فريق تولوز الفرنسي يدين اتهام نجمه أبو خلال بأنه "سلفي متطرف" ويدعم الاتحاد المغربي في مقاضاة الموقع الذي ادعى ذلك

Belgium v Morocco: FIFA World Cup 2022
سجدة اللاعب المغربي أبو خلال بعد تسجيله الهدف الثاني بمرمى بلجيكا في مونديال قطر (غيتي)

أدان نادي تولوز الفرنسي ما وصفها بـ"الاتهامات المهينة" التي وجهها موقع إلكتروني مغربي للاعب المنتخب المغربي زكرياء أبو خلال، مؤكدا انضمامه إلى الاتحاد المغربي لكرة القدم من أجل اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة للدفاع عن أحد أبرز نجوم الفريق هذا الموسم.

ويوم الجمعة الماضي، نشر موقع "آشكاين" الإلكتروني المغربي مقالا يصف فيه أبو خلال بأنه "سلفي يتبنى فكرا متطرفا، وقام باختراق منتخب المغرب"، وهو التقرير الذي أثار ردود فعل غاضبة من طرف فئة واسعة في المغرب، وتصدر النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي.

تولوز يدخل على الخط

النادي الفرنسي أصدر بيانا -عبر حسابه الرسمي على تويتر- يعبر فيه عن إدانته كل "الاتهامات التي وجهها أحد المواقع للاعبنا زكرياء أبو خلال. والنادي يتعاون مع الاتحاد المغربي لكرة القدم لضمان دعمه الكامل، وثقته في لاعبنا".

وأضاف البيان "نعبر عن إدانتنا الشديدة لهذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة والمهينة، والتي تلحق الضرر بصورة لاعبنا".

وشدد النادي على أنه "يحتفظ بالحق في استخدام كافة السبل المتاحة للدفاع عن صورة أبو خلال وسلامته".

ويعد الدولي المغربي لاعبا أساسيا في صفوف الفريق الفرنسي منذ انضمامه إليه الصيف الماضي، قادما من فريق ألكمار الهولندي، وكان دوره حاسما في العديد من المباريات، كما أنه يتصدر قائمة هدافي الفريق في الدوري برصيد 3 أهداف.

تولوز الفرنسي يحتفظ بالحق في استخدام السبل المتاحة للدفاع عن صورة أبو خلال وسلامته (مواقع التواصل)

بيان النادي الفرنسي جاء بعد ساعات من موقف الاتحاد المغربي للعبة الذي أدان -بدوره- ما صدر ضد اللاعب المغربي من ادعاءات أثارت غضب المغاربة.

وجاء في بيان الاتحاد المغربي أنه "إثر نشر أحد المواقع الإلكترونية مقالا يمس بشخص وسلوك زكرياء أبو خلال​ أثناء مشاركته​ مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم قطر 2022، تنفي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نفيا قاطعا​ الاتهامات الباطلة​ التي طالته​ في هذا المقال​".

وأكد البيان أن أبو خلال "أبان عن سلوك​ مثالي -إلى جانب زملائه-​ من أجل​ تحقيق نتائج مشرفة للنخبة الوطنية (المنتخب) في هذا المحفل العالمي".

كذلك، أدان الاتحاد بشدة " تعاطي​ هذا الموقع​ الإلكتروني مع شخص وسلوك اللاعب​ زكرياء أبو خلال،​ ومن خلاله لصورة المنتخب الوطني​ بكل فعالياته".

وشدد الاتحاد على أنه سيلجأ إلى القضاء لحماية أعضاء المنتخب الوطني​ ودحض​ أي ادعاءات باطلة تمس سلوكهم أو حياتهم​ الشخصية في أثناء ممارسة مهامهم الوطنية.

خرق لأخلاقيات مهنة الصحافة

ولم تقتصر حملة الإدانات على النادي أو الاتحاد المغربي فحسب، بل إن مجلس الصحافة المغربي (مؤسسة لتأطير وتنظيم الصحافة في المغرب) شجب هو الآخر ما جاء في الموقع بحق اللاعب المغربي، معتبرا أن ما جاء في المقال "لا يمكن اعتباره عملا صحافيا بأي شكل من الأشكال، ولا علاقة له بتغطية حدث رياضي حظي بمتابعة واسعة من طرف الجمهور المغربي والعالمي"، كما قررت عرض الموقع على لجنة أخلافيات المهنة والقضايا التأديبية.

واعتبر المجلس، في البيان نفسه، أن "التركيز من طرف الصحافة على أي شخص بسبب انتمائه العرقي أو الديني، يعتبر وصما غير مقبول ترفضه كل مواثيق أخلاقيات الصحافة، ومنها ميثاق أخلاقيات المهنة المعتمد وطنيا".

وأضاف أن المادة الثانية، في باب المسؤولية إزاء المجتمع، تؤكد أنه "لا يجوز التمييز بين الناس بسبب جنسهم أو لونهم أو عرقهم أو إعاقتهم أو انتمائهم الديني أو الاجتماعي، أو من خلال كافة أشكال التمييز الأخرى، ولا التكفير والدعوة للكراهية والوصم واللا تسامح، كما يلتزم الصحافي بعدم نشر وبث مواد تمجد العنف والجريمة والإرهاب".

ونبه المجلس "إلى خطورة الانسياق وراء الإثارة المجانية، لا سيما وأن بعض وسائل الإعلام الأجنبية حاولت الإساءة للمنتخب المغربي من خلال تحريف سلوك لاعبيه خلال تعبيراتهم العفوية عن تشبثهم بقيمهم الأصيلة الثقافية والعائلية".

وبناء على ذلك، قرر المجلس عرض الملف على لجنة أخلاقيات المهنة والقضايا التأديبية، وذلك طبقا لميثاقه والقانون الذي يؤطر عمله.

إدانات مستمرة

رغم حذف الموقع المقال المثير للجدل، ونشره بيانا يوضح فيه ما وصفه "بخلفيات ما نشر حول اللاعب بو خلال"، فإن موجة الإدانات ما زالت مستمرة على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، كما أن وسم "كلنا أبو خلال" لقي تفاعلا واسعا من الرواد على تويتر وفيسبوك.

من جهته، يرى الناشط المغربي جلال عويطة -في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك- أن ما تعرض له أبو خلال كان منتظرا من طرف أشخاص يستهدفون الهوية المغربية وثوابت البلد.

وكتب عويطة "شخصيا كنت أنتظر مثل هذه الخرجات، لأن دور هؤلاء في هذا الوطن العزيز يتمثل في التشويش وتزوير الحقائق وفبركة التهم وصناعة الأوهام.. ويقيني -الذي لا يعتريه شك- أن جهودهم على مر العشرات من السنين باءت وستبوء بالفشل، ثم تكون عليهم حسرة، ثم تنتصر المملكة المغربية بقيمها وتاريخها".

 

 

من ناحيته، أشاد رئيس الحكومة المغربية السابق، سعد الدين العثماني، بالتضامن الكبير الذي عبّر عنه المغاربة تجاه لاعب المنتخب الوطني، وغرد بهذا الخصوص قائلا "تحية للمغاربة الأحرار، الذين هبوا لاستنكار الاتهامات المغرضة والتافهة في حق أبو خلال ولاعبين آخرين، فقط لأنهم اختاروا التعبير عن تدينهم وثقافة بلدهم بطرق راقية حضارية أبهرت العالم".

أما الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي عبد الرحيم منار أسليمي، فقد أثنى على موقف الاتحاد المغربي الداعم للاعب، معتبرا أن ما ورد في التقرير المذكور "لا علاقة له بالصحافة"، حسب تعبيره.

وتابع -في منشور على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك- "تحية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على هذا الموقف، ما نشره أحد المواقع حول اللاعب زكرياء أبو خلال غير مقبول، ولا علاقة له بالصحافة، وفيه إساءة كبيرة واتهام خطير يمس سلوك لاعب مثالي يدافع عن القميص الوطني، لاعب مثالي رسم صورة رائعة إلى جانب كافة أعضاء المنتخب الوطني في مونديال قطر".

"هاكرز" يعطلون الموقع

من جهة أخرى، تفاجأ عدد من المتابعين -في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين- بتوقف الموقع المذكور من دون سابق إنذار، وفي وقت لاحق أعلن الموقع على صفحته الرسمية على فيسبوك "إغلاقه مؤقتا من أجل مواجهة عطب فني".

في حين ذكرت تقارير صحفية مغربية أن العطب جاء بعد موجة تبليغات، وحملة واسعة شنها المتصفحون المغاربة، تضامنا مع لاعب المنتخب المغربي، وهي الحملة التي أجبرت الموقع على الحد من التعليقات على فيسبوك أيضا.

بيان صحيفة آشكاين المغربية (مواقع التواصل)

وأكد موقع "آشكاين" صحة هذه الأنباء بعد ساعات من إعلان توقفه، إذ قال إنه "تصدى لهجمة إلكترونية منظمة استهدفت اختراقه وتعطيله".

وأضاف "منذ أمس الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول، موقع آشكاين يتعرض لهجوم منقطع النظير من طرف هاكرز (مخترقين) حاولوا اختراقه، وذلك بعد الهجمة التحريضية التي تتعرض لها حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي، والموقع ومسؤوليه من طرف أشخاص وهيئات، لم يعجبهم التطرق الصحفي لبعض المواضيع".

وختم الموقع بأنه "بعد عدة محاولات، استطاع الواقفون وراء هذا الهجوم الإلكتروني تعطيل آشكاين، قبل أن ينجح تقنيو الموقع في استرجاعه وإعادة تشغيله بنجاح".

المصدر : الجزيرة