تعتمد عليه المنتخبات أكثر من الأندية.. ماذا تعرف عن المهاجم "الحقيقي" و"الوهمي"؟

عرفت النسخة الحالية من كأس العالم المقامة في قطر تألقا لافتا لخط الهجوم، الذي سجل إلى الآن 153 هدفا، لكن المثير للانتباه هو أن هذه الأهداف حملت توقيع مهاجمين ينشطون في مراكز مختلفة، أبرزهم المهاجمون "رقم 9".
وذكر تقرير لصحيفة "ذي أتلتيك" (theathletic) البريطانية أنه بإلقاء نظرة على أبرز الهدافين في كأس العالم قطر 2022 يلاحَظ مزيج من أساليب اللعب والأدوار ومراكز الأجنحة المعكوسة، وكذلك تحول اللاعبين أصحاب الرقم 9 الكلاسيكي مثل ريتشارليسون من الجناح إلى قلب الهجوم، وهو ما يشكل نهضة حقيقية للاعب رقم 9، الذي تراجع دوره في الفترة الأخيرة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsرغم الخروج من الدور الأول للمونديال.. الاتحاد التونسي لا يستبعد تثبيت القادري مدربا لنسور قرطاج
"أنا مدرب منذ 10 سنوات ولم ينظر لي أحد".. الركراكي: لما لا تتعاقد أندية أوروبا مع المدربين العرب؟
انتقاد للحكم ومدرب هولندا وملاسنة على المباشر.. ميسي يثور ضد الجميع بعد تأهل الأرجنتين لنصف نهائي كأس العالم
ويتصدر النجم الفرنسي كيليان مبابي قائمة الهدافين برصيد 5 أهداف متبوعا بالأسطورة ليونيل ميسي بـ4 أهداف، وهو نفس الرصيد من الأهداف الذي يحمله الفرنسي الآخر أوليفيي جيرو.
ما دور اللاعب صاحب الرقم 9؟
يقصد باللاعب رقم 9، وفق الكاتب جاك بيت بروك، ذاك المهاجم الذي يلعب في منتصف الملعب وليس في أطرافه، ولعل أشهر من حمل هذا الرقم هو البرازيلي رونالدو، والذي يرى بعض الخبراء بأنه "آخر اللاعبين رقم 9 الحقيقيين".
وفي العشر سنوات الأخيرة تراجع دور اللاعب رقم 9 في الفريق، وباتت الخطورة تأتي على الخصوص من الجناحين، بالنظر إلى الأساليب التي يعتمدها المدربون وجودة اللاعبين المتألقين في هذه المراكز.

وإلى جانب التهديف، يلعب "رأس الحربة" دورا آخر، وهو التحرك في الخط الأمامي بشكل مستمر وسريع، وهو ما يتيح لزملائه مساحات أكبر.
وفي هذا السياق، يقول مدرب منتخب البرازيل تيتي إن ريتشارليسون، مهاجم منتخب بلاده، "تفوح منه رائحة الأهداف"، وهذا هو اللاعب صاحب الرقم 9 بالنسبة له، ذلك أنه يفعل كل ما تريده من اللاعب صاحب هذا الدور، وهو يجبر الخصم على توسيع دفاعاتهم.
بين المنتخبات الوطنية والأندية
وبات من الصعب على المنتخبات اللعب بدون اللاعب صاحب الرقم 9 التقليدي، على خلاف الأندية، لذلك فإن العديد منها تراهن فعلا عليه بالرغم من اختلاف أسلوب لعبها، وذلك وفق ما ذهب إليه الكاتب بيت بروك.
فإسبانيا على سبيل المثال، وفق المتحدث نفسه، تعتمد على التمريرات القصيرة والمعقدة، ومع ذلك كان لا يزال لديها فرناندو يورينتي القادر على تسديد ضربات رأسية طائرة، إلى جانب موراتا.
ويقول بيت بروك إنه في كرة القدم الدولية -أي مع المنتخبات- عندما لا يكون لديك الوقت لتدريب اللاعبين بشكل صحيح فإن الأمر يكون صعبا للغاية، واللاعب صاحب الرقم 9 التقليدي يسمح بوضع خطط أبسط ربما تكون أكثر فاعلية.

ونأخذ الآن مثال منتخب ألمانيا، حيث منح نيكولاس فولكروغ المنتخب الألماني الفرصة للعب مباراة مباشرة واستغنى عن الموهوبين كاي هافرتز وجمال موسيالا من أجل وضع الكرة في منطقة الجزاء وقد نجح في ذلك.
من جهته، لا يعتقد رافائيل هونيغشتاين أن ألمانيا لعبت بهذه الطريقة، وأن معظم الفرق التي سيكون لها اللاعب صاحب الرقم 9 في كأس العالم الحالية تلعب بهذه الطريقة، ولا يرى وجود العديد من التمريرات الطويلة من البرازيل نحو ريتشارليسون، حيث تكمن أهمية وجود اللاعب رقم 9 في اللمسة الأخيرة.
وتواجه المنتخبات مشكلة أساسية، هي ضعف المساحة الزمنية للتحضير، لذلك من المهم أن يكون لديك شخص يمكنه فقط القيام بالأساسيات بشكل جيد.
في الجهة المقابلة، تشكل عودة الاعتماد على اللاعب رقم 9 تحديا للمدافعين الآن، فقد اعتاد الكثير من المدافعين على عدم مراقبة أي شخص لأنه سيكون لديهم 3 أو 4 لاعبين أمامهم يدخلون ويخرجون، لذلك لا بد من الحفاظ على الخط والتأكد من عدم وجود أحد في الخلف، لذلك أدى وجود اللاعب صاحب الرقم 9 في مراكز مختلفة إلى إرباك الدفاع.
من اللاعب رقم 9 المزيف أو "الوهمي"؟
وفق التقرير نفسه، فإن المثير للاهتمام بشأن اللاعب صاحب الرقم 9 المزيف هو أن المصطلحات تكون أحيانا غير دقيقة لأنها في البداية تشير إلى المهاجمين مثل فرانشيسكو توتي، ولكن بعد ذلك أصبح الأمر يعني لاعبي خط الوسط بشكل متزايد الذين تم تقديمهم إلى الأمام.
والتعريف الأكثر كلاسيكية للاعب صاحب الرقم المزيف في كأس العالم الحالية يتمثل في هاري كين.

الكاتب بيت بروك، يقول بهذا الخصوص إنه عندما ننظر إلى كيفية تطور هذا الدور فإننا نلاحظ أنه في إنجلترا بدأ الأمر بخطة المدرّب "ريفي" في منتصف الخمسينيات التي كانت تركز على خط الوسط لإرباك المنافسين، حيث فاز نادي سندرلاند بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1956، وقد اقتبس الإنجليز هذه الخطة من المجر عندما هزمت إنجلترا في ملعب ويمبلي عام 1953.
هاري كين هو صاحب الرقم 9 المزيف في كأس العالم 2022 بالمعنى التقليدي لمهاجم الوسط الذي يركض في العمق ويتخطاه زملاؤه ثم يمرر الكرة إليهم، هذا ما كان يفعله لاعبو الرقم 9 الوهمي طوال 70 عاما من تاريخ كرة القدم، وخير مثال على ذلك روبرتو فيرمينو لاعب ليفربول الإنجليزي.