من ريكي مارتن إلى القطرية دانة.. 24 سنة كافية للغناء في افتتاح مونديال قطر

دانة-أبدعت-في-تقديم-لوحة-هلا-للترحيب-بضيوف-المونديال-(الصحافة-القطرية).
الفنانة القطرية دانة قدمت لوحة "هلا" للترحيب بضيوف المونديال (الصحافة القطرية)

كانت في العاشرة من عمرها عندما شاهدت حفل افتتاح كأس العالم 1998 في فرنسا، وأغنية الفنان ريكي مارتن "لا كوبا دي لا فيدا" خلال الحفل، عندها قطعت الفنانة القطرية دانة على نفسها وعدا بأن تغني يوما في افتتاح المونديال، وبعد 24 عاما تحقق هذا الوعد بغنائها في مونديال قطر.

24 سنة كانت كافية لتحقيق حلم تلك الطفلة، فبعد بزوغ موهبتها منذ الصغر وحصدها العديد من الجوائز سواء على مستوى الإنشاد والقرآن الكريم أو المسابقات المدرسية والمناسبات الوطنية، طورت من قدراتها في مجالي الغناء والإخراج، وتألقت في مهرجان "أجيال".

دانة هي إحدى أعضاء فريق أستوديوهات "كتارا"، صنعت لنفسها تجربة ترفيهية تعليمية في الغناء والتلحين والتعليم وتدريب الأصوات الشابة عبر فرقة الجوقة "هايب كواير" في "أجيال تونز" التي تضم أكثر من 30 فنانا وفنانة، ويقدمون سنويا 3 ليال غنائية ضمن مهرجان أجيال السينمائي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام.

دانة قدمت لوحة غنائية باهرة بعنوان النداء في حفل افتتاح المونديال (اللجنة العليا) copy
دانة قدمت لوحة غنائية باهرة بعنوان "النداء" في حفل افتتاح المونديال (اللجنة العليا للمشاريع والإرث)

"توب توب يا بحر"

وقدمت الفنانة القطرية خلال حفل افتتاح مونديال قطر لوحة غنائية باهرة بعنوان "النداء" مستوحاة من الأغنية الفلكلورية الخليجية "توب توب يا بحر" لتبرز صعوبة الارتحال وجمال الالتقاء، كما أبدعت في لوحة أخرى شاركت فيها بأغنية "هلا" التي تشير إلى الترحيب، حيث اجتمع أثناءها جميع المشاركين في اللوحة في تشكيل رمزي يتساوى فيه الجميع.

وتقول دانة للجزيرة نت إن سعادتها لا توصف بالغناء في افتتاح مونديال قطر، وبردود الفعل التي لقيتها بعد هذا الحدث العالمي، الذي يمثل فخرا كبيرا لكل مواطن قطري وعربي.

دانة فنانة شاملة تجمع بين الغناء والتلحين والإخراج (الجزيرة)

المرأة العربية

وشاركت الفنانة القطرية في الإشراف على الألبوم الغنائي لمونديال قطر الذي ضم 5 أغانٍ، وذلك عبر فرقة الجوقة "هايب كواير" التي كانت في الأغاني الخمس، فضلا عن وجودها في حفل افتتاح المونديال أيضا.

وترى أن الغناء في حفل افتتاح كأس العالم أمر مختلف سيظل خالدا في ذاكرة التاريخ مع أبرز الفنانين العالميين، خاصة في ظل اختيارها من بين المئات من الفنانات اللاتي يملكن أصواتا جبارة وشهرة كبيرة على الساحة الغنائية، لتمثيل المرأة القطرية خاصة والخليجية والعربية عامة.

وقد تدربت على الأغنية 8 مرات، ولم تكن خائفة، وكان لديها ثقة كبيرة، لكنها خلال حفل الافتتاح شعرت بالخوف، حيث كان مطلوبا منها الغناء والمشي بطريقة معينة تفتح من خلالها يديها لتحتضن عشرات الآلاف من الموجودين في الملعب والملايين خلف الشاشات، ولم تشعر بنفسها إلا مع صيحات الجماهير وتفاعلهم معها، وفقا لدانة.

وبذلت قصارى جهدها لإيصال رسالة الأغنية التي ركزت على إظهار الثقافة الشعبية والإرث القطري، عبر تجسيد "أم الحنايا" في لوحة جميلة سواء عبر الملابس أو الاحتفاء بالعادات القطرية والعربية الجميلة ومشاركتها مع العالم أجمع.

