حصدوا كل الألقاب.. كيف نجحت السنغال في اعتلاء عرش كرة القدم الأفريقية؟

فوز السنغال بكأس أمم أفريقيا للشباب (مواقع التواصل)
منتخب السنغال المتوج بكأس أمم أفريقيا للشباب (مواقع التواصل)

تونس- لا تزال كرة القدم السنغالية تبسط هيمنتها على كل مسابقات المنتخبات في أفريقيا، وسط توقعات من الفنيين باستمرار سيطرة "أسود التيرانغا" لسنوات أخرى بفضل أجيال من اللاعبين المميزين الذين يصنع عدد منهم ربيع الأندية الأوروبية وينتمي آخرون إلى أكاديميات كروية محلية تديرها أندية فرنسية.

وبتتويج منتخب السنغال للناشئين، الجمعة الماضية، ببطولة أمم أفريقيا 2023 التي أقيمت بالجزائر عقب فوزه في النهائي على نظيره المغربي (2 ـ1) رفعت الكرة السنغالية غلتها من الإنجازات القارية إلى 4 ألقاب بالتمام والكمال في عام ونيف، لتفرض سيطرة كلية على كل المسابقات والألقاب الأفريقية.

وحقق منتخب ناشئي السنغال اللقب القاري الأول له، لينسج على منوال منتخب الشباب (أقل من 20 عاما) الذي حقق الإنجاز ذاته في مارس/آذار الماضي عندما توج بكأس الأمم (مصر 2023) عقب الفوز على نظيره الغامبي بهدفين من دون رد في المباراة النهائية.

وفي فبراير/شباط من العام الحالي، أحرزت السنغال بطولة أفريقيا للاعبين المحليين (الشان) في نسختها السابعة التي أقيمت بالجزائر، وذلك للمرة الأولى في تاريخها بعد التغلب على مستضيف البطولة بركلات الترجيح (5 ـ4) في المباراة النهائية على ملعب "نيلسون مانديلا" بالعاصمة الجزائر.

وكان منتخب السنغال الأول أحرز بداية العام 2022 كأس الأمم للمرة الأولى في تاريخ البلاد بعد فوزه على منتخب مصر بركلات الترجيح (4 ـ2) في المباراة النهائية التي احتضنتها العاصمة الكاميرونية.

ونجحت منتخبات السنغال في 3 فئات (المنتخب الأول والشباب والناشئين) في التأهل لنهائيات كأس العالم حيث تمكن زملاء الحارس "إدوارد ميندي" من بلوغ ثمن نهائي مونديال قطر 2022، بينما يخوض منتخب الشباب حاليا نهائيات كأس العالم (الأرجنتين 2023).

ولم تقتصر إنجازات الكرة السنغالية على الألقاب الجماعية، بل شملت أيضا الجوائز الفردية. ففي بداية هذا العام فاز مهاجم بايرن ميونخ الحالي وليفربول الإنجليزي سابقا ساديو ماني بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في القارة، كما أحرز زميله بالمنتخب وحارس مرمى تشلسي الإنجليزي "إدوارد ميندي" جائزة أفضل حارس مرمى في العالم للعام 2021.

جيل ملهم من اللاعبين

ومقابل غياب الكرة السنغالية عن واجهة الأحداث في مسابقات الأندية: دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية، استطاعت المنتخبات السنغالية في شتى الفئات أن تفرض هيمنة واضحة وتكتسح كل المسابقات، وذلك لعدة عوامل يأتي في مقدمتها بحسب آراء الخبراء والفنيين:

ـ امتلاك منتخب "أسود التيرانغا" مجموعة من اللاعبين المميزين المحترفين في كبرى النوادي الأوروبية مثل المهاجم ماني والحارس إدوارد ماندي والمدافع خاليدو كوليبالي (تشلسي الإنجليزي) وإدريسا غاي (لاعب وسط إيفرتون) وباب ماتار سار (لاعب توتنهام) وكيربن دياتا (مهاجم موناكو الفرنسي) وغيرهم.

ـ منح المدرب أليو سيسيه نجم "أسود التيرانغا" السابق مهمة تدريب المنتخب الأول منذ 8 سنوات، حيث نجح في وضع بصمته التدريبية على أداء ونتائج اللاعبين ليقودهم إلى إحراز كأس أمم أفريقيا 2022.

ويعدّ أليو سيسيه أكثر المدربين استمرارا بمنصبه في تاريخ المنتخب السنغالي، حيث يتولى هذه المهمة منذ 4 مارس/آذار 2015 بعد تعيينه خلفا للفرنسي آلان جيراس.

ولم يكن لهذا المدرب (46 عاما) تجارب فنية مع الأندية، بل اقتصر مشواره التدريبي على منصب مدرب مساعد منتخب أقل من 23 عاما منذ 2012 حتى 2015 تاريخ تعيينه رسميا على رأس المنتخب الأول.

وقاد سيسيه، وهو أحد صناع إنجاز مونديال 2002 كلاعب، السنغال لنهائي كأس أفريقيا 2019 وإحراز اللقب القاري عام 2022 فضلا عن التأهل في مناسبتين للمونديال 2018 و2022.

ـ استقرار مجلس إدارة الاتحاد السنغالي لكرة القدم وتوليه إدارة شؤون الكرة منذ أكثر من 14 عاما، بقيادة أوغستين سنغور منذ عام 2009.

جينيراسيون فوت مهد إنجازات التيرانغا

وبجانب التألق اللافت للمنتخب السنغالي الأول، نسجت منتخبات الفئات الشابة ومنتخب المحليين على منوال زملاء "ماني" بإحرازها كل الألقاب عام 2023.

وينحدر أغلب لاعبي منتخب السنغال للشباب والناشئين من نادي جينيراسيون فوت، وهو أكاديمية تكوين في كرة القدم، يديرها نادي ميتز الفرنسي، الفريق الذي يعود له الفضل في صقل مواهب أيقونة الكرة السنغالية والأفريقية "ماني".

وتعد أكاديمية جينيراسون فوت، في العاصمة دكار، مهد نجوم المنتخب السنغالي وأحد أبرز روافد هيمنته على الكرة الأفريقية وبلوغه العالمية.

ويضم منتخب الشباب المتوج بأمم أفريقيا في مارس/آذار الماضي فيضم 7 لاعبين من أكاديمية جينيراسيون فوت وهم: سليماني باسي وإميدو ديوب وباباكار ندياي وساديبو ساني وجبريل ديارا ولامين كامارا وإيبو ساني وبابا مامادو ديالو.

وتأسست أكاديمية جينيراسيون فوت عام 2000 على يدي اللاعب السابق "مادي توري". وسنة 2003 أبرم مسؤولو النادي اتفاقية شراكة مع ميتز يتم بمقتضاها تمويل الأكاديمية بالتجهيزات مقابل الاستفادة من المواهب الصاعدة للأكاديمية والتعاقد معهم، ومن بين هؤلاء النجم ماني الذي انتقل إلى ميتز عام 2011 قبل أن يصبح واحدا من أكبر نجوم كرة القدم في العالم.

المصدر : الجزيرة