عند الساعة العاشرة من صباح أمس السبت في مدريد، عقد أحد جماهير ليفربول أحد أفضل الصفقات في حياته ببيعه تذكرة نهائي دوري أبطال أوروبا بين الليفر وتوتنهام بأكثر من عشرة آلاف يورو.
في نهائي دوري أبطال أوروبا المتواضع الذي انتهى بفوز ليفربول على توتنهام بهدفين دون رد وتتويجه للمرة السادسة باللقب القاري، خطف قائد الفريق جوردان هندرسون ووالده الأضواء في ليلة التتويج باللقب السادس لليفر في تاريخه.
وجذبت صور احتضان هندرسون (28 عاما) لوالده بعد المباراة وحمله الكأس في الطائرة خلال العودة إلى ليفربول، بعض الانتباه المستحق للاعب الوسط الذي قدم من سندرلاند قبل ثمانية مواسم.
وكانت مشاهدة هندرسون يرفع كأس البطولة مفعمة بالمشاعر، خاصة لوالده برايان الذي يملك رابطا قويا بنجله.
وقال برايان "أخذته إلى مانشستر لمشاهدة نهائي دوري الأبطال وهو في سن العاشرة بين يوفنتوس وميلان، وقال لي بعد الخروج من الملعب: أبي سألعب هذه المباراة في يوم ما".
وأضاف "لم يفعلها مرة واحدة بل في مناسبتين الآن وفاز في إحداها.. وأنا سعيد لأجله". ويعلم والد هندرسون تأثير هذه المباراة ونتيجتها على لاعب لم يدخر جهدا على الإطلاق.
وتابع "لو لم يرفع الكأس لقضى صيفا سيئا جدا، لكنه سيستمتع بالصيف الآن.. سينال الراحة ويقضي بعض الوقت مع أبنائه".
وأبرز إمكانات هندرسون هي اجتهاده وقدرته على تحطيم هجمات الفرق المنافسة، لكن ذكاءه في التمركز والوعي الخططي لم ينالا الاهتمام المستحق أو تقدير جماهير الأنفيلد.
وقال هندرسون "مررت بفترات صعبة، لكني واصلت الاجتهاد كما فعل النادي.. هذه أفضل لحظة في حياتي، وهذا ما حلمت به منذ أن كنت طفلا.. الأمر لا يتعلق بي أو بكوني قائدا للفريق أو حمل الكأس.. هذا يتعلق بالنادي واللاعبين والمدرب.. الآن يجب علينا الاستمرار".
لكن جزءا من نجاح سهرة السبت كان يتعلق دون شك بهندرسون.
وقال مدرب بيرنلي شون دايك الذي حضر المباراة في مدريد كمحلل إن "البطل المجهول بالنسبة لي كان جوردان هندرسون.. قام بكل العمل القبيح.. يعلم أنه توجد كفاءات حوله، لكنه هو من يربط كل ذلك ببعض".
وربما لا يشيد البعض بهندرسون، لكن بالتأكيد ليس الوضع كذلك بالنسبة لمدربه كلوب الذي رغم كل الخيارات العديدة ظل معتمدا على قائد الفريق وجيمس ميلنر طيلة الموسم.
وفي الوقت الذي تخسر فيه بعض الفرق هويتها عند التعاقد مع وجوه جديدة، قاد كلوب تحول فريقه بالاعتماد على هندرسون وميلنر والاعتراف بأهميتهما داخل الملعب وخارجها.
ويبدأ هندرسون في المعتاد عملية الضغط المتقدم لليفربول، ويطالب زملاءه بجانبه وفي الهجوم بالضغط وتقليص المساحات أمام المنافسين، وهو ما كان واضحا ضد توتنهام.
وقبل حدوث ذلك، احتفل الفريق باللقب في شوارع ليفربول لإظهار امتنانه للجماهير. وكان هندرسون في المقدمة وقلب الحدث، ولا يوجد الآن من يشكك في أهميته للفريق.
وقال لاعب الوسط "أنا فخور لأنني جزء من هذا الفريق، وأن اختتم ذلك بهذا اللقب فهو أمر استثنائي".