"التغيير الكبير" تطلّب 6 سنوات وتكلّف نصف مليار يورو.. كيف يبني ريال مدريد "فريق الأحلام" المذهل؟

قبل 6 سنوات من الآن، بدأ ريال مدريد مسار "التغيير الكبير"، من أجل تكوين "فريق الأحلام" الذي سيحلّ محل الفريق الأسطوري لدوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية 2016 و2017 و2018 والذي ضم -آنذاك- جيلًا ذهبيًا يقوده كريستيانو رونالدو وسرجيو راموس ولوكا مودريتش وتوني كروس وغاريث بيل وغيرهم.

ولكن مع خروج عدد من هؤلاء النجوم الذين أثروا خزينة الفريق الملكي، كان من الطبيعي أن يخفت بريق ريال مدريد تدريجيًا، مما يستوجب العثور على عناصر جديدة قادرة على ضمان استمرار التوهج.

وحسب ما أوردته صحيفة "ماركا" (MARCA) الإسبانية، فإن بناء فريق المستقبل في ريال مدريد يعدّ أحد المشاغل الكبرى لإدارة النادي، لكن ذلك تطلّب سنوات من العمل لتغيير الأجيال الحالية للفريق، وضخ دماء جديدة من النجوم الشبان، سواء من الذين برزوا في النسخة الأخيرة من كأس العالم، أو من الذين سطع نجمهم في ملاعب أوروبا في الموسم الجاري.

وفرض ريال مدريد سيطرته على الكرة الأوروبية بتتويجه بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، تحت قيادة مدربه الحالي كارلو أنشيلوتي، ثم مدربه ولاعبه السابق زين الدين زيدان، قبل أن يبتعد في 2019 و2020 و2021 عن منصة التتويج التي استعاد نكهة الصعود عليها في مايو/أيار من العام الحالي، عندما هزم خصمه ليفربول في نهائي دوري الأبطال (1- صفر).

وقالت "ماركا" إن توقيع جودي بيلينغهام، مفاجأة منتخب إنجلترا في كأس العالم قطر 2022، في ريال مدريد سيكون إضافة مميزة لخط وسط الفريق الملكي، بل ينتظر أن يكون حجر الزاوية الأخير بالنسبة إلى مخطط فلورنتينو بيريز في طريق إعادة البناء الرياضي المذهل لبطل أوروبا.

"سي إم كا" على خطى "بي بي سي"

ويبدو أن التغييرات التي سيقدم عليها الريال ستكون كبيرة ومذهلة وباهظة الثمن كذلك؛ فمثلما تفكّكت قوة الثلاثي الرهيب: كريستيانو ورونالدو وغاريث بيل وكريم بنزيمة، برحيل الأول والثاني، سيعوضهم ثلاثي برازيلي وهو: جونيور ورودريغو فضلًا عن أندريك.

كما سيكون ثلاثي خط الوسط الحالي مصدر قوة الريال أمام المشهد نفسه "بي بي سي" تقريبًا، إذ بدأت خطة استبدال كاسيميرو -غادر نحو مانشستر يونايتد في الصيف الماضي- ومودريتش وتوني كروس: أو ما يسمى اختصارًا: "سي إم كا"

وكان إعادة تصميم تشكيلة ريال مدريد بالكامل في غضون السنوات القليلة القادمة خيارًا صعبًا ومهمة جسيمة للريال، لكن تلك الثورة الشاملة كانت أمرًا لا بديل عنه، على الرغم من أن جزءًا من "الحرس القديم" قد أعاد اكتشاف نفسه، وأظهر روح شباب ثانية أتاحت للفريق فرصًا من النجاح، إذ بدا الفريق الملكي في موسم 2018ـ 2019 شبه منهار قبل أن ينقذه أصحاب الخبرة؛ مثل: مودريتش أو كروس أو بنزيمة أو كاسيميرو أو راموس الذين كان لديهم اندفاع آخر أعاد الحياة للنادي.

أما الآن -حسب ما أوردته "ماركا"- فبعد التوقيع مع الموهبة البرازيلية إندريك، يرى ريال مدريد في الإنجليزي بيلينجهام هدفًا جديدًا، لضمان بناء فريق المستقبل المذهل، وذلك بعد أن نجح في مهمة أولى منذ 4 سنوات، عندما غادر كريستيانو في عام 2018 ووصل فينيسيوس، وبجانب مواطنه رودريغو، سينضم موهبة برازيلى آخر وهو إندريك.

وتنبني خطة ريال مدريد على رصد مبلغ ضخم من أجل ضم صفقات جديدة بهدف بناء فريق الأحلام، قد تصل عتبة 500 مليون يورو، وتستهدف أساسًا عددًا من المواهب الكروية الواعدة، أمثال: جود بيلينغهام، الذي سطع نجمه في مونديال قطر، وسيتطلب "خطفه" من بوروسيا دورتموند دفع مبلغ قيمة سوقية تتجاوز 100 مليون يورو، حسب ماركا.

وفي انتظار وداع قريب لكريم بنزيمة أفضل لاعب في العالم 2022، والذي دعم الفريق في الهجوم على مدار المواسم الأربعة الماضية، بعد أن كان أفضل عضد لكريستيانو رونالدو طوال الأعوام السابقة، ينتظر أن يتأكد تخلّي الريال عن البلجيكي إيدين هازارد، بينما سيكون الفرنسيان تشواميني وكامافينغا والأروغواياني فالفيردي المثلث القوي في وسط الميدان، الذي سيكون بديلًا مناسبًا لخط الوسط الملهم: كاسيميروـ مودريتش- كروس.

ووصل فالفيردي دون ضجيج إلى الفريق الأول للميرينغي، وكان أمام مهمة صعبة في بداية خطواته، خاصة في موسم 2018 ـ 2019 الذي شهد إرهاق وتراجع جميع اللاعبين تقريبًا. لكن الثقة في فالفيردي كانت كاملة، وفي العام الماضي "انفجر" لاعب الوسط الأورغواياني، ليصبح أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم.