تعويض حكم ألماني أُجبر على الاعتزال بسبب عمره.. كيف تسببت "أزمة قلبية" في تغيير الفيفا سن التعاقد؟

SV Werder Bremen v FC Schalke 04 - Bundesliga
فيليكس بريش طالب بالبقاء حكما في الدوري الألماني لكرة القدم رغم بلوغه 48 عاما (غيتي)

قضت محكمة ألمانية بتعويض الحكم السابق مانويل جريف بمبلغ 48 ألفا و500 يورو (52 ألف دولار)، بعدما رفع قضية تمييز على أساس العمر على الاتحاد الألماني لكرة القدم الذي أنهى مسيرته التحكيمية بسبب السن رغم رغبته في الاستمرار.

وذكرت محكمة في فرانكفورت اليوم الأربعاء أنه رغم استحقاق جريف التعويض المالي، فإن الحكم (49 عاما) لا يمكنه العودة لعمله في التحكيم.

ورفع جريف بعد تخطيه سن 47 عاما دعوى ضد الاتحاد الألماني وطالب بتعويض قدره 190 ألف يورو، وذلك لإجباره على التقاعد لبلوغه العمر الافتراضي للتقاعد بالبوندسليغا، رغم قدرته الصحية والبدنية على الاستمرار في التحكيم.

ويفتح هذا الحكم الباب أمام مدّ الاتحاد الألماني عمر بقاء الحكام في الملاعب، مثل نظيره الإنجليزي الذي يسمح للحكام بالاستمرار حتى تخطي 50 عاما ما داموا يجتازون الاختبارات الطبية والبدنية.

كما سيؤثر هذا الحكم في رد الاتحاد على طلب الحكم الدولي الألماني السابق فيليكس بريش الذي سبق له إدارة مباريات عدة في كأسي العالم 2014 و2018، بالبقاء حكما محليا في منافسات الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) رغم وصوله عمر 48 عاما.

واعتزل بريش التحكيم الدولي عام 2021 رغم استمراره في المسابقات المحلية.

ولم يكن عمر 47 عاما محددا كحد أقصى للحكام في قوانين الاتحاد الألماني للعبة، لكن هذا الحد كان شائعا لسنوات عديدة.

وأكد الاتحاد مؤخرا أنه قد يخفف موقفه بشأن الحد الخاص بعمر الحكام، والحقيقة أنه كان ينتظر الحكم في قضية جريف حتى يحدد موقفه النهائي.

أزمة قلبية وراء تخفيض سن التقاعد

ومنذ بداية التسعينيات من القرن الماضي بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عدة تغييرات في أعمار تقاعد الحكام، حيث تسببت إصابة الحكم الدولي الفرنسي السابق ميشيل فوترو -الذي أدار المباراة الافتتاحية لمونديال 1990 بين الأرجنتين والكاميرون- بأزمة قلبية خلال اختبار للياقة البدنية؛ في خفض عمر تقاعد الحكام من 50 إلى 45 عاما فقط، وهو ما تسبب في عدم نيل كثير من الحكام الشارة الدولية حول العالم، كما أجبر كثيرا منهم على التقاعد أيضا.

وتسبب ذلك التعديل في جيل جديد من الحكام الدوليين الذين بدؤوا يظهرون في مونديال 1994 في الولايات المتحدة، ثم مونديال فرنسا 1998.

وبعد نهاية كأس العالم 2014 في البرازيل عاد الفيفا ليمد سن التحكيم الدولي إلى 47 عاما بشرط اجتياز الاختبارات الطبية والبدنية مثل سائر الحكام، بل فتح الباب أمام الاتحادات الأهلية لتخطي هذا السن أيضا.

وتسرع الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي باتخاذ قرار الاعتزال بعد إدارته مباراة الثالث والرابع في مونديال 2014، وذلك على أساس أنه المونديال الأخير له، ولم يكن يعلم بمد السن الذي كان سيسمح له بالتحكيم في مونديال روسيا 2018 أيضا.

ولهذا رأينا حكاما في كأس العالم تخطوا 45 عاما، وآخرهم الحكم الإيطالي دانييلي أورساتو الذي أدار المباراة الافتتاحية لكأس العالم 2022⁩ بين المنتخب القطري ونظيره الإكوادوري على ملعب البيت في قطر.

  • حكم دولي سابق
المصدر : الجزيرة + الألمانية