معلم تاريخي عمره أكثر من 100 عام.. "سوق واقف" بالدوحة ينتظر جماهير مونديال قطر

FIFA World Cup Qatar 2022 Preview
أعلام دول وقمصان لاعبي كرة قدم وأوشحة وقبعات خاصة بمونديال قطر تنتشر في سوق واقف (رويترز)

في "سوق واقف" الشعبي في الدوحة، تنتشر أعلام دول وقمصان لاعبي كرة قدم وأوشحة وقبعات، في متاجر يأمل أصحابها أن تصبح مقصدا لمئات الآلاف من مشجعي المونديال القادمين إلى دولة قطر التي تترقّب انتعاشا في دورتها الاقتصادية وقطاعها السياحي.

وسط حوض ترابي في السوق، يساعد عاملان ارتديا الثوب الأبيض التقليدي زبونين في ركوب جملَين للقيام بجولة في الموقع، لكن يمكن للزبائن المهتمين أن يقوموا بجولة أكبر خارج أزقة السوق الضيقة تُعرف بـ"مركوبة الهجن".

ويتوقّع رئيس وحدة "إسطبلات السوق" عبد الرحمن محمد النعمة "ازدحاما هائلا في الأيام المقبلة سيحدث للمرة الأولى في قطر"، معتبرًا أن الزوار "سيكون لديهم اهتمام بركوب الجمال والأحصنة التي تُعدّ من التراث في البلاد".

ويضيف "أعتقد أن سيّاحا كثيرين سيكون لديهم شغف برؤية الجمال، لأنها ليست موجودة في الدول الأوروبية ودول شرق آسيا، وسيلتقطون صورا معها".

ويعود تاريخ "سوق واقف" إلى أكثر من 100 سنة وهو من الأماكن التراثية الأكثر شهرة في قطر، ويُقال إن الباعة آنذاك كانوا يقفون عند مداخله لبيع بضائعهم، وذلك ما يفسّر التسمية.

خلال المونديال الذي ينطلق في 20 من الشهر المقبل ويستمر حتى 18 ديسمبر/كانون الأول، سيفتح سوق واقف على مدى 24 ساعة، 7 أيام في الأسبوع.

وفي الأزقة المخصصة للمشاة، يسير الزوّار بين مبان منخفضة العلو وسط سلسلة قناطر تزيّنها نوافذ وعوارض خشبية.

تقول ياسمين غانم (28 عامًا)، وهي لاعبة في المنتخب القطري للغولف كانت تجلس في أحد مقاهي السوق، إنّ المشجّعين "سيستمتعون كثيرا، ستكون تجربة رائعة بمزيج من الثقافة العربية وكرة القدم".

أكثر من مليون زائر

في عطلة نهاية الأسبوع، يعجّ السوق بالزوار من كل الأعمار، بينهم أطفال يشترون بالونات من باعة متجوّلين وعائلات تتجول في قطار ملوّن صغير، بينما تقف مجموعة أشخاص أمام بائع "بوظة" (مثلجات) تركية تشاهد عرضه البهلوانيّ.

ويُتوقّع أن يعطي العرس الكروي دفعًا للقطاع السياحي في البلاد التي تترقّب تدفّق أكثر من مليون زائر خلال المونديال.

وتُباع في السوق تحف وحرف يدوية وأقمشة وسجّاد وأثاث وزخارف ومجوهرات وآلات موسيقية. وتتحضّر متاجر التذكارات خصوصًا لإقبال كبير، فتعرض فوانيس وتماثيل صغيرة لجِمال ملوّنة وصحونًا حُفرت عليها ناطحات السحاب في الدوحة.

ومع حلول الليل، تضيء سماء السوق مئذنة مسجد مركز عبد الله بن زيد المحمود الثقافي الإسلامي (الفنار) التي تتمّيز بتصميم حلزونيّ فريد ويمكن رؤيتها من مسافة بعيدة، ويختلف المشهد صباحًا حين ينهمك العمّال في تنظيف الشوارع الخالية من المارّة.

في سوق الحمام والعصافير، ترتفع الزقزقة والصياح بينما تُعرض على طاولة مرتفعة مسيّجة بحواجز خشبية أقفاصٌ فيها طيور منوّعة.

أموال طائلة

وتتوقّع قطر أن تبلغ عائدات الحدث العالمي 17 مليار دولار.

لكن البلاد تسعى لجذب 6 ملايين سائح سنويًّا بدءا من عام 2030، وفق إستراتيجية قطر للسياحة 2030.

وتقول الأستاذة في جامعة حمد بن خليفة في قطر كاميلا سوارت-أريس إنّ المونديال "ينشئ أساسًا متينًا للحكومة في إستراتيجيتها لجذب مزيد من الزوّار بحلول عام 2030".

وتضيف الخبيرة في السياحة الرياضية "يمكن لقطر بالتأكيد أن تغتنم هذه الفرصة لتتموضع كوجهة سياحية صديقة للعائلات".

وقبل أسابيع قليلة من صافرة الانطلاق، رُفعت أعلام المنتخبات المتأهّلة وسط الدوحة وأُلصقت صور ضخمة للاعبين عالميين على واجهات ناطحات السحاب.

وعلى الكورنيش البحري حيث تمّ تثبيت ساعة العدّ التنازلي للحدث، يتقاطر مشجّعون مقيمون في البلاد لالتقاط الصور.

المصدر : الفرنسية