فرصة للثأر وصراع على الحذاء الذهبي.. مواجهة ميسي ومبابي تخطف الأضواء في نهائي المونديال

سيتوجه انتباه العالم، يوم الأحد المقبل، إلى ملعب لوسيل الذي سيكون شاهدا على نزال تاريخي جديد سيجمع بين فرنسا والأرجنتين في نهائي أكبر حدث كروي امتد لأربعة أسابيع على الأراضي القطرية، وستكون الأعين مركزة أيضا على مواجهة من نوع آخر ستجمعه بين كيليان مبابي وليونيل ميسي.

نجما باريس سان جرمان الفرنسي، اللذان يعدان من أقوى الأسماء الكروية في العالم، لن تكون هذه هي مواجهتهما الأولى في المونديال، وإنما الثانية بعد لقاء النسخة الماضية في روسيا في دور ثمن النهائي (4-3 لصالح فرنسا).

وستكون هذه المواجهة مليئة بالحسابات الخاصة بين الزميلين العدوين، سواء تلك المتعلقة بالألقاب مع المنتخب الوطني أو الأرقام الشخصية.

ففي الوقت الذي يسعى فيه ميسي إلى أن يصبح "الأفضل في التاريخ" ويدخل الفرحة في نفوس 48 مليون أرجنتيني، فإن مبابي -الذي يصغره بـ12 عاما- يحدوه طموح بأن يكون أول لاعب في العالم يحقق لقبين متتابعين لكأس العالم وهو لم يكمل عامه الـ24 بعد، منذ الأسطورة البرازيلي بيليه الذي حقق هذا الإنجاز في عام 1962 في سن 23 عاما.

صراع ثنائي

يتقاسم ميسي ومبابي صدارة قائمة هدافي المونديال الحالي بقطر برصيد 5 أهداف لكل منهما، حيث يبتعدان بفارق هدف وحيد أمام أقرب ملاحقيهما أوليفييه جيرو مهاجم منتخب فرنسا، وستكون هذه المباراة فرصة لكلا اللاعبين من أجل فك الشراكة لضمان الحصول على الحذاء الذهبي.

وصام ميسي عن التسجيل في مباراة واحدة فقط في مبارياته الست التي خاضها في مسيرته بمونديال 2022، علما بأنه أحرز 3 أهداف من ركلات جزاء من بين أهدافه الخمس في البطولة حتى الآن، في حين قدم 3 تمريرات حاسمة لزملائه.

أما مبابي، فأحرز ثنائية أمام الدانمارك في مرحلة المجموعات وبولندا في دور الـ16، بالإضافة لهدف في شباك أستراليا خلال اللقاء الافتتاحي لفرنسا بالبطولة، لكنه لم يتمكن من هز الشباك خلال لقاء المغرب بالدور قبل النهائي وكذلك أمام تونس في آخر مباريات الفريق بدور المجموعات، التي شهدت مشاركته في الدقيقة 73 قادما من مقاعد البدلاء.

أرقام ميسي القياسية

من جهته، يريد ميسي أن يواصل كتابة التاريخ في هذه النسخة العربية من المونديال، فقد انفرد بصدارة قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب الأرجنتين في كأس العالم بعدما أحرز هدفه الـ11 في مسيرته بالمونديال، التي بدأت منذ نسخة البطولة عام 2006 بألمانيا، وذلك عقب تسجيله هدفا من ركلة جزاء خلال فوز منتخب "راقصو التانغو" 3-صفر على كرواتيا في نصف نهائي البطولة.

وتفوق ميسي بفارق هدف وحيد على أقرب ملاحقيه المهاجم السابق غابرييل باتيستوتا في قائمة هدافي الأرجنتين التاريخيين بكأس العالم.

نجم برشلونة السابق بات بحاجة لتسجيل هدف وحيد في النهائي، ليعادل عدد أهداف الأسطورة البرازيلي بيليه في كأس العالم، في حين سيشهد ظهوره الأخير يوم الأحد المقبل انفراده بالرقم القياسي لأكثر اللاعبين خوضا لمباريات كأس العالم، والذي يتقاسمه حاليا مع النجم الألماني المعتزل لوثر ماتيوس، بعدما لعب كل منهما 25 مباراة في المونديال.

طموح مبابي

في المقابل، أحرز مبابي 9 أهداف في مشواره بكأس العالم حتى الآن، بعدما سبق له تسجيل 4 أهداف في المونديال الماضي بروسيا، ليتفوق على بيليه في عدد الأهداف التي أحرزها كل منهما قبل سن 24 عاما.

ويحتل مبابي المركز الثاني حاليا في قائمة هدافي منتخب فرنسا التاريخيين بكأس العالم، حيث يتأخر بفارق 4 أهداف عن جوست فونتين (المتصدر)، الذي أحرز 13 هدفا في المونديال، جاءت جميعها بنسخة المسابقة عام 1958 بالسويد.

تأثير كبير على المجموعة

كان ميسي منذ فترة طويلة بمثابة الأيقونة للأرجنتين بلا منازع، لكن الضغوط كانت هائلة عليه حتى قبل الخسارة المفاجئة التي تلقاها الفريق في أولى مبارياته بمونديال قطر أمام المملكة العربية السعودية.

فقد أحرز ميسي الهدف الافتتاحي للأرجنتين في 4 لقاءات، لكن هدفه المبكر في شباك السعودية من ركلة جزاء، لم يكن كافيا لتحقيق الفوز لفريقه.

كذلك، قدم ميسي تمريرتين حاسمتين مذهلتين عززتا أهميته في صفوف منتخب الأرجنتين، كانت إحداهما تمريرة ماكرة لناهويل مولينا ضد هولندا، والأخرى انطلاقة رائعة بالكرة من منتصف الملعب حتى وصل بها لمنطقة الجزاء، قبل أن يرسل عرضية زاحفة لجوليان ألفاريز سجل من خلالها الهدف الثالث في شباك كرواتيا.

في الجهة المقابلة، وفي ظل غياب المهاجم المصاب كريم بنزيمة، كان هناك تركيز أكبر على مبابي، الذي قاد الفريق لتحقيق انتصار صعب على الدانمارك 2-1، مسجلا هدف الفوز في الدقيقة 86.

ولم ينتظر النجم السابق لموناكو طويلا من أجل التألق في المونديال، فقد سجل منذ أولى المباريات، كما أنه كان حاسما للغاية خاصة في لقاء بولندا في دور الـ16 عندما سجل ثنائية حاسمة ضد فريق المهاجم المخضرم روبرت ليفاندوفسكي، في آخر 16 دقيقة، كانت كافية لتأمين الانتصار للمنتخب الفرنسي. ومن خلال قيامه بتمريرتين حاسمتين لجيرو خلال البطولة، من عرضية رائعة وتمريرة بينية ذكية، برهن مبابي عن قدراته الشاملة مع الفريق.

لم يظهر مبابي الفاعلية المطلوبة أمام المغرب في الدور قبل النهائي، رغم تقدم فرنسا بهدف مبكر في الدقيقة الخامسة، وذلك بسبب الرقابة اللصيقة التي فرضت عليه، لكنه في النهاية أوجد لنفسه المساحة الكافية ليسهم في الهدف الثاني الذي أحرزه زميله راندال كولو مواني.

وتابع كولو مواني تسديدة مبابي من داخل منطقة الجزاء، والتي انحرفت تجاهه، ليحرز الهدف الثاني لفرنسا في الدقيقة 79 بعد لحظات من نزوله إلى أرض الملعب قادما من مقاعد البدلاء.

المصدر : الجزيرة + وكالات