بعد السماح بحضور 50 ألفا لمباراة الأهلي والهلال.. هل تعود الجماهير المصرية لمدرجات الملاعب؟

السلطات المصرية لا تسمح إلا لعدد محدود من الجماهير بحضور المباريات بقرار صدر عام 2013 (أسوشيتد برس)
السلطات المصرية لا تسمح إلا لعدد محدود من الجماهير بحضور المباريات بقرار صدر عام 2013 (أسوشيتد برس)

يرى خبراء رياضيون مصريون أن قرار أجهزة الأمن السماح بحضور 50 ألف مشجع لمباراة الأهلي والهلال السوداني المقررة يوم غد السبت، يشكّل مقدمة لعودة الجماهير للمدرجات بعد 10 سنوات من الغياب، فيما قال آخرون إن القرار سياسي ويخص هذه المباراة حصرا.

وفي أبريل/نيسان 2013 حظرت مصر على الجماهير حضور المباريات بعد جملة من الحوادث كان أبرزها إشعال جزء من جماهير الأهلي مدرجات ملعب الجيش ببرج العرب بالألعاب النارية والصواريخ خلال مباراة الفريق مع توسكر الكيني في إياب الدور 32 في دوري أبطال أفريقيا.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

ورفعت الجماهير آنذاك لافتات اعتُبرت مسيئة للمشير (الراحل) محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق وقيادات الجيش والشرطة، على خلفية مقتل أكثر من 70 مشجعا في ملعب بورسعيد خلال فترة حكم المجلس العسكري (11/2/2011 – 30/6/2012).

نفاد التذاكر وتحذيرات سودانية

بعد عقد كامل من تلك الحادثة، سمحت السلطات المصرية بحضور 50 ألف مشجع مباراة الأهلي والهلال السوداني، ضمن مباريات دوري أبطال أفريقيا، بعدما عجت مواقع التواصل بمطالبات لفتح ملعب (إستاد) القاهرة أمام الجماهير لمساندة فريقها، خصوصا أنه ممثل مصر الوحيد في البطولة بعد خروج الزمالك.

ويتصدر فريق صن داونز الجنوب أفريقي المجموعة الثانية في دوري أبطال أفريقيا برصيد 11 نقطة، ويليه الهلال السوداني برصيد 10 نقاط، بينما يحل الأهلي في المركز الثالث برصيد 7 نقاط، وبالتالي فهو بحاجة للفوز في لقاء الجولة الأخيرة أمام الهلال، لضمان التأهل إلى ربع النهائي في البطولة.

وقالت شركة "تذكرتي" المسؤولة عن بيع تذاكر المباريات، إن التذاكر كلها نفدت بعد 8 ساعات من طرحها، فيما اعترض الهلال على ما وصفه بـ"خطاب الكراهية"، ووجه خطابا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) طالب فيه بلعب المباراة دون جماهير أو بتحديد عدد الحضور أو تخصيص 5% من المدرجات لجماهيره.

إعلان

ودعا النادي السوداني الاتحاد القاري إلى "تحمل مسؤولياته، خصوصا بعد تجاهله لخطابات الهلال، بالتزامن مع استجابته لكافة طلبات الأهلي" على حد وصفه، كما حذر من "وقوع حادثة بورسعيد جديدة".

خطوة جيدة

ويرى محمد سيف الناقد الرياضي المصري أن السماح بحضور 50 ألف مشجع في مباراة الأهلي المقبلة "خطوة جيدة وننتظرها منذ سنوات وقد تكون بداية لعودة الجماهير إلى الملاعب المصرية مرة أخرى"، لكنه أكد أن الموقف مرهون بأداء الجمهور ومدى التزامه بالسلوك الحضاري خلال المباراة.

وأضاف سيف للجزيرة نت "كانت هناك بعض المآخذ على الجهات الأمنية في تحديد نسبة حضور عدد الجماهير خصوصا في مباريات لا تستدعي أي تحفظ"، وناشد الجماهير الالتزام بالسلوك الحضاري والقانوني أثناء حضور المباريات.

كما شدد على ضرورة عدم حدوث أي مخالفات مثل الهتافات المسيئة أو أي أعمال يعاقب عليها القانون أو التي قد تؤدي إلى تغريم الأندية أو منع جماهيرها من حضور المباريات لفترة ما.

وأشار إلى أن هناك تأثيرا كبيرا في قرار حضور مباراة الأهلي والهلال السوداني، حيث سيتأثر الفريق الضيف بكل تأكيد، فضلا عن الانطباع الرياضي المتميز الذي يمكن إظهاره داخل الملعب.

وأوضح سيف أن الأندية المصرية ستحقق مكاسب مادية من حضور الجماهير تحل جزءا من أزماتها، خاصة للأندية الإقليمية، لأن قيمة التذاكر من البنود الأساسية التي تعتمد عليها ميزانيات الأندية.

وأكد أن الأمن المصري ليس له أي مصلحة من نسبة الحضور سواء قليلة أو كبيرة، وأن المصلحة تعود إلى الأندية والجمهور المصري وللإعلام حيث الشعور بوجود روح الرياضة في الملعب.

قرار سياسي

في المقابل، يرى الناقد الرياضي أحمد إسماعيل، أن السماح بحضور الجماهير مباراة النادي الأهلي المقبلة، مجرد حالة خاصة وصادرة بقرار سيادي، وليست مؤشرا على عودة الجماهير إلى الملاعب مرة أخرى.

وأضاف إسماعيل، في تصريح للجزيرة نت، أن عودة الجماهير للملاعب مرة أخرى "قرار صعب" رغم أن دخول الملاعب له شروط ومقيد بتذاكر مسجل عليها بيانات كل مشجع، وهو أمر يحد من أي انتهاكات قانونية.

وشدد على أن تلك المباراة يمكنها أن تكون مقدمة لعودة الجماهير في حالة وجود ضغط إعلامي على الجهات المعنية، خاصة أن القرار ليس صعبا، مؤكدا أن حضور المشجعين الكبير في مباراة الأهلي سلاح ذو حدين؛ لأنهم سيدعمون الفريق في حال تقديم أداء جيد لكنهم سيضغطون عليه جدا إذا كان أداؤه سيئا.

أحمد الشناوي، وهو عضو سابق في "أولتراس أهلاوي"، قال للجزيرة نت إن القرار إيجابي وإن الجماهير تتمنى أن يكون بداية لرفع الحظر، مضيفا "نحن كجماهير نتمنى العودة للمدرجات من أجلنا ومن أجل الأندية ومن أجل المنتخب".

وأوضح الشناوي أن هذا الحضور المرتقب سيحيل الأهلي إلى "شعلة" في الملعب، لأن الجماهير هي روح الملاعب ودونها لا حديث عن مباراة حقيقية.

إعلان

وتابع أن "الجماهير المصرية أصبحت راغبة في العودة للمدرجات خصوصا من أجل المنتخب الذي يحتاج للجماهير في المباريات الحاسمة"، وأعرب عن اعتقاده بأن الجميع قد تعلم الدرس وأن المناوشات لن تعود مجددا.

وختم حديثه بالقول إن المنتخب الوطني كان أكثر الخاسرين من غياب الجماهير خلال السنوات الماضية، وإنه يعتقد أن أي خروج عن النظام سيواجه بردع شديد من جانب الحكومة، مضيفا "أرجو أن ينتبه الشباب لهذا الأمر، لأن لا أحد يريد مزيدا من الصدام فضلا عن أن الصدامات لن تخدم الجماهير ولا الكرة ولا حتى الحكومة".

المصدر: الجزيرة

إعلان