من هو عز الدين أوناحي نجم منتخب المغرب الذي انتزع إعجاب لويس إنريكي؟

"فوجئت باللاعب رقم 8 للمنتخب المغربي، يا إلهي من أين أتى هذا الرجل؟ لقد كان يلعب بطريقة مدهشة، لم يتوقف عن الركض ويبدو أنه منهك الآن، تحدثت عنه مع الطاقم الفني، فقد فاجأني بمستواه الرائع".

بهذه العبارات استهل لويس إنريكي، مدرب المنتخب الإسباني، المؤتمر الصحفي الذي تلا مباراة المغرب وإسبانيا، في ثمن نهائي كأس العالم 2022 في قطر، وهو يتحدث عن لاعب خط وسط المنتخب المغربي عز الدين أوناحي، مشيدا بالأداء اللافت للاعب أنجي الفرنسي في المباراة التي شهدت تأهلا تاريخيا لأسود الأطلس لربع النهائي بعد الفوز بركلات الترجيح 3ـ0، إثر نهاية المباراة على التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.

وأبدى لويس إنريكي إعجابه الشديد بعز الدين أوناحي، مضيفا أن "أشرف حكيمي ونصيري وأمرابط يلعبون أيضا بطريقة رائعة".

وحقق منتخب المغرب تأهلا تاريخيا للدور ربع النهائي من مونديال قطر 2022، ليصبح أول منتخب عربي، ورابع منتخب أفريقي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010) يحقق ذلك الإنجاز في كأس العالم.

واعترف لويس إنريكي بأن المنتخب الإسباني سيطر على الملعب وخلق عديد الفرص وكاد يتقدم في الوسط، لكن الخصم كان يملك مؤهلات وخصائص دفاعية عالية، وقدم أداء دفاعيا مدهشا، مضيفا "سعيد بما قدمه منتخب إسبانيا، وأشيد بالمغرب وأهنئهم، كانوا أفضل منا في ركلات الترجيح، رقم 8 كان رائعا، وبونو كان مدهشا، أتمنى لهم التوفيق في الدور التالي".

عطاء غزير وإشادة عالمية

ولم تكن تصريحات مدرب منتخب "لاروخا" في حق عز الدين أوناحي سوى تأكيد على قيمته الفنية وعطائه الغزير في مباراة ثمن النهائي.

وعلى ملعب المدينة التعليمية، وأمام منتخب إسبانيا الذي رشحه الكثير من الملاحظين قبل بداية المنافسات للعب الأدوار الأولى قدم أوناحي، البالغ من العمر 22 عاما فقط أداء مميزا في وسط الميدان وأحكم سيطرته على مساحات كبيرة من الملعب رغم قوة خط وسط إسبانيا، كما دافع دون هوادة على امتداد 119 دقيقة خاضها في المباراة بوقتيها الأصلي والإضافي، قبل أن يترك مكانه في آخر ثواني اللقاء لزميله بدر بانون.

وخلال مسيرة المغرب في مونديال 2022، خاض أوناحي، كل المباريات أساسيا، لكن مدرب أسود الأطلس وليد الركراكي كان يعمد إلى تغييره في أواخر المباراة، إذ لعب 80 دقيقة تقريبا في كل مباراة من الدور الأول أمام كرواتيا (0ـ0) وبلجيكا (2ـ0) وكندا (2ـ1) وقدم أداء لافتا، قبل أن يبلغ ذروة مستواه أمام الإسبان حيث خاض 119 دقيقة بنسق بدني لافت دفع المدرب إنريكي إلى القول "لم يتوقف عن الركض ويبدو أنه منهك الآن".

مسيرة خلف الأضواء

وحتى نهاية العام 2021، لم يكن أوناحي المولود في 19 أبريل/ نيسان 2000، يملك اسما يذكر في الكرة المغربية، إذ كان خارج دائرة الأضواء في منتخب أسود الأطلس المدجج بالنجوم، لكن المدرب السابق للمغرب وحيد خاليلودزيتش، فاجأ الجماهير المغربية ووسائل الإعلام، وهو يوجه الدعوة للاعب ضمن قائمة المنتخب المغربي، التي كانت تستعد لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون.

وكان خاليلودزيتش، تابع أوناحي خلال معاينته أداء زميله في الفريق ذاته سفيان بوفال وقرر دعوته لأول مرة في 22 ديسمبر/كانون الأول 2021 لتعزيز قائمة أسود الأطلس.

ويوم 12 يناير/ كانون الثاني وفي أول مباراة للمغرب في أمم أفريقيا، نال أوناحي شرف حمل قميص منتخب بلاده لأول مرة في مسيرته، قبل أن تتواصل مشاركاته، حيث خاض مباراته رقم 14 مع المغرب أمام إسبانيا.

وولد عز الدين أوناحي في مدينة الدار البيضاء، قبل أن يبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي الرجاء البيضاوي، التي فتحت له أبواب الاحتراف الأوروبي، وذلك عندما التحق بنادي ستراسبورغ الفرنسي سنة 2018.

وفي سنة 2020، انتقل أوناحي لنادي أفرونش الفرنسي، الذي خاض معه موسما أول مع الفريق الرديف وثانيا مع الفريق الأول، حيث قدم أداء متميزا دفع مسؤولي نادي أنجي الفرنسي للتوقيع معه ليخوض حتى الآن 47 مباراة وسجل هدفين.