دانة ترى أهمية أن يكون الفنان شاملا (الجزيرة)
دانة ترى أنه من الجيد أن يكون الفنان شاملا (الجزيرة)

بداية الطريق

وترى الفنانة القطرية خريجة كلية الإعلام بجامعة سوانزي في ويلز، أن الغناء في حفل افتتاح مونديال قطر وضعها على بداية الطريق الصحيح إلى العالمية، فقبل هذا الحدث لم تكن معروفة إلا على النطاق القطري وعلى صعيد ضيق في منطقة الخليج، ولكن بعد ذلك باتت فنانة معروفة وشهيرة، والعالم كله يعرفها.

ولاقت دانة دعما كبيرا من المجتمع وردود فعل إيجابية بعد المشاركة في حفل افتتاح مونديال قطر، الأمر الذي سيدفعها لتقديم الأفضل مستقبلا، والتقدم بخطوات أسرع في ظل امتلاكها القدرة والمكانة التي تمكنها من اختيار القرارات الصحيحة في مسيرتها الفنية، والأعمال التي تقدم رسائل هادفة للمجتمع، وفق قولها.

وتوضح دانة أنها تحضر في الوقت الحالي لمفاجآت مميزة ستظهر بها خلال الفترة المقبلة، سواء على صعيد تقديم ألبوم غنائي أو حتى إمكانية مشاركتها في حفل ختام المونديال التي لم تتحدد بشكل رسمي، وذلك في ظل وجود أفكار مختلفة وأعمال متعددة تعمل عليها مع أستوديوهات كتارا.

الغناء والتلحين

برزت موهبة دانة منذ صغرها في الغناء والإخراج بفضل تشجيع والدها ودعمه لها، حيث وفر لها كل الإمكانيات من كاميرات وميكرفونات وأجهزة صوت، كانت تستغلها في إنتاج مقاطع فيديو مصورة، وتسجيل الأغاني القصيرة.

وترى الفنانة القطرية أنها مخرجة منذ أن كانت طفلة في عمر العاشرة بفضل دعم والدها وتشجيعه لها على التصوير وعمل قصص وحكايات، كما أن صوتها هو وراثة من والدها صاحب الصوت الجميل في الأذان وقراءة القرآن الكريم.

وتأثرت دانة في صغرها بالكثير من المطربات العرب والأجانب، وخاصة أم كلثوم، وفيروز، وأصالة نصري، وذكرى، وسيلين ديون، وكريستينا أغيليرا، وكذلك بأغاني ديزني، فضلا عن عشقها للأغاني اليابانية والكورية والهندية.

وتوضح أن الموسيقى في دمائها منذ صغرها ولم تدرسها بطريقة أكاديمية، لكنها حاولت استغلال فترة الإغلاق بسبب فيروس كوفيد-19 في تعلم العزف على الغيتار بطريقة متخصصة.

أول الأعمال

يعدّ فيلم "جواز سفر" أول الأعمال التي أخرجتها الفنانة القطرية الشابة، في حين تعد أغنية "داري" عام 2021 هي عملها الغنائي الأبرز في مسيرتها الغنائية، والذي عرفها الجمهور القطري والخليجي من خلاله رغم تقديمها لأعمال سابقة.

وتشير الفنانة القطرية التي تجمع منذ 6 سنوات بين الغناء والتلحين والإخراج، إلى العديد من المشاركات سواء على مستوى الإخراج أو التمثيل أو الغناء والتلحين، وأبرزها فيلم الرسوم المتحركة "يا حوته" التي قامت بالغناء والتمثيل فيه، ومسلسل "كوكباني" الذي غنت فيه أغنية "الشارة" بجانب التلحين والتمثيل.

وترى دانة أنه من الجيد أن يكون الفنان شاملا ويملك القدرة على الجمع بين مواهب مختلفة، ونظرا لكونها مخرجة أفلام بجانب موهبتها في الغناء والتلحين، فهي تقوم بتجربة ترفيهية تعليمية منذ 4 سنوات عبر فرقة "هايب كواير" في "أجيال تونز" ضمن مهرجان أجيال السينمائي (فرقة هايب كواير تضم أعضاء تم تكوينهم من فريق أجيال تونز).

وتضم فرقة "هايب كواير" أكثر من 30 فنانا وفنانة من عمر 11 إلى 30 عاما، ويتم تدريبهم كل عام على أكثر من 40 أغنية، لتقديم 3 ليال ضمن مهرجان أجيال السينمائي، بواقع ليلة لأغاني "سبيس تون"، وتتميز بجمهورها الكبير، وليلة الأفلام؛ وتضم أغاني الأفلام القديمة وتقدم للجمهور بطريقة عصرية ومختلفة، وليلة الأغاني العالمية، ويتم المزج فيها بين الأغاني العربية والغربية المختلفة.

المصدر : الجزيرة