كاسادو.. اكتشاف فليك العظيم في برشلونة
كل أكاديميات الكرة في العالم بأفضل الأحوال تمنحك لاعبا شابا مميزا ويتطور مع الوقت والاحتكاك، لكن أن تحصل على موهبة مكتملة كأنها تلعب مع الفريق منذ سنوات فاعلم أنها خرجت من "لاماسيا".
لطالما كان مركز الرقم 6 عقدة في برشلونة، خصوصا بعد خروج سيرجيو بوسكيتس، ويكفي القول إن برشلونة استعان بلاعب متواضع هو أورييل روميو لسد العجز في هذا المركز خلال الموسم الماضي، وسرعان ما أعاده إلى جيرونا.
مع قدوم المدرب الألماني هانزي فليك بدأت الأقاويل تزداد حول الصفقة التي سيبرمها برشلونة في هذا المركز.
البعض ربط قدوم فليك بحاجته للاستعانة بحرسه القديم جوشوا كيميتش، والبعض الآخر سرَّب أن برشلونة يفضّل التعاقد مع مارتن زوبيميندي نجم ريال سوسيداد لسد العجز في مركز الارتكاز، ولكن -كما كان متوقعا- برشلونة لا يستطيع إبرام صفقات كبيرة لعدم قدرته المالية ولوجود مشاكل في تسجيل اللاعبين.
فكان الخيار الذي لا بد منه هو المراهنة على منجم الذهب الخاص ببرشلونة.. "لاماسيا"، وهنا ظهر كاسادو.
لم يكن -صاحب 21 عاما- وقائد الفريق الرديف، الموهبة الأعظم والأفضل في الأكاديمية، لكن بعقليته وثباته وأدائه التصاعدي مع الفريق الأول من مباراة لأخرى استطاع كسر الكثير من الحواجز. من لاعب قلّما يشارك مع تشافي وكان قاب قوسين أو أدنى من الخروج على الأقل معارا، إلى قطعة أساسية لا غنى عنها في منظومة فليك.
هدوء كبير وثبات انفعالي وقدرة عالية على التحكم في الكرة تحت الضغط، جعلت منه عنصرا أساسيا في منظومة فليك. المنظومة التي تتغذى بالأصل على الضغط العكسي وسرعة استعادة الكرة في مناطق الخصم، وهذا ما ساعد كاسادو على إظهار نفسه، فقدرته العالية على الضغط والافتكاك جعلتنا نشاهد لاعبا مكتمل الأوصاف في وسط الملعب.
صنع كاسادو هذا الموسم 5 أهداف، وتألق في أهم مباريات الموسم أمام بايرن ميونخ وريال مدريد وإسبانيول، وقدم أداء جعله يحجز مركزه كأساسي في تشكيلة برشلونة.
وربما يجد اللاعب الشاب طريقه سريعا إلى المنتخب الإسباني، إذ أشارت بعض الصحف الإسبانية إلى أن مدرب المنتخب لويس دي لافوينتي بدأ بمتابعة كاسادو عن كثب ومن المحتمل بشكل كبير أن ينضم إلى قائمة "لاروخا" في فترة التوقف الدولي القادمة، خصوصا بعد إصابة رودري، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، والمتوّج مؤخرا بجائزة الكرة الذهبية.
المنافسة في مراكز خط الوسط ستكون على أشدها هذا الموسم في برشلونة مع عودة الهولندي فرينكي دي يونغ وغافي من الإصابة، وتألق الأخير برفقة بيدري كمحور مزدوج في خط الوسط، أضف إلى ذلك الجودة الكبيرة التي أضافها داني أولمو الوافد الجديد، ووجود فيرمين لوبيز وبابلو توري، وهو ما يعني وجود 7 لاعبين سيتنافسون على 3 مراكز تقريبا ليطرح هنا سؤال مهم: كيف سيدير فليك هذه المواهب في وسط الملعب؟