معتقدات ومقدسات وطرائف.. لماذا يصر لاعبون على ارتداء أرقام "غريبة" مع أنديتهم؟

لم تعد الأرقام الموضوعة في قمصان لاعبي كرة القدم تشير إلى المركز الذي يشغله اللاعب داخل الفريق بالضرورة، وإنما باتت تروي العديد من القصص والحكايات، كما أنها في كثير من الأحيان تخفي وراءها أساطير ومعتقدات وخرافات، بل أكثر من ذلك حملت صفات "التقديس" في مجموعة من المنتخبات والأندية، وبات محرما ارتداؤها.
ويحكي تقرير لمجلة "جي كيو" (GQ) الإيطالية، أعدّه الكاتب فرانشيسكو بونفانتي، العديد من القصص الفريدة التي ارتبطت بأرقام قمصان نجوم وأندية كبيرة عبر العالم، كما يكشف الستار أيضا عن معتقدات وخرافات يعتقدها مجموعة من اللاعبين وجعلتهم بسببها يختارون أرقاما بعينها.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهوس كأس العالم.. لِمَ يشعر المشجعون بالولاء لفرقهم أكثر من اللاعبين أنفسهم؟
عاشق للسباغيتي عاش طفولة قاسية و”دمه ليس برتقاليا”