"ديما مغرب".. الجماهير العربية على "قلب رجل واحد" خلف "أسود الأطلس" ضد إسبانيا
نذهب إلى "كشك توزيع الأعلام المجانية" طالبين علما لمنتخب المغرب، فيرد الموظف أنه لم يبق سوى أعلام إسبانيا، وعندما نظرنا إلى الملعب وعشرات الآلاف المتدفقين على ملعب "المدينة التعليمية" نرى اللون الأحمر يكتسح المشهد مع وجود أعلام معظم الدول العربية التي حملها أبناء هذه الدول الذين أصروا على مؤازرة "أسود الأطلس" في الملعب خلال امتحانهم أمام "لاروخا".
الجميع يصيح "ديما مغرب" ونحن اليوم مع "أسود الأطلس" ممثل العرب الوحيد في الأدوار الإقصائية، وعبروا عن ثقتهم بأنه سيهزم إسبانيا ويذهب بعيدا في المونديال القطري.
وكان العلم الفلسطيني هو الغالب بين الأعلام، إذ إن عددا كبيرا من الجماهير المغربية كانت تحمل علم المغرب في يد وفلسطين في الأخرى، ولهذا كان أول من تحدثنا معهم.
ويقول مصطفى الذي قدم مع والده محمد وصديقين آخرين من الإمارات لتشجيع المغرب في هذه المباراة المصيرية "نحن سندعم أي فريق عربي ونسانده وإن شاء الله المغرب سيرفع رؤوس العرب ويتأهل إلى ربع النهائي، وليس فقط المغرب فلو تأهل أي من المنتخبات التي خرجت من البطولة مثل تونس وقطر والسعودية كنا سندعمها، وكنا نأمل أن تتأهل جميع المنتخبات".
ويدخل والده محمد على الخط ليقول إن "الشعب الفلسطيني يدعم كل العرب ويحبهم جميعا ويريد لهم الخير والتطور على كافة الصعد".
وفي السياق يقول محسن من قطر الذي أثنى على مستوى منتخب "أسود الأطلس" في البطولة قائلا إن المغرب "بات ممثل العرب الوحيد إضافة إلى أنه أفضل منتخب عربي مشارك في البطولة، لأن أغلب لاعبيه ينشطون في أهم الفرق الأوروبية".
وتابع "كنت مؤمنا بأن المغرب سيمضي قدما ويحقق تأهلا تاريخيا غير مسبوق للعرب إلى ربع النهائي، واعتبر أن المغرب يمتلك الذهنية الأوروبية وهذا ما يميزه عن باقي المنتخبات العربية".
بدوره، يؤكد يزيد من السعودية أنه قادم من المدينة المنورة وكان يدعم هو وآلاف مثله منتخب بلاده الذي "رفع رؤوسنا وبيض وجوهنا وأشعرنا بالفخر، ولكن بعد مغادرته البطولة بقينا في قطر لدعم كل المنتخبات العربية، وأنا شاهدت كل مباريات منتخب المغرب وأتمنى أن يذهب بعيدا في البطولة ويتأهل للنهائي".
ونستمر في السير بين الجماهير فنرى الأعلام العراقية والليبية واللبنانية والمصرية، وكان الشاب المصري أحمد من بين هؤلاء الذي يرتدي قميص منتخب مصر ويحمل علم بلاده، ورغم تحسره على إخفاق "الفراعنة" في التأهل إلى كأس العالم في قطر ولكنه جاء إلى الملعب لتشجيع منتخب المغرب.
وقال "هناك الكثير من الأشياء التي نتشاركها، فنحن عرب وأفارقة ومسلمون وكنت سأفعل الأمر نفسه لو تأهل أي منتخب عربي، ولكن المغرب قدم بطولة استثنائية وأداء عالميا، هزم بلجيكا وتصدر المجموعة وشجعنا أكثر وأملنا بأن نرى منتخبا عربيا بين كبار القوم كرويا".
ولا يختلف الجزائري مهدي عن باقي الذين سبقوه ولكنه كان لافتا أنه قادم من لندن خصيصا "ليس فقط لمؤازرة المغرب، بل كل المنتخبات العربية، وبما أن الجزائر غابت فأنا لن أشجع أي منتخب أوروبي أو غربي بل سأدعم أبناء جلدتي".
وتابع "الجزائر لم تتأهل وقدر الله وما شاء فعل، والمغرب يمثلنا جميعا وأنا على يقين أنه سيطيح بإسبانيا، ففي كرة القدم كل شيء وارد، فالمغرب سيلعب بـ11 لاعبا مقابل مثلهم من إسبانيا وفي 90 دقيقة قد يحصل كل شيء، وما فعله حتى الآن إنجاز وإن شاء الله سيواصل إمتاعنا كرويا".
وكان منتخب المغرب تأهّل إلى ربع نهائي كأس العالم بعد فوزه على نظيره الإسباني بركلات الترجيح في اليوم الأخير من مباريات ثمن النهائي.
وكتب "أسود الأطلس" تاريخا جديدا في المونديال، وأصبح رفاق الحارس ياسين بونو أول منتخب عربي يصل إلى ربع نهائي المونديال ويواجه البرتغال التي سحقت سويسرا 6-1 في آخر مباريات ثمن النهائي.