحبيب بورقيبة" بالعاصمة تونس، وسط تعزيزات أمنية مكثفة، للتعبير عن سعادتهم.

أما سعد، أحد المحتفلين الذي كان يرقص فرحا رفقة زوجته وابنتيه المغرمتين بكرة القدم، فقال إن الفرح غمر جميع التونسيين المتعطشين للأنباء السارة للخروج من دوامة الضغط اليومي وتدهور الأوضاع.

وفي ثنايا شوارع العاصمة يتجول محمد وصديقه عماد وهما يطلقان العنان لفرحتهما. ويقول محمد إن التأهل "حدث عظيم" بعد عدم مشاركة بلاده في النسختين الأخيرتين بجنوب أفريقيا 2010 و2014 بالبرازيل. 

وقدم المنتخب التونسي بعد ترشحه لأول مرة لمونديال 1978 بالأرجنتين وجها مشرفا لكرة القدم العربية، لكن مردوده تراجع بعد تأهله لمونديال فرنسا 1998 وكوريا الجنوبية اليابان 2002 و2006 بألمانيا.

undefined

ويأمل الصديقان أن يقدم المنتخب التونسي مستوى جيدا في المونديال. وأكدا أن أي انتصار سيحصده منتخبهما سيمسح آلام الكثير من التونسيين رغم غلاء المعيشة وانتشار الفقر والبطالة.

وفي الشارع، امتزجت مشاعر البهجة لدى التونسيين، عقب إعلان الحكم صافرة انتهاء المبادرة، بالأجواء الاحتفالية الصاخبة التي عاشتها أمس السبت العاصمة التونسية خلال اختتام الدورة 28 لمهرجان قرطاج السينمائي العريق.

وانطلق هذا المهرجان الذي جذب اهتمام الكثير من التونسيين قبل أسبوع، واستطاع أن يعيد النبض لقلب العاصمة بعد فترة من الركود بفضل عروض الأفلام والموسيقى بالهواء الطلق والبهرجة الجميلة التي يرافقه.

وبعيد انتهاء المواجهة، هبّ الشاب محمد -الذي توشح بالعلم التونسي- مع رفاقه لقلب العاصمة المتلألئة بالأضواء والمزركشة بالأعلام والبساط الأحمر لمشاهدة مشاهير الفن يخرجون من المسرح البلدي عقب توزيع جوائز المهرجان.

undefined

ويقول محمد ومشاعر السعادة والبسمة بارزة على وجهه، إن "فرحة تونس الليلة فرحتان، فرحة التأهل وفرحة حفلة توزيع جوائز المهرجان السينمائي"، معتبرا أن عدم تسجيل منتخبه هدفا لم يمنع دخول الفرحة لبيوت التونسيين.

ومع أن منتخب تونس فرض سيطرته على مجريات اللقاء، إلا أنه فشل في اختراق دفاع منتخب "الفرسان" الذي بدا متيقظا جدا لهجمات "النسور"، لدرجة أن الجمهور "امتعض" من صلابة منافسهم الموجود بالمركز الثالث وقبل الأخير.

وانضم المنتخب التونسي إلى منتخبات السعودية ومصر والمغرب بوصفها ممثلة للعرب في المونديال الروسي.

المصدر : الجزيرة