عشق جارف لمنتخب الأرجنتين في بنغلاديش والهند.. ما سر هذا الشغف؟

جماهير الأرجنتين (الجزيرة)
عبد الرؤوف (يسار): أكثرية الشعب الهندي بدأ يتابع كرة القدم ويلتفت لهذه اللعبة في مونديال 1986 (الجزيرة)

مرتدين قمصان منتخب الأرجنتين ورافعين أعلام "التانغو" ويغنون أغنية الأرجنتينيين الشهيرة "ميسي سيجلب لنا الكأس ومارادونا أعظم من بيليه" يدخل الهندي عبد الرؤوف وأصدقاؤه لمشاهدة مواجهة الأرجنتين وأستراليا.

وعبد الرؤوف هو واحد من آلاف الهنود الذي يؤازرون رفقاء ليونيل ميسي في كافة مبارياته المونديالية، وأن تؤازر جماهير جنسيات أخرى منتخب الأرجنتين أمر عادي بسبب تاريخه الكروي الحافل ومرور أساطير كروية ونجوم من العيار الثقيل على هذا المنتخب في مقدمتهم مارادونا وميسي، لكن أن تكون هذه المؤازرة بهذا الحماس والشغف فهذا اللافت في الأمر.

وكان ميسي أول لاعب وضع مجسم عملاق له في أحد الأنهار بولاية كيرالا بالهند، قبل أيام من انطلاق كأس العالم "قطر 2022" ثم تبعه النجمان كريستيانو رونالدو ونيمار.

ويقول عبد الرؤوف "منتخبنا لا يلعب في مونديال قطر ولا نملك منتخبا قويا لأن كرة القدم ليست اللعبة المفضلة لشعبنا بل الكريكت ولهذا نحن نشجع الأرجنتين".

جماهير الأرجنتين (الجزيرة)
فين (الأول من اليمين): عشق الأرجنتين في الهند يعود فضله في المقام الأول لمارادونا (الجزيرة)

ولكن لماذا الأرجنتين بالذات؟ يؤكد عبد الرؤوف أنه "أكثرية الشعب الهندي بدأ يتابع كرة القدم ويلتفت لهذه اللعبة أي في مونديال 1986، وهذا عام مارادونا الذي قاد بلاده وحده للتتويج ثم تألق عام 1990 ومن بعده جاء نجوم كثيرة مثل غابرييل باتيستوتا وآرييل أورتيغا وهرنان كريسبو وصولا إلى ليونيل ميسي وهذا الوفاء والعشق للمنتخب الأرجنتيني لا يتغير".

أما فين الذي حضر أيضا مع أصدقائه فلديه وجهة نظر أخرى ويقول إن "تشجعينا للأرجنتين بات إرثا لجزء كبير من الشعب الهندي وأصبح يؤازره في كل بطولة كبيرة يلعب فيها، بغض النظر عن أسماء اللاعبين، وأكد أن هذا العشق يعود فضله في المقام الأول إلى مارادونا".

وتابع أن "ميسي النجم الأول الذي ثبت له مجسم كبير بارتفاع 9 أمتار له في نهر كورونغاتو كادافوفي بلدة كوزيكود بولاية كيرلا، وهذا يعود لحبهم وتقديرهم وعشقهم لقائد منتخب الأرجنتين".

هذا في الهند، أما ببنغلاديش فالعشق لمنتخب الأرجنتين بلغ مبلغا غير عادي، وانتشرت صور وفيديوهات لعشرات آلاف البنغاليين وهم يحتفلون بتأهل المنتخب الأرجنتيني إلى ثمن النهائي في شوارع العاصمة البنغالية دكا التي تبعد 17 ألف كيلومتر عن بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين.

ويشرح "سجود" الذي جاء مع صديقه لتشجيع منتخب الأرجنتين، أن "أغلبية شعبنا بدأ بتشجيع منتخب الأرجنتين في منتصف الثمانينيات أي عندما دخلت التلفزيونات بالألوان إلى بنغلاديش، وتصادف ذلك مع مونديال 1986 ومشاهدة الساحر الأرجنتيني والفتى الذهبي مارادونا الذي صدم العالم بمهاراته وقدراته الكروية".

وأضاف "كان حبا من النظرة الأولى وحجز مكانا في قلوب ملايين البنغاليين لا يزال حتى الآن، واستمر عشق قسم كبير من الشعب البنغالي للأرجنتين مع ظهور ساحر جديد هو ليونيل ميسي".

وخلال وجود الجزيرة نت في ملعب "أحمد بن علي" الذي احتضن فوز الأرجنتين على أستراليا، شاهدنا بعض الجماهير الأرجنتينية تحمل أعلام بنغلاديش ويهتفون باسمها.

وحتى الحساب الرسمي لمنتخب "الألبيسيلستي" على تويتر غرد قائلا "شكرا لكم على دعمكم فريقنا، أنت مجانين بكرة القدم مثلنا".

وكذا فعلت وسائل إعلام أرجنتينية ومؤثرون على مواقع التواصل ونشروا الفيديوهات والصور التي تحولت إلى "ترند" في الأرجنتين وبنغلاديش.

وهناك عوامل إضافية -بحسب صحيفة ماركا (Marca) الإسبانية- لهذا العشق البنغالي لمنتخب الأرجنتين ينبع أساسا من كأس العالم "المكسيك 1986″، وتحديداً من المباراة بين ألبيسيليستي وإنجلترا بعد 4 سنوات من الصراع بين بريطانيا والأرجنتين على جزر فوكلاند.

وتتابع الصحيفة أن بنغلاديش التي استعمرها البريطانيون تعاطفت في هذا الصراع مع الأرجنتين والتي تجلت وتتجلى في دعمها لفريق أميركا الجنوبية.

وقد يكون هناك تكرار لمواجهة بين الأرجنتين وإنجلترا في نهائي مونديال "قطر 2022" في حال تجاوز المنتخبان مواجهات ربع النهائي ونصف النهائي بنجاح، وينتظر عشاق منتخب الأرجنتين من خارجها وتحديدا من بنغلاديش هذه اللحظة، للتعبير مرة أخرى عن تضامنهم ومؤازرتهم لمنتخب الأرجنتين.

المصدر : الجزيرة

إعلان