كاتب بريطاني: علينا طلب النصيحة من قطر بدلاً من إلقاء محاضرات حول الملابس المقبولة

أثنى كاتب بريطاني، على تنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022 التي اختتمت منافساتها الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، بتتويج منتخب الأرجنتين باللقب على حساب فرنسا، مؤكدا أن البطولة كانت استثنائية بكل المقاييس.
ووصف الكاتب تشارلز بروكس في مقال نشرته صحيفة "ذا تلغراف" (The Telegraph) البريطانية، تنظيم قطر لكأس العالم بـ"المبهر والدقيق"، رغم الكثير من الحملات الإعلامية التي سبقت البطولة ورافقت بدايتها، مشيرًا إلى أنه لا يسع الجميع في النهاية إلا أن يرفع القبعة تحية لجهود قطر في تنظيم البطولة.
وأضاف بروكس، وهو عالم اجتماع وكاتب صحفي مهتم برياضة ركوب الخيل في بريطانيا، أنه عند المقارنة بين ما فعلته قطر في تنظيم كأس العالم وبين تنظيم بريطانيا لنهائي كأس أوروبا "يورو 2020″، والذي شهد أعمال شغب "غذتها المخدرات"، فإن يمكن لكل واحد أن يسأل نفسه: "أين يفضل أن يصطحب ابنته ذات الـ10 سنوات؟".
وقال إنه كان يتطلع إلى أخذ ابنته إلى سباق هودين للخيل الذي يقام بمناسبة أعياد الميلاد في مضمار أسكوت في بيركشاير البريطانية، "لكن منعتنا موجة الصقيع التي استدعت تعليق الحدث".

وبيّن الكاتب البريطاني أن ذلك الحدث كان مرتقبا بالنسبة له ولابنته؛ حيث استعدا للرسم على الوجه وركوب المهر والاستمتاع بسباقات الخيل، مشيرا إلى أن هذا ما جعل ابنته تحب حضور يوم السباق ذلك.
وذكر الكاتب أن رئيس إمبراطورية التأمين ديفيد هودين، كان صاحب فكرة إقامة سباق هودين من أجل الترفيه عن عملائه وموظفيه البالغ عددهم 4 آلاف شخص وعائلاتهم، إضافة إلى أن حماسه للسباق وما يمكن أن تفعله شراكة هودين الرسمية مع مؤسسة مضمار أسكوت لتنمية أعماله؛ هو ما يؤكد أن السباق البريطاني هو علامة تجارية عالمية يجب الاحتفال بها، كما أنه أيضا تذكير بأن حلبات السباق آمنة، وهي أماكن ودية لقضاء يوم عائلي في الخارج، ولا تحتاج إلى أن تكون مجرد مكان للمراهنة وشرب الخمر.
ولفت الكاتب إلى أن الرياضات الأخرى -مثل كرة القدم- استثمرت بكثافة في التعامل مع الأجيال المقبلة لخلق مستوى من القاعدة الشعبية لهم، فبطولات الدوري التي تقام للناشئين لا نهاية لها، والفوز بركلة غريبة مع اللاعبين النجوم في كرة القدم؛ كلها أمور تخلق معجبين لهذه الرياضة مدى الحياة.
ودعا الكاتب مؤسسة مضمار أسكوت إلى التعلم من بطولة كأس العالم الأخيرة التي تم انتقادها، وتابع أن "التساؤل الحقيقي سيكون حول ما حققته البطولة؛ فلقد ازدهرت بلدان لم يكن يتوقع أن تزدهر، كما أن كل من حضروا البطولة في قطر أكدوا على أنها كانت آمنة جدا ومنظمة ببراعة".
واختتم مقاله بالقول، "ربما يجب أن نطلب من قطر النصيحة حول كيفية إدارة الأحداث الرياضية بدلا من إلقاء محاضرات عليها حول الملابس المقبولة وغير المقبولة؟".