"القضية لم تدفن".. الفلسطينيون يحتفون بمكاسب كأس العالم 2022

يشكو تجار فلسطينيون من نقص في قمصان المنتخب المغربي في السوق بسبب الإقبال الشديد على اقتنائها، خصوصا مع تأهل المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، وهي البطولة التي جعلت الفلسطينيين يشعرون بأن قضيتهم "لم تدفن".
في كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وفي القدس الشرقية، وفي غزة، تنتشر أعلام المغرب وقمصان منتخبها يرتديها الفلسطينيون فخورين ومسرورين بأن لاعبي المنتخب المغربي كانوا يرفعون العلم الفلسطيني بعد فوزهم في المباريات.
ويشكو سائد الرمحي الذي يدير محلا للمستلزمات الرياضية في مدينة رام الله من أنه لم يبق قميص واحد للمنتخب المغربي في السوق الفلسطيني، حيث يباع القميص بنحو 20 دولارا.
ويضيف لوكالة الصحافة الفرنسية "صدقا، لو كان لدي 300 ألف قميص (لمنتخب المغرب)، لبعتها كلها خلال اليومين الماضيين".
ويستعدّ الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة لمتابعة المباراة التي ستجمع -مساء اليوم الأربعاء- المنتخب المغربي مع نظيره الفرنسي، آملين في الاحتفال بفوز المغرب، وكأن المتأهل المحتمل هو منتخبهم الوطني.
في مدن فلسطينية عدة، تمّ تحضير قاعات عدة لعرض المباراة، كما وجهت دعوات لمتابعة المباراة في قاعة أحمد الشقيري في مقرّ الرئاسة الفلسطينية في وسط مدينة رام الله.
"اتفاقيات ولدت ميتة"
بالنسبة لرئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القديم جبريل الرجوب، فإن المونديال "كشف زيف الادعاء المعادي لنا بأن القضية الفلسطينية دفنت باتفاقيات ولدت ميتة أصلا"، في إشارة إلى اتفاقات تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي أبرمتها دول عربية خلال السنتين الماضيتين.
ويشير الرجوب إلى أن ما شهدته فعاليات كأس العالم في قطر "شكّل صفعة لفكرة التطبيع، سواء للإسرائيليين أو للذين تماشوا معها".
ويرى رئيس الاتحاد الفلسطيني أن الفلسطينيين "كانوا هناك (في قطر) الفريق رقم 33. كنا حاضرين في كل الفعاليات والمحافل التي واكبت الحدث التاريخي، وعبّرنا عن فرحتنا وسعادتنا بهذا الحدث".
وانتشرت الأعلام الفلسطينية على المدرجات وبين الجماهير في عدد كبير من المباريات في الدوحة.
"ارتدادات سياسية"
ويشير الرجوب -الذي رأى في فوز المغرب وتأهله إلى الدور نصف النهائي "ثورة رياضية"- إلى التأثير السياسي لمونديال قطر؛ فيقول "كل نشاط رياضي له ارتدادات ومضمون سياسي، والرياضة اليوم هي أحد رموز وتجليات الهوية لأي شعب، ونحن أحوج من ينتظر ويتابع مثل هذه الرموز".
ويتابع رئيس الاتحاد الفلسطيني أن المربّع الذهبي في كرة القدم لم يعد حكرا على أوروبا وأميركا اللاتينية.
وأقيمت احتفالات واسعة في المدن الفلسطينية بعد تأهل المنتخب المغربي إلى نصف النهائي على حساب نظيره البرتغالي.
وأفادت دراسة للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية نشرت -أمس الثلاثاء- بأن "كأس العالم في قطر تساعد على استعادة ثقة الجمهور الفلسطيني في العالم العربي بعد سنوات من خيبة الأمل".
وحسب الدراسة، "الغالبية العظمى من الفلسطينيين يقولون إنهم استعادوا كثيرا أو بعضا من الثقة -التي فقدوها في العرب- نتيجة تدفق التضامن مع فلسطين خلال مباريات كرة القدم".
واعتبر ناطق باسم حركة حماس أن ما عبّر عنه الجمهور في مونديال قطر "يؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت قيمة إنسانية على مستوى العالم، ودليل على أن أحرار العالم ما زالوا يعتبرون أن هذه القضية عادلة والشعب الفلسطيني يجب أن يأخذ حقّه".
ولطالما انتقدت القيادة الفلسطينية اتفاقات أبراهام -التي أبرمتها إسرائيل و4 دول عربية بوساطة أميركية- واعتبروها "طعنة في الظهر".
ووضعت هذه الاتفاقات حدا لعقود من الإجماع العربي على استبعاد أي سلام مع إسرائيل في ظل غياب حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.