عاشوا تجربة فريدة وغير مسبوقة.. مشجعون من ذوي الإعاقة يسردون تجربتهم في كأس العالم 2022

منح مونديال قطر 2022 مكانة خاصة للمشجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء على المدرجات من خلال تخصيص غرف حسية وأماكن تساعد تلك الفئات على التمتع بمتابعة المباريات، أو قبل ضربة بداية المنافسات عندما عاش عدد من عشاق كرة القدم من ذوي الاحتياجات الخاصة تجربة فريدة وغير مسبوقة وذلك بمرافقة لاعبي المنتخبين المتنافسين إلى أرضية الملعب والوقوف للحظات قبل إطلاق صافرة البداية.
وشهدت مسابقة كأس العالم 2022، التي تختتم منافساتها بعد غد الأحد بمباراة النهائي بين الأرجنتين وفرنسا، مشاركة مشجعين من ذوي الإعاقة في مرافقة نجوم المنتخبين المتنافسين قبيل كل مباراة، من نفق اللاعبين إلى أرضية الملعب، وخلال عزف النشيد الوطني لكلا الفريقين، قبل الانتقال إلى المدرجات لمتابعة المباراة وسط الجمهور.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمونديال قطر 2022.. نسخة استثنائية أسكتت المشوشين
طفل إثيوبي يستعرض بالكرة في مونديال قطر لصالح الأعمال الخيرية
مونديال قطر والرسائل الحضارية الأربع
أوقات استثنائية
وفي تجربة استثنائية تعكس نجاح قطر في استضافة النسخة الأكثر إتاحة لذوي الإعاقة في تاريخ كأس العالم، حظي عدد من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بتلك اللحظات الرائعة، ومن بين هؤلاء الطفل إيدن بيل، البالغ من العمر 10 سنوات، والذي رافق لاعبي منتخب إنجلترا قبل مباراته في ربع النهائي أمام منتخب فرنسا في ملعب البيت، ما شكّل لحظات من الفخر والسعادة لوالده جورج وهو يتابع طفله برفقة قائد منتخب الأسود الثلاثة، هاري كين.
وقال جورج، الذي يعمل محاسبا في قطر منذ أكثر من 5 سنوات "كان أمرا مذهلا للغاية، لا يمكن لأي كلمات أن تصف مدى فخري بتلك اللحظة، فالاستماع إلى عزف النشيد الوطني لبلادي في ربع نهائي كأس العالم، بحضور إيدن مرافقا للاعبين كان حدثا لا يصدق بالنسبة لي".
وأضاف "مزايا الإتاحة وسهولة الوصول والحركة لذوي الإعاقة في هذه النسخة من المونديال رائعة للغاية، فقد جرى مراعاة كل التفاصيل، منذ لحظة الوصول في مواقف السيارات واللوحات الإرشادية والبنية التحتية للمرافق، فضلا عن جهود أفراد الأمن والمتطوعين. الجميع متعاونون للغاية، إيدن يعشق حضور المباريات، وهذه مباراته الثالثة في المونديال حتى الآن، وقد منحتنا التسهيلات المتاحة لذوي الإعاقة في البطولة الفرصة لنمضي وقتا رائعا بدون أي عقبات".
مشجعون من ذوي الإعاقة يستمتعون بتجربة استثنائية في كأس العالم #قطر2022.
للمزيد: https://t.co/4i3jBPjNuc pic.twitter.com/coKJmnBFkP
— SC News (@roadto2022news) December 16, 2022
أما أحمد البحار، الذي جرى اختياره لمرافقة المنتخب الفرنسي قبيل انطلاق المباراة، فأعرب عن سعادته بمستوى الإتاحة وسهولة الحركة في البطولة، وقال "هذه التجربة الأولى في حياتي، كان حلما، في تلك اللحظة لم أصدق أني كنت على أرضية الملعب، كأنني كنت في مكان آخر، لقد كان الأمر مذهلا".
وأضاف أحمد "هذه أفضل التجارب التي مررت بها في حياتي، منذ اللحظة التي وصلت فيها إلى الملعب وجدت الجميع متعاونين للغاية، المدخل منظم وهناك العديد من غرف الاستراحة، وهو أمر في غاية الأهمية للمشجعين من ذوي الإعاقة، والمقاعد أيضا مذهلة، أشكر كل من شارك في تنظيم هذا الحدث، لقد كانت تجربة استثنائية بالنسبة لنا".
النسخة المونديالية الأكثر إتاحة وسهولة
ونجحت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في استضافة النسخة الأكثر إتاحة وسهولة للمشجعين خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة في تاريخ المونديال، حيث تضمنت مجموعة واسعة من مزايا الإتاحة، بما فيها 5 أنواع من المقاعد المخصصة لذوي الإعاقة، والغرف الحسية لذوي التوحد وصعوبات الإدراك الحسي، وإتاحة التعليق الوصفي السمعي باللغتين العربية والإنجليزية للمشجعين من ذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى خدمات المساعدة على التنقل في منطقة الميل الأخير وداخل الملاعب، وكافة المرافق اللازمة لضمان سلامة وراحة المشجعين.
وقال خالد النعمة المدير التنفيذي للتواصل المجتمعي والشؤون التجارية باللجنة العليا "كان هدفنا منذ البداية استضافة النسخة الأكثر إتاحة وسهولة في الوصول والحركة لذوي الإعاقة في تاريخ المونديال، ونحن الآن فخورون للغاية برؤية خططنا قد نفذت بنجاح على أرض الواقع".

وأضاف النعمة "تلقينا إشادات واسعة من مجتمع ذوي الإعاقة، ونحن فخورون بأن التزامنا في هذا المجال سيساعد في تعزيز مزايا إمكانية الوصول والحركة في قطر وفي جميع أنحاء المنطقة. ومن المؤكد أن هذا سيكون من أهم جوانب الإرث الدائم للنسخة الأولى من كأس العالم في الشرق الأوسط والعالم العربي".
وقالت هلا الأوسطة، مديرة التنوع والإتاحة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) "كانت الشمولية وسهولة الوصول والحركة من أهم مقومات تنظيم البطولة، وقد جرى تضمينها إستراتيجيات متنوعة، ويمكن رؤيتها في ملاعب البطولة الثمانية، بما في ذلك البنية التحتية ومواقف السيارات لذوي الإعاقة، وأنواع المقاعد الخمسة المخصصة لهم، ودورات المياه والغرف الحسية".
وأضافت "حرصنا على تعزيز جهودنا على صعيد الإتاحة وسهولة الوصول والحركة لذوي الإعاقة من خلال برنامج خاص يجري خلاله اختيار عشوائي لعدد من المشجعين من ذوي الإعاقة، وإتاحة فرصة فريدة أمامهم للاستمتاع بفعاليات ما قبل المباراة على أرضية الملعب، والاصطفاف بجانب اللاعبين وطواقم تحكيم المباريات، احتفاءً بالبطولة الأكثر إتاحة وشمولية في تاريخ المونديال".
ويشار إلى أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث كانت قد أسست منتدى التمكين عام 2016، وهو عبارة عن منصة تجمع ذوي الإعاقة والمؤسسات الممثلة لهم في أنحاء قطر، لمناقشة كيفية الاستفادة من استضافة البطولة في خلق مجتمع أكثر إتاحة، ولعب المنتدى دورا مهما في التخطيط لضمان تصميم وإنشاء مرافق رياضية وبنية تحتية تناسب كافة احتياجات ذوي الإعاقة في أنحاء البلاد، بما يضمن رحلة سهلة الوصول والحركة لجميع المشجعين.