الصبر والاستحواذ والدفاع.. هكذا انتزعت كرواتيا برونزية مونديال قطر من المغرب

Croatia v Morocco: 3rd Place - FIFA World Cup Qatar 2022
كرواتيا فازت بالميدالية البرونزية للمرة الثانية في تاريخها بعد مونديال 1998 في فرنسا (غيتي)

يقول زلاتكو داليتش مدرب كرواتيا إن منتخب بلاده واجه خصما شرسا، مشيدا بأداء المغرب الذي استمر في القتال حتى اللحظات الأخيرة وسعى خلف التعادل، مؤكدا أن المغرب يجب أن "يكون فخورا بما قدمه".

كلام داليتش هذا لخص مباراة من 96 دقيقة لعبها المنتخبان أمام أكثر من 44 ألف متفرج ضاقت بهم مقاعد ملعب "خليفة الدولي"، وانتهت بفوز كرواتيا 2-1 وحصولها على برونزية مونديال قطر و27 مليون دولار الجائزة المالية المخصصة للمركز الثالث.

ورغم إشادة داليتش، فإنه لم يكشف عن الخلطة والمعادلة اللتين مكنتا وصيف بطل مونديال 2018 من الحصول على المركز الثالث.

غير أننا طرحنا السؤال على لاعبين كروات مروا بالمنطقة المختلطة.

أول المارين كان ميسلاف أورشيتش مسجل الهدف الثاني والذي أهدى الفوز لمنتخب بلاده بتسديدة مميزة، وقال إننا "لعبنا بشكل جيد ونجحنا بتسجيل هدف مبكر، ورغم تلقينا لهدف التعادل بعدها بدقيقتين، فإننا حافظنا على هدوئنا وأظهرنا شخصيتنا ولم نتراجع، عدنا للهجوم وسجلنا هدفا ثانيا وأنهينا الشوط الأول بهذه النتيجة".

وأضاف "في الشوط الثاني اعتمدنا الصبر سلاحا، والدفاع وسيلة للحفاظ على تقدمنا وسيرنا المباراة كما نريد، ولهذا فزنا وحصلنا على ما نريد، استحوذنا على الكرة وتحكمنا في المباراة وامتصصنا حماستهم وسعيهم أكثر من مرة لتسجيل هدف التعادل".

وللهدف الذي سجله جناح دينامو زغرب قصة، فأورشيتش سجل بالطريقة نفسها أكثر من مرة في الدوري الكرواتي، ويقول إنه يلعب "في مركز الجناح وعادة ما يتوغل من الجهة اليسرى ويراوغ المدافعين ويسدد بقدمه اليمنى".

وختم أنه "يواصل التسديد بالطريقة نفسها طالما أنها ناجحة، وهذا الهدف بالنسبة لي هو الأهم في مسيرتي حتى الآن لأنني منحت الشعب الكرواتي الفرحة التي يستحقها".

أما لوفرو ماير لاعب خط وسط "ستاد رين" الفرنسي والذي تسبب خطأ ارتكبه بهدف التعادل الذي سجله المغربي أشرف داري، فلم يبتعد عن الذي قاله أورشيتش، وأكد أنهم "استطاعوا حرمان لاعبي المغرب من الكرة وتحكموا بنسق المباراة وكانوا يعرفون متى يهاجمون ويدافعون".

وعن الهدف الذي تلقاه منتخب بلاده، أشار إلى أنه كان "خطأ دفاعيا أكثر من لعبة جماعية للمغرب، وكان بمقدونا تسجيل الهدف الثالث وإنهاء المبارة ولكن لم نوفق، وكنت أول من أخطأ بتشتيت الكرة، ورغم ذلك كان المنتخب المغربي خطيرا".

ولخص إلى أن "وجود المغرب في هذا الدور لم يكن بالصدفة، بل عن جدارة واستحقاق، ولكننا كنا الطرف الأفضل في المباراة، وفزنا بها وهزمنا فريقا من بين الأفضل في البطولة".

بدوره يرى جوسيب شوتالو قلب دفاع دينامو زغريب والذي حل بديلا لديجان لوفرين، أن منتخب بلاده "لعب المباراة على مراحل، الأولى كانت أول دقائق مباراة وسجلنا هدفا مبكرا، ولكن الصدمة جاءت في هدف التعادل الذي جاء من خطأ دفاعي".

وواصل أنه "تحلينا بالصبر بعد الهدف الثاني وشننا هجمات متواصلة وأجبرنا منتخب المغرب على التراجع إلى منطقته، وقبل 3 دقائق من انتهاء الشوط الثاني سجلنا الهدف الثاني الذي كان منعطفا في المباراة، وهذه المرحلة الثانية".

وتابع أن "المرحلة الثالثة كانت في قدرتنا على تسيير المباراة بالطريقة التي نراها مناسبة، ورغم أن المغرب كان يشن هجمات خطيرة عبر فترات من المباراة، فإننا تمكنا بصلابة دفاعية وأداء استثنائي من حارسنا ليفاكوفيتش من إنهاء دقائق الشوط الثاني دون تلقي أي هدف، وفزنا بالميدالية البرونزية".

وختم أن "منتخب المغرب قوي ولعب بطاقة كبيرة وسبب لنا مشاكل كثيرة ومهاجميه مهاريون ويلعبون في أفضل الفرق بالعالم، ولكن خبرتنا وهدوءنا في التعامل مع الضغط ساهما في الفوز".

ووجد منتخب كرواتيا في المربع الذهبي لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه والثانية على التوالي، وسبق له الفوز بالميدالية البرونزية في نسخة مسابقة عام 1998 بفرنسا، قبل أن يفاجئ الجميع في النسخة الماضية بحصوله على المركز الثاني، عقب خسارته 4-2 أمام فرنسا في النهائي.

المصدر : الجزيرة