يستعد لطي صفحة أنييلي.. أزمة يوفنتوس تتعمق ومستقبل "السيدة العجوز" ضبابي

AC Monza v Juventus - Serie A
يوفنتوس الإيطالي يمر بواحدة من أسوأ أزماته على مر التاريخ (غيتي)

ينتظر عشاق نادي يوفنتوس الإيطالي -الذي يمرّ بواحدة من أسوأ الأزمات في تاريخه- مصادقة مجلس المساهمين على النتائج المالية الكارثية للنادي، بعد تأجيلها في مناسبتين وذلك قبل أسابيع معدودة على بدء ولاية مجلس الإدارة الجديد، الذي سيتسلم زمام الأمور بعد استقالة الرئيس السابق للنادي أندريا أنييلي وفريق عمله.

يحدث هذا في وقت يأمل فيه الأنصار أن يدخل نادي "السيدة العجوز" عهدًا جديدًا بعدما قدّم ملّاكه المرشح جانلوكا فيريرو لمنصب الرئيس الجديد لخلافة أنييلي، وذلك تزامنًا مع التحقيق بشأن مزاعم المحاسبة الزائفة ومشكلات أخرى.

وخلال اجتماع اليوم -الثلاثاء- يصادق مجلس المساهمين في النادي على حسابات العجز المستمر للعام الخامس على التوالي، والذي يتجاوز من حيث الخسارة المالية 200 مليون يورو للموسم الثاني للمرة الثانية.

Italian Grand Prix
أندريا أنييلي، الرئيس المستقيل لنادي يوفنتوس الإيطالي (رويترز)

كما يُعقد هذا الاجتماع العام للمساهمين في أجواء قاتمة، ومن دون مجلس الإدارة بعد الاستقالة الجماعية التي حدثت في 28 من الشهر الماضي، وشملت أنييلي ونائبه النجم التشيكي السابق بافل ندفيد "بعد أن نظر في مركزية وأهمية القضايا القانونية والمحاسبية المعلقة"، وذلك في إشارة إلى التحقيق المفتوح حاليًا بحق النادي.

رجل المرحلة

منذ العام الماضي، بدأت النيابة العامة في تورينو تحقيقًا في مزاعم المحاسبة الزائفة والمخالفات في انتقال اللاعبين وإعارتهم.

إعلان

وسيتولى المستشار ومدقق الحسابات وعضو مجلس الإدارة في عدد من الشركات جانلوكا فيريرو، المسؤولية في وقت صعب لعملاق تورينو.

في هذا السياق، قالت "إكزور" التي تملك 63.8% من رأس مال يوفنتوس، إن فيريرو يتمتع "بخبرة كبيرة وكفاءات فنية مطلوبة"، وأضافت أنه مع "شغفه الحقيقي بنادي "البيانكونيري"، كان "الشخص المؤهل لتسلّم هذا الدور".

ويحقق المدّعون في إمكانية قيام يوفنتوس -المدْرج في البورصة الإيطالية- بتقديم معلومات تمويلية خاطئة إلى المستثمرين، وفواتير لمعاملات غير موجودة.

رحيل جماعي

وترأس أنييلي -المنحدر من إحدى أقوى وأغنى العائلات في إيطاليا- يوفنتوس منذ 2010، علمًا أنه سبق لوالده أومبرتو وعمه جاني أن شغلا منصب الرئيس، وتولى المسؤولية بعد فترة حالكة في تاريخ "السيدة العجوز"؛ بسبب فضيحة الـ"كالتشيوبولي" لترتيب نتائج المباريات.

وجرّد "اليوفي" من لقبي دوري 2005 و2006، وهبط إلى الدرجة الثانية، لكنه سرعان ما عاد في موسم 2006-2007.

وتحت قيادة أنييلي (46 عامًا) عادت أيام المجد إلى "أليانز تورينو"، إذ حقّق يوفنتوس لقب الدوري 9 أعوام متتالية بين 2012 و2020، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2015 و2017.

وأشارت الصحافة الإيطالية إلى أن أنييلي -بعد استقالته- بعث برسالة مؤثرة إلى موظفي النادي جاء فيها "عندما لا يكون الفريق متماسكًا.. يمكن أن يكون هذا قاتلًا، في هذه المرحلة، يجب أن تكون الأمور واضحة، وأن تحتوي الضرر".

وتابع "نحن نواجه لحظات حساسة في الشركة وسط إخفاق التماسك، من الأفضل للجميع أن يرحل معًا، ونعطي فرصة لفريق جديد لقلب الأمور".

إعلان

صراعات من كل الجبهات

سيكون عام 2023 الذي يصادف الذكرى المئوية لاستحواذ عائلة أنييلي على رئاسة النادي، بعيدًا عن أن يكون احتفاليًا كما هو مأمول بالنسبة لنادٍ غارق في أزمته.

إلى جانب التحقيق القضائي في حساباته، يجد النادي نفسه -أيضًا- في مرمى نيران شرطة البورصة الإيطالية والاتحاد الإيطالي للعبة والاتحاد الأوروبي (يويفا)، الذي دخل منذ 18 شهرًا في معركة مفتوحة مع النادي الإيطالي، على خلفية دوري السوبر الأوروبي كونه بادرة للانشقاق عن دوري أبطال أوروبا.

كذلك، يواجه يوفنتوس مشكلات مع الاتحاد القاري، على خلفية الامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف الهادف إلى تحقيق التوازن بين العائدات والإنفاق.

على الصعيد المالي، سجّل يوفنتوس انخفاضًا في أرقام أعماله بنسبة 8% تقريبًا الموسم الماضي، ويعود سبب ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض عائدات النقل التلفزيوني، على الرغم من إعادة فتح الملاعب بعد انحسار تفشي جائحة كورونا.

أما على المستوى الكروي، فإن الموسم الماضي كان كارثيًا على يوفنتوس من حيث النتائج؛ إذ أخفق في إحراز أي لقب لأول مرة منذ 2011، مما يزيد من حجم متاعبه ويزيد من صعوبة مهمة الإدارة الجديدة، التي تعيّن رسميًا في 18 من الشهر المقبل.

وفي ظل الوضع الحالي، ستكون مهمة الإدارة الجديدة الوصول إلى التعافي المالي والرياضي على السواء، مع تأكيد أنييلي -الذي لا يزال موجودًا في ملاعب تمارين الفريق بانتظار تسلّم خَلَفه المهمة رسميًا- أن ما حصل "لا يغير شيئًا بالنسبة لأهداف الفريق"، الذي يواصل مشواره مع المدرب ماسيميليانو أليغري، رغم خيبة الخروج من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وتخلفه في الدوري المحلي بفارق 10 نقاط عن نابولي المتصدّر بعد 15 مرحلة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان