تبلغ قيمة جوائزها 10 ملايين ريال.. منافسات "مزاين كأس العالم" للإبل مسابقة تراثية بروح مونديالية

معايير محددة لتحديد الفائز في مسابقات المزاين بمنطقة الخليج (وكالة الأنباء القطرية)

لا تقتصر المنافسة الشرسة في قطر حاليا بين المنتخبات في كأس العالم لكرة القدم فحسب، ولكن تشتد أيضا في منافسات مهرجان مزاين كأس العالم للإبل للفوز بلقب الأفضل من حيث مواصفات الجمال والقوة.

وتحت شعار "سفن الصحاري"، انطلقت منافسات "مزاين كأس العالم" يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتختتم منافساتها اليوم الجمعة في منطقة الشحانية على بعد 25 كيلومترا شرق العاصمة الدوحة.

وتنظم هذه الفعالية للتعريف بثقافة وعادات وتقاليد الشعب القطري بين زوار البلاد من المشجعين لمنتخبات كأس العالم الكروي، الذي بدأ يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ويتواصل حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

أعلام الدول المشاركة في كأس العالم ترفرف في ميدان المنافسات (وكالة الأنباء القطرية)
أعلام الدول المشاركة في كأس العالم ترفرف في ميدان المنافسات (وكالة الأنباء القطرية)

وينظم نادي قطر لمزاين الإبل منافسات "مزاين كأس العالم" المتخصص في الإبل ومزاينها وعلامات جمالها، وتشهد مشاركة قوية من مالكي الإبل من قطر وبقية دول مجلس التعاون الخليجي.

وتتنافس أكثر من 700 من الإبل من مختلف الأعمار والفئات بمشاركة مالكيها من عدة دول خليجية للفوز بالمركز الأول، وللحفاظ على الإثارة ترفرف في أجزاء كثيرة من منطقة المهرجان أعلام الدول الـ32 المشاركة في كأس العالم لكرة القدم الذي يقام للمرة الأولى في دولة عربية مسلمة وفي منطقة الشرق الأوسط.

وتخضع البطولة لتحكيم دقيق، لضمان نزاهة سير المنافسات، حيث خضعت جميع الإبل المشاركة فيها لفحص تقني متقدم، خاصة فحص الجينات الوراثية (DNA)، بعد أن أطلق نادي قطر لمزاين الإبل مشروع البصمة الوراثية لبناء أرشيف وطني لإبل المزاين، وتركيب شرائح جديدة للمطايا المشاركة في كافة المهرجانات والبطولات التي ينظمها النادي.

ويقول المنظمون إن الفعالية تسهم في إبراز هوية قطر المميزة والتعريف برياضاتها وحضارتها وعاداتها وتقاليدها للشعوب والجماهير الوافدة لحضور بطولة كأس العالم.

المطية "العرفا" فازت في شوط "الجل" ببطولة "مزاين كأس العالم" (وكالة الأنباء القطرية)

فئات الإبل

يشمل المهرجان مسابقات عديدة خاصة بمزاين الإبل مقسمة إلى فئات، منها الأصايل والمجاهيم والمغاتير، ويتم التنافس لاختيار أجمل ناقة أو مجموعة من الإبل، ويجري التقييم والاختيار وفق مواصفات ومعايير محددة متعارف عليها عند أهل الاختصاص.

وتتمثل معايير تحديد الجمال بين الإبل في مسابقات المزاين في أن يكون جمالها طبيعيا وغير مفتعل، خاصة ما يتعلق بكبر حجم الرأس، ورفع وطول الرقبة، وطول رموش العين وحجمها وشكلها، على أن تكون الأنف رفيعة وعريضة، والشفاه متدلية وطويلة لتغطي الأسنان، بجانب شكل الأذنين والسنام، فضلا عن الشعر المجعد الذي يكمل مواصفات الجمال.

والإبل "الأصايل" سميت بهذا الاسم لأنها أصيلة من سلالة الإبل الحرة التي كانت عند بعض قبائل شبه الجزيرة العربية، و"المجاهيم" نوع من الإبل تسمى النجدية وتتميز بحجمها الكبير ولونها الأسود، وهي من أكثر الأنواع شيوعا في شبه الجزيرة العربية.

أما "المغاتير"، فهي نوع يتميز بحجمه المتوسط وإنتاجه المتوسط من الحليب والمظهر الجمالي، وتُعرف بالإبل "الشيابين العتبان"
نظرا للونها الأبيض الناصع المقتبس من وضح النهار، والمغاتير ثاني أكثر أنواع الإبل شيوعا في السعودية ومن أكثر الممتلكات البدوية قيمة في وسط شبه الجزيرة العربية وشمالها منذ العصور القديمة.

إبل المجاهيم تتميز بحجمها الكبير ولونها الأسود (الجزيرة)

10 ملايين ريال

ويبلغ مجموع الجوائز في "مزاين كأس العالم"، التي تجمع بين إثارة كرة القدم والمنافسة التقليدية، 10 ملايين ريال قطري أي ما يعادل 2.75 مليون دولار، كما توجد جوائز عينية؛ 15 كأسا ذهبية، و15 فضية، و15 برونزية، إضافة إلى 15 وساما ذهبيا، و15 فضيا، و15 برونزيا.

وتضم لجنة التحكيم خبراء ومختصين في المجال يختارون الإبل الأجمل والأقوى للحصول على المراكز الأولى، ويحصل صاحب كل إبل تفوز بالمركز الأول في فئة ما على 200 ألف ريال والكأس الذهبية، وبعد حفل توزيع الجوائز، تظهر الإبل الفائزة على المضمار مرة أخرى وميدالياتها حول أعناقها.

وتنظم في منطقة الخليج -خاصة في قطر والإمارات والسعودية- العديد من المزاينات والسباقات الخاصة للإبل، التي تصل جوائزها إلى ملايين الريالات، حيث تخطت جوائز إحدى الأشواط نحو 10 ملايين ريال.

المصدر : الجزيرة + الأناضول