لماذا يعاني الدوري التونسي من ضعف المهاجمين وندرة الأهداف؟

الصورة عدد 2ـ الترجي التونسي فاز في مباراة الإياب على الوداد المغربي نتيجة هدف مقابل صفر قبل توقفها في الدقيقة 58 copy.jpg
الترجي يمتلك أفضل خط هجوم هذا الموسم في الدوري التونسي برصيد 14 هدفا (الجزيرة)

تضفي الأهداف المتعة على مباريات كرة القدم، وتزيد المواجهات إثارة وحماسا باعتبارها متعة اللعبة الشعبية الأولى، لكن الدوري التونسي فقد حلاوة هزّ الشباك في المواسم الأخيرة، بسبب ضعف المهاجمين وندرة الأهداف.

وأرّق غياب الفاعلية الكثير من المدربين، واشتكى بعضهم من افتقار المهاجمين للمسة التهديفية وإهدار الفرص بشكل غريب، وهو ما كلّف فرقهم خسارة العديد من النقاط.

وبعد مرور 11 جولة من منافسات الدوري التونسي الممتاز، يتصدر لاعب الصفاقسي أيمن الحرزي -الذي يلعب في مركز الجناح- قائمة هدافي المسابقة برصيد 5 أهداف فقط.

وانتهت أغلب المواجهات في بطولة الدوري هذا الموسم بالتعادل من دون أهداف أو الفوز 1-صفر، ونادرا ما تجاوز عدد الأهداف في المباراة الواحدة 3 أهداف.

ويملك الترجي أفضل خط هجوم برصيد 14 هدفا، أحرز منها قلب الهجوم محمد علي بن حمودة 4 أهداف.

أسباب الأزمة

وقال المهاجم السابق عبد القادر بلحسن لرويترز "يعود شح الأهداف إلى غياب المهاجمين المهاريين الأفذاذ، ورأس الحربة الذي يمتلك الحس التهديفي والقدرة على هز الشباك مثل السابق".

وأضاف بلحسن المتوج بلقب هداف الدوري التونسي مرتين في تسعينيات القرن الماضي، "اللاعب الهداف أصبح عملة نادرة في البطولة التونسية منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، عندما كان يضم كل فريق تقريبا مهاجما بارزا".

واعتبر مهاجم الترجي السابق أن عوامل عديدة أدت إلى "انقراض" المهاجمين الهدافين، ووصف المشكلة بأنها "موجة متلاطمة تضرب من كل النواحي".

ويرى بلحسن أن "ندرة المهاجم الهداف في الأعوام الماضية يعود إلى ضعف الجانب التدريبي للاعبين في الفئات السنية، وعدم الاهتمام بتطوير الحس التهديفي للشبان في غياب أصحاب الاختصاص".

حلول أزمة غياب الهدافين

واقترح الهداف السابق تعيين خبراء لتدريب المهاجمين والسهر على تطوير ملكاتهم التهديفية وتحركاتهم داخل المنطقة وتسجيل الأهداف، على غرار مدربي حراس المرمى.

إعلان

وتابع "الأخطر من ذلك أن المدربين في الفئات السنية يركزون على تحقيق النتائج أكثر من تطوير مهارات اللاعبين، إضافة إلى تقديم الربح التجاري على الرياضي في ظل انتشار أكاديميات تكوين اللاعبين بمقابل مالي حتى داخل الأندية".

وفضلا عن ذلك، لم يقدّم المهاجمون الأجانب الإضافة، ولم يترك أي واحد منهم بصمة تذكر في مسابقة الدوري التونسي في المواسم الأخيرة.

ودعا بلحسن إلى تغيير قانون اعتبار لاعبي دول شمال أفريقيا محليين بالدوري التونسي، إضافة إلى التعاقد مع 3 لاعبين أجانب آخرين، قائلا إنه يضرّ بكرة القدم التونسية.

وتابع "يجب على اتحاد الكرة مراجعة القرار لأنه يضرّ بشكل كبير باللاعبين الشبان الذين يحتاجون للوقت واللعب باستمرار لاكتساب النسق والخبرة لتطوير مهاراتهم ورفع مستوياتهم".

وختم بلحسن حديثه بالقول إن الفوضى وغياب العمل المنهجي وراء تراجع مستوى اللاعبين التونسيين خاصة المهاجمين، ودعا لإعادة النظر في أساليب العمل ووضع إستراتيجيات جديدة.

ويقام الدوري التونسي هذا الموسم بنظام المجموعتين، ويتأهل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى عن كل مجموعة إلى مرحلة المنافسة على اللقب، بينما يهبط الفريق الذي يتذيل كل مجموعة لدوري الدرجة الثانية.

المصدر: رويترز

إعلان