أكثر المدربين غضبا وتنمرا في تاريخ كرة القدم

Soccer Football - Premier League - Manchester United v Newcastle United - Old Trafford, Manchester, Britain - October 6, 2018 Manchester United manager Jose Mourinho reacts REUTERS/Phil Noble EDITORIAL USE ONLY. No use with unauthorized audio, video, data, fixture lists, club/league logos or
إحدى نوبات غضب مورينيو عام 2018 عندما كان يدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي (رويترز)

استشاط ماوريسيو بوكيتينو مدرب نادي تشلسي الإنجليزي غضبا أثناء وبعد مباراة فريقه الأخيرة ضد مانشستر سيتي التي انتهت بتعادل مثير 4-4.

غضب مدرب تشلسي من الحكم أنتوني تايلور الذي منح سيتي ركلة جزاء مثيرة للجدل في بداية المباراة، وتصاعد غضبه أثناء المباراة ليصل إلى قمته في نهايتها عندما حاول التهجم على الحكم لولا أن منعه اللاعبون، وفي هذه الأثناء تجاهل مصافحة بيب غوارديولا مدرب السيتي الذي توجه لمصافحته بعد نهاية المباراة حسب ما تقتضي الأصول والتقاليد الرياضية.

لم يكن غضب بوكتينيو هو الأول، ولن يكون الأخير في الملاعب فقد اشتهر عدد من مدربي كرة القدم والرياضات الأخرى من أبرزهم البرتغالي جوزيه مورينيو والألماني يورغن كلوب والبريطاني السير أليكس فيرغسون وغيرهم الكثير بغضبهم العارم، وعصبيتهم وصراخهم المتواصل على الخط، وهو ما أدى لطرد العديد منهم أثناء المباريات.

ولا يكتفي هؤلاء بالصراخ والتعبير عن غضبهم من قرارات الحكام أو تصرفات اللاعبين بل بلغ الأمر بأحدهم أن قام بصفع أحد الحكام، وآخرون تهجموا على اللاعبين سواء من فريقهم أو الفرق المنافسة.

ووصل الأمر بعدد من الأندية لإقالة المدرب بسبب "تنمره" على اللاعبين، كما حدث مع مدرب نادي آرسنال لفريق تحت سن 23 عامًا ستيف غاتينغ ومدرب نادي أستون فيلا للشباب كيفن ماكدونالد اللذين تم إيقافهما عن العمل بسبب تنمرهما على اللاعبين قبل بضع سنوات حسب ما ذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية.

وفيما يلي أشهر المدربين الأكثر غضبا في تاريخ ملاعب كرة القدم العالمية:

روي كين الرجل الأكثر غضبا في تاريخ كرة القدم

ربما يكون أسطورة فريق مانشستر يونايتد السابق روي كين هو الرجل الأكثر غضبًا وتنمرا في تاريخ كرة القدم العالمية. كلاعب أنهى مسيرة إنجي هالاند لاعب مانشستر سيتي السابق -ووالد إيرلينغ هالاند هداف سيتي الحالي- بدافع الحقد (حسب الصحافة الإنجليزية) بعد أن قام بضربه بعنف على ركبته في الحادثة الشهيرة بتاريخ كرة القدم الإنجليزية.

وبعد اعتزاله اللعب عمل كمدرب لفريق سندرلاند، ولم يتردد في إحدى اللحظات بركل لوحة التدريب بحركة كاراتيه عنيفة في استراحة ما بين الشوطين في إحدى المباريات، أما الصراخ والتوبيخ العنيف للاعبين فكان أسلوب حياة يوميا له، وهو ما جعله مدربا لا يطاق، ويقال إن فريق مانشستر يونايتد كان يفكر بتعيينه كمدرب للفريق خلفا للسير أليكس فيرغسون، ولكن عنفه وغضبه وتنمره على اللاعبين أدى لمنع الفريق من التعاقد معه حسب ما ذكرت صحيفة "الديلي ستار" وتقرير "بليشر" وقتها.

السير أليكس فيرغسون مُرعب الحكام

يعتقد الكثيرون أن المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد، كان عجوزا هادئا ورزينا، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فقد كان يسيء إلى اللاعبين في غرفة تبديل الملابس، كما كان لا يتوانى في توجيه الإساءة للمراسلين الصحفيين، ولا يتردد في إخافة الحكام وترهيبهم، وأكد مدرب آرسنال السابق أرسين فينغر أن الحكام والصحافة والجميع في كرة القدم الإنجليزية كانوا خائفين من فيرجسون، خلال فترة وجوده في أولد ترافورد حسب ما ذكرت صحيفة "ميرور" الإنجليزية.

ووصلت عصبية فيرغسون إلى ذروتها في فبراير/شباط 2003 عندما انفعل على ديفيد بيكهام -نجم مان يونايتد آنذاك- في غرفة ملابس الفريق فقذفه بالحذاء مما أدى إلى "قطع" فوق عينه، وترتب على هذه الحادثة رحيله عن النادي.

جوزيه مورينيو "دونالد ترامب" كرة القدم

يشتهر مورينيو مدرب نادي روما الحالي بأنه من أكثر المدربين عصبية وغضبا وتنمرا على الحكام الذين يعاملهم كأنهم "خونة وعملاء" حسب ما ذكرت مجلة التايم البريطانية، أما "منصة جول" الشهيرة فوصفت تصرفات مورينيو بـ"المخزية" وشبهته بأنه "دونالد ترامب" كرة القدم، وذلك عقب خسارة روما لنهائي الدوري الأوروبي أمام إشبيلية الإسباني الموسم الماضي.

في مشاهد تذكرنا بحلبة المصارعة الشهيرة (WWE) انتظر مورينيو الحكم أنتوني تايلور في موقف سيارات الفرق والحكام في ملعب بوشكاش للهجوم على الحكم الإنجليزي، الذي وصفه مع مساعديه بـ "الفاسدون" و"المحتالون"، ووصف تعاملهم مع خسارة روما أمام إشبيلية بأنه "وصمة عار".

وكاد هذا التصرف من المدرب الشهير أن يؤدي لقتل الحكم مع عائلته من قبل مشجعي نادي روما الذين تهجموا عليه وحاولوا النيل منه في المطار أثناء رحلة عودته لبلاده.

ولا ينسى جمهور تشلسي الإنجليزي كيف دفعت معاملة مورينيو السيئة للاعبين في رحيل بعض النجوم الذين تألقوا خارج النادي ومن أبرزهم محمد صلاح هداف ليفربول الحالي.

لويز فيليبي سكولاري.. إذا كنت تعتقد أن مورينيو مجنون…انتظر حتى تقابل بيغ فيل

حتى بمعايير اللعبة الغريبة في كثير من الأحيان، يبرز سكولاري مدرب منتخبي البرازيل والبرتغال الأسبق، فهو سريع الغضب، وصريح وانفعالي بطريقة عجيبة، وكان شديد الإعجاب بالدكتاتور التشيلي أوغستو بينوشيه، ومن غرابته أنه كان يحمل تماثيل صغيرة وطلب من لاعبيه ذات مرة وضع حصى في جواربهم اعتقادا منه أنها "مقدسة" حسب ما ذكرت صحيفة "بلفاست تيلغراف".

وهو مشهور بعدائه للصحفيين والحكام وتهجمه عليهم، وكذلك تهجمه على اللاعبين لدرجة اللكم والضرب، وما عليك سوى كتابة كلمتي "سكولاري" و"لكمة" على قناة يوتيوب حتى تجد مشهد لكمه لرأس اللاعب الصربي "إيفيكا دراغوتينوفيتش" في مباراة منتخبي البرتغال وصربيا أثناء تدريبه لمنتخب البرتغال.

Brazil's forward Neymar cries as he celebrates with Brazil's coach Luiz Felipe Scolari after Brazil won their match against Chile in a penalty shoot out after extra-time in the Round of 16 football match between Brazil and Chile at The Mineirao Stadium in Belo Horizonte during the 2014 FIFA World Cup on June 28, 2014. AFP PHOTO / ODD ANDERSEN
نيمار (يمين) نجم منتخب البرازيل يبكي أمام مدربه سكولاري (غيتي)

ما أسباب غضب المدربين وتنمرهم وما هي آثاره المدمرة على اللاعبين؟

يغضب المدربون لأنهم يريدون تحقيق نتائج أفضل، ولأن مهنتهم ومصيرهم على المحك، فالمدرب هو المسؤول الأول والأخير عن نتائج الفريق، وكثير من المدربين على مدى تاريخ اللعبة فقدوا وظائفهم ومناصبهم بسبب النتائج الهزيلة للفريق الذي يدربونه، وهو ما يضعهم تحت ضغط نفسي وعصبي كبير، ينعكس على شكل صراخ وغضب وتنمر على الحكام والصحفيين وعلى اللاعبين أنفسهم.

وتدخل التركيبة السيكولوجية للمدرب في المعادلة، فالمدربون الذين اشتهروا أثناء شبابهم بالعصبية والغضب -كما في حالة روي كين مثلا-، سيستمرون على ذلك عندما يكبرون ويتولون مهمة التدريب.

ولا يدرك العديد من المدربين التأثير السلبي لتصرفاتهم على تماسك الفريق وأدائه، ولا على اللاعبين الشباب الذي يدربونهم، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى تدمير مستقبلهم الرياضي وتوقفهم عن اللعب.

وفي هذا السياق، نقلت منصة "سبورت سايكولوجي تودي" (Sport Psychology Today) المتخصصة بطب النفس الرياضي اقتباسا لأحد لاعبي كرة القدم الشباب الذي يبلغ من العمر 16 عاما قال فيه "عندما التحقت بالمدرسة الثانوية كنت رياضيًا متميزًا بثقة عالية، ولكن بعد سنتي الأولى بدأت أفقد الاهتمام. لقد كرهت التدريب لأنني كنت دائمًا أشعر بالقلق والخوف من المدرب، وإحراجه لي أمام زملائي".

ويتابع اللاعب الشاب "وصل الأمر إلى النقطة التي كنت أختلق فيها الأعذار للخروج من التدريب، وكنت أتمنى أن أجلس على مقاعد البدلاء حتى لا أشعر بالقلق والخوف بعد الآن. كنت أعلم أن المدرب كان صارما، ولم يكن لدي أي مشكلة في القيام بعمل إضافي، ولكن عندما يقف في وجهي، ويصرخ بي، ويحرجني أمام الفريق، فهذا يجعلني أتساءل عن سبب استمراري في اللعب".

توقف ذلك اللاعب الشاب عن اللعب، وفي الحقيقة فإن هذا اللاعب الذي لم تذكر المنصة اسمه هو واحد فقط من عدد كبير من اللاعبين الشباب الذين أدت تصرفات المدربين وتنمرهم لإنهاء مسيرتهم الرياضية بوقت مبكر.

يمكن أن يؤدي الغضب المبالغ فيه والتنمر إلى الإضرار بثقة اللاعب بنفسه، فعندما يتعرض الرياضيون للتخويف والتمييز من قبل المدربين، فإنهم يبدؤون في الشك في قدرتهم على الأداء مما يجعلهم يتساءلون عن دورهم وأهميتهم، بل وأهمية اللعبة نفسها لمستقبلهم.

ويواجه اللاعبون الذين يتعرضون للتنمر صعوبة في التركيز على ما يجب عليهم التركيز عليه، مما يؤدي للتأثير على قراراتهم داخل الملعب. مثلا "هل يجب أن أسدد الكرة؟ هل يجب علي تمرير الكرة؟ هل يجب أن أتخلص من الكرة بسرعة؟ وهم هنا يركزون على الأشياء الخاطئة أثناء المباراة لأنهم منشغلون بالحصول على رضا المدرب أو تجنب غضبه. فالخوف هو قاتل اللعبة العقلية، والعدو الأكبر للاعبين.

للاستفادة حقا من الرياضة والاستمتاع بها، يحتاج الرياضيون الشباب إلى الشعور بالثقة والأمان، وهذا ما يجب على المدربين فعله بدلا من الصراخ عليهم ونوبات الغضب على الرياضيين والحكام والصحفيين وكل ما يحيط بهم. فالغضب هو عدو المدربين الأول ولكنهم لا يعرفون.

المصدر : الجزيرة

إعلان