صعود سريع وأرقام قياسية للجاسم والمري والمقالح.. التحكيم القطري يدخل تاريخ كأس العالم من بوابة المغرب وكرواتيا

انضم الحكم الدولي القطري عبد الرحمن الجاسم وطاقمه لقائمة أبرز الحكام العرب في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، وأصبح خامس حكم يدير مباراة ترتيبية في المونديال، ووضع قدمه على طريق تسجيل رقم قياسي غير مسبوق للحكام العرب في كأس العالم.
وأدار الجاسم مع مساعديه القطريين طالب سالم المري وسعود أحمد المقالح مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في كأس العالم 2022 في قطر بين المغرب وكرواتيا التي انتهت بفوز كرواتيا 2-1 على ملعب خليفة الدولي في الدوحة.
وهذه هي المباراة الثانية للطاقم القطري في مونديال 2022 بعدما أداروا مباراة في المجموعة الثانية بين أميركا وويلز الشهر الماضي.
وأصبح الجاسم رابع حكم عربي يدير مباراة تحديد المركز الثالث عبر تاريخ كأس العالم بعد الإماراتي علي بوجسيم في مونديال أميركا عام 1994 والكويتي سعد كميل في مونديال عام 2002 والجزائري جمال حيمودي في البرازيل عام 2014، وخامس حكم يدير مباراة ترتيبية، إذ أدار الراحل سعيد بلقولة نهائي مونديال 1998 بين البرازيل وفرنسا.
ومن المفارقات أن التحكيم القطري لم يظهر في كأس العالم عبر تاريخه سوى في مونديال روسيا 2018، عندما اختير الجاسم والمري ضمن حكام البطولة لأول مرة في تاريخ قطر، لكن صعودهما كان سريعا فقد توالت مشاركات التحكيم القطري العالمية التي توجت بإدارة نفس الطاقم المباراة النهائية لكأس العالم للأندية عام 2020 بين ليفربول الإنجليزي وفلامنغو البرازيلي على نفس ملعب مباراة اليوم بين المغرب وكرواتيا.

ويمكن للجاسم (34 عاما) والمري (33 عاما) بمشاركتهما الثانية في المونديال في هذا العمر أن يسجلوا رقما قياسيا في عدد المشاركات العربية للحكام في كأس العالم، إذ لم يتخطَ أي حكم عربي 3 مشاركات في المونديال، حيث إن سن التقاعد الدولي للحكام 45 عاما، لكن يسمح للحكام الذين يتخطون الاختبارات البدنية والطبية بالاستمرار بعد هذا السن طالما رشحهم اتحادهم الأهلي.
طاقم تحكيم قطري 🇶🇦💪
لقيادة مبارة المغرب وكرواتيا لتحديد المركز الثالث لبطولة #كأس_العالم2022 🏆نفخر بحكامنا ونتمنى لهم كل التوفيق👏. pic.twitter.com/oglhxV1DkX
— الاتحاد القطري لكرة القدم 🇶🇦 (@QFA) December 16, 2022
صعود سريع
ويتميز الحكام القطريون بالصعود المحلي السريع أيضا، فقد يصعد الحكم أو المساعد خلال عامين أو 3 فقط من دخوله التحكيم للمشاركة في إدارة مباريات دوري نجوم قطر بل ويظهر مستوى مميزا أيضا.
وكنت شاهدا على ذلك عندما أشرفت على دورة داخلية للحكام منذ نحو 5 سنوات فقط تخرج فيها بعض الحكام الذين يديرون أقوى المباريات في دوري النجوم حاليا، وأذكر منهم محمد أحمد الشريف، وذلك نتيجة الصقل المكثف المتواصل للحكام الذين يلتحق بعضهم بالتحكيم في سن 14 و15 عاما من خلال دورات تأطير الحكام بالمدارس الإعدادية والثانوية.
ويعد هذا سر أن قطر لديها أصغر حكام على مستوى العالم ليس فقط على مستويات القاعدة بل القمة أيضا، فقط كان طالب سالم المري أصغر حكم دولي في آسيا والعالم عندما نال الشارة الدولية عام 2012 وعمره 25 عاما فقط ولولا أنه لا يجوز دخول الحكام للقائمة الدولية قبل هذا السن لدخل في سن مبكرة أكثر.
كما أن الجاسم بدأ التحكيم عام 2007، وحصل على الشارة الدولية في 2013، وبدأ الصعود على المستوى العالمي بعد اختياره ضمن حكام كأس العالم للشباب عام 2017، كما كان الحكم العربي الوحيد في كأس العالم للأندية في نفس العام أيضا.

أسباب تفوق حكام قطر
ويرصد طارق مشعل أحد حكام دوري نجوم قطر السابقين ومحاضر ومقيم للحكام القطريين حاليا للجزيرة نت، سر الصعود السريع وتميز الحكام في قطر في النقاط التالية:
- الاهتمام الكبير من لجنة الحكام ووضع نظام وآلية عمل منضبطة تطبق على الجميع مع اختيار العناصر التحكيمية صغيرة السن لقدرتها على استيعاب المتغيرات عكس المتقدمين في العمر نوعا ما.
- التأهيل الفني والنظري من خلال المحاضرات النظرية والتدريبات العملية والتي يقوم بها محاضرين وفنيين على مستوى عال من قبل لجنة الحكام بما في ذلك التأهيل البدني والطبي من خلال فرق عمل مؤهلة.
- إقامة معسكرات دورية داخليا وخارجيا وتبادل الحكام مع بعض الدول الأوروبية.
- الموهبة والقدرات الفنية والذاتية للحكام والفروق الفردية التي تساعد الحكم في التميز على باقي أقرانه حول العالم.

- المتابعة والتوجيه الدائم عن قرب للحكام الصغار أثناء إدارتهم للمباريات التي تبدأ بالبراعم ثم الفئات السنية وتتدرج حتى دوري نجوم قطر.
- الاجتهاد والتضحية من الحكام أنفسهم حيث يكرسون حياتهم للتحكيم بشكل شبه احترافي.
- حكم دولي سابق