مستوحى من أرض الرافدين وتاريخها.. أحمد البحراني يختزل العراق بكأس ذهبي
بغداد – برمزية بلاد الرافدين وحضاراتها، ارتدى كأس العراق ثوبه الجديد بأنامل أبدعت في تصميمه باحترافية عالية على شكل جذع شجرة تحمل كرة وتتفرع فيها أوراق تمثل محافظات العراق متحدة في شجرة واحدة، حيث يمثل تحفة فنية للنحات العراقي العالمي أحمد البحراني الذي يمتلك رحلة طويلة مع الكؤوس العالمية والدولية.
البحراني (60 عاما) حقق أحد أحلامه الذي راوده طويلا حين صنع كأس العراق بشكله الجديد مختزلا العراق بشجرة تنبض بالحياة تتكون من 18 جذرا تمتد لتكون جذعا يخرج منه 18 ساقا مثمرة، تحمل 18 ورقة تمثل محافظات العراق من أقصى شماله إلى جنوبه.
تصميم الكأس
ويقول البحراني إن فكرة تصميم الكأس جاءت من وحي الجمهور العراقي، ومستوحى من أرض البلاد وعمق تاريخها، ويضيف في تصريح للجزيرة نت أن "ميلان الشجرة يمثل انعطافة جميلة وتجميلا لشكل ذراع اليد بالإضافة إلى زيادة جمال الكأس حيث يمثل التصميم شكل ساعد اليد ليسهل مسك اللاعبين للكأس أثناء فوزهم بالبطولة وحملهم الكأس".
وأشار المصمم العالمي إلى أن تصميم كأس العراق يعدّ واحدا من الأحلام التي كانت تراوده، وقد تحقّق أخيرا، مرجحا أن يكون الكأس الجديد من أجمل الكؤوس في العالم، بعد صناعته من مادة البرونز وطليه بالذهب، ليظهر بمظهر يليق باسم العراق.
إنجاز الكأس
يوضح البحراني أنه عمل على مدى بضعة أشهر على تصميم كأس العراق، حيث أجرى تغييرات كثيرة بغية الوصول إلى النموذج النهائي، وذلك بالتشاور مع وزير الشباب والرياضة العراقي عدنان درجال ولجنة خاصة تابعة للوزارة.
ولم يغفل البحراني دور الجماهير في الخروج بهذا التصميم، وقال "الجماهير تواصلت معي بشكل مباشر وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وفي الملاعب وطلبت مني تصميم كأس، والتقى ذلك مع رغبة قديمة وحلم يعود إلى سنوات حين تمنيت أن يكون لي إنجاز يحمل اسمي في العراق".
وعن مشاريعه الأخرى، كشف النحات العالمي عن قرب إنجاز درع الدوري، حيث تم إنجاز نموذج جديد منه، وهو قيد النقاش والدراسة مع الاتحاد العراقي وسيُعرض للجمهور في الأسابيع المقبلة.
ويؤكد البحراني أنه رغم إنجازاته الكثيرة في العديد من قارات العالم طوال سنوات سابقة فإن فرحته في هذه المرة كبيرة لأنه ينجز شيئا لبلده العراق.
وختم البحراني حديثه بالقول إن قيمة العمل ليست بما يقابله من مبالغ مالية، ولكن القيمة الفنية والفلسفية أهم من قيمته المادية.
الكأس بصمة نوعية
ويصف عضو الاتحاد العراقي واللاعب الدولي السابق غانم عريبي صناعة كأس العراق بأنها مبادرة نوعية وحضارية، مشيرا إلى أنه منذ تأسيس الدوري العراقي حتى الآن لا توجد بصمة نوعية لكأس العراق وكذلك لا يوجد درع للدوري العراقي؛ فارتأى الاتحاد الحالي تصميم بصمة لكأس العراق ليحتفظ به.
ويؤكد عريبي أن التصميم الجديد للكأس سيحظى بالاعتماد في الموسم الحالي، وستوزّع كؤوس لها شكل الكأس ولكن بحجم أصغر على اللاعبين بدلا من الميداليات.
ويرى الصحفي الرياضي محمد خليل أن تصميم كأس العراق الجديد أعاد الهيبة للبطولة وسيحفز جميع الفرق للتنافس عليه، معتبرا أنه رغم تأخر الخطوة من قبل اتحاد الكرة، فإنها تحسب له بعد توفير جميع المتطلبات لإنجاز الكأس في وقت قياسي.
أهم منجزات البحراني
في سجلّ البحراني عدد كبيرٌ من التماثيل والنُصب والجداريات التي تخطّت حدود العراق لتجسد إبداع النحات في 5 قارات من العالم، وبرزت في أهم المدن العربية والأجنبية ومتاحفها، كما شارك في عدد من المعارض في مناطق مختلفة من العالم.
أمّا دخوله عالم الرياضة فليس بجديد، فسبق له أن صمّم كأس الخليج العربي بنسخته الجديدة بتكليف من اللجنة المنظمة لبطولة الخليج.
كما أبدع في تصميم كأس العالم لكرة اليد الذي أقيمت نهائياته في قطر عام 2015، وتم اعتماد التصميم من قبل الاتحاد الدولي، ليكون الكأس الرسمي لبطولة كأس العالم لكرة اليد.