الاتحاد الفرنسي يلاحق مرتكبي العنصرية ضد لاعبيه قضائيا.. وماكرون يطلب من اللاعبين لقاء الجماهير

أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أنه سيلاحق قضائيًا مرتكبي الإساءات العنصرية التي لحقت بعدد من لاعبيه، عقب مباراة نهائي كأس العالم قطر 2022، والتي خسر في أعقابها اللقب أمام منتخب الأرجنتين بركلات الترجيح (4-2)، بعد مباراة مثيرة حسمها التعادل (3-3).
وقال الاتحاد الفرنسي في بيان رسمي على حسابه على تويتر -اليوم الثلاثاء- "بعد نهائي كأس العالم، كان عدد من لاعبي منتخب فرنسا عرضة لانتهاكات عنصرية، وإساءات غير مقبولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإذ يدين الاتحاد الفرنسي هذه الانتهاكات وعبارات الكراهية؛ فإنه يعلن رسميًا تتبع مرتكبيها قضائيًا".
A la suite de la finale de la Coupe du monde, plusieurs joueurs de l’Equipe de France ont fait l’objet de propos racistes et haineux inacceptables sur les réseaux sociaux.
La FFF les condamne et va porter plainte contre ses auteurs. pic.twitter.com/IrpaI246Es
— Equipe de France ⭐⭐ (@equipedefrance) December 20, 2022
اقرأ أيضا
list of 4 itemsديشامب يحاول استيعاب الخسارة ويتحدث عن مستقبله ولاعبو فرنسا محبطون وفخورون
بالفيديو- رغم خسارة كأس العالم فإن المستقبل المشرق ينتظر الكرة الفرنسية.. ومبابي “الحزين”: سنعود
العنصرية تجبر لاعبين فرنسيين على إيقاف التعليقات على حساباتهم بإنستغرام وشركة "ميتا" تدخل على الخط
وبالتوازي مع ذلك، ذكرت تقارير صحفية أن اتحاد الكرة الفرنسي بصدد تقديم شكوى قضائية ضد أشخاص استهدفوا لاعبي المنتخب الأول عنصريًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حملة عنصرية
وتعرّض لاعبو المنتخب الفرنسي -ومن بينهم: كينغسلي كومان وأوريلين تشواميني، اللذان أهدرا ركلتي جزاء أمام الأرجنتين- لعبارات عنصرية بعد المباراة النهائية للمونديال، وكذلك الحال بالنسبة لراندال كولو مواني، الذي أهدر فرصة ذهبية للتسجيل في الوقت الإضافي.
وكان حارس المرمى الفرنسي هوجو لوريس الذي أخفق في التصدي لأي ركلة ترجيح للأرجنتين، عرضة -كذلك- للاستهداف العنصري عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيه لاعبو المنتخب الفرنسي للاستهداف العنصري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جرى استهداف كيليان مبابي عقب إهدار ركلة جزاء أمام سويسرا في دور الـ 16 ليورو 2020 العام الماضي، ليسهم في خروج بلاده من البطولة القارية، كما اشتكى مبابي بعد ذلك من عدم حصوله على الدعم الكافي من جانب اتحاد الكرة الفرنسي.
ويوم الاثنين الماضي، اضطر اللاعبون الثلاثة الذين كانوا عرضة للإساءات العنصرية -كينغسلي كومان وأوريلين تشواميني وراندال كولو مواني- إلى إغلاق خاصية الرسائل والتعليقات على حساباتهم الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" (Instagram)؛ بسبب الكم الهائل من الرسائل والتعليقات العنصرية التي استهدفتهم عقب المباراة.
تواصل مع المشجعين
ومقابل استهداف عدد منهم بتعليقات عنصرية، حظى لاعبو منتخب فرنسا باستقبال الآلاف من الجماهير عقب عودتهم إلى بلادهم أمس الاثنين.
وكشف رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوغريت -اليوم الثلاثاء- أن الرئيس إيمانويل ماكرون تدخّل ليطلب من لاعبي المنتخب لقاء الجماهير، بعد هزيمتهم في نهائي مونديال قطر 2022 أمام الأرجنتين.
وقال لوغريت لوكالة فرانس برس، إن "اللاعبين أرادوا في البداية العودة مباشرة إلى منازلهم -أمس الاثنين- بعد خسارتهم الأحد الماضي في نهائي دراماتيكي، تحت وطأة خيبة الأمل والحزن وهذه المشاعر الصعبة، وقد فهمت هذا الخيار واحترمته".
وتابع أن "الوضع تغيّر عند حوالي الساعة العاشرة صباحًا من يوم الاثنين، بعد حديث مع الرئيس ماكرون الذي أراد لحظة تواصل بين اللاعبين والجماهير. بطبيعة الحال قبلت بذلك أنا والفريق".
وبعد يوم من التصريحات المتناقضة وردود الأفعال إزاء ما لحق بعدد من لاعبي منتخب الديكة من انتهاكات مسيئة، ظهر اللاعبون في نهاية المطاف لبضع دقائق مساء أمس الاثنين، على شرفة فندق كريون الفخم في ساحة "لا كونكورد" التاريخية.
واحتشد حوالي 50 ألف شخص في الساحة العامة للتلويح والتهليل وغناء النشيد الوطني، وانتظر كثيرون لأكثر من أربع ساعات في الظلام والبرد.
وعلى الرغم من الأجواء الاحتفالية، تذمر بعض المشاركين من أن اللاعبين كانوا بالكاد على مرأى منهم، وهم يلوّحون من الشرفة خلف سيارات الشرطة، في حين أعرب العديد من اللاعبين الفرنسيين عن سعادتهم بمشهد الجماهير.
وقال المهاجم ماركوس تورام لقناة "تي إف 1": "إنه مشهد رائع، يدفئ القلب، إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى أننا كنا قادرين على جعل الكثير من الفرنسيين فخورين وسعداء".
وكانت ردود الفعل في فرنسا داعمة بشكل كبير للمنتخب الوطني، الذي كان قريبًا من الاحتفاظ بلقبه العالمي، على الرغم من سلسلة الإصابات التي تعرّض لها لاعبون كبار؛ مثل: الفائز بجائزة الكرة الذهبية كريم بنزيمة.
وأثارت انفعالات ماكرون في المباراة النهائية على ملعب لوسيل -الأحد الماضي- الكثير من التعليقات، عندما شوهد الرئيس وهو يقفز من مقعده أثناء المباراة، قبل أن ينزل لمواساة اللاعبين المذهولين في النهاية، وهم ساقطون على الأرض بعد ركلات الترجيح.
Fiers de vous. pic.twitter.com/9RMjIGMKGU
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) December 18, 2022
ثم ألقى ماكرون خطابًا محفزًا بعد المباراة في غرفة تغيير الملابس، مما أدى إلى انتقادات من بعض المعارضين والنقاد المحليين، كونه دخل كثيرًا في محيط المنتخب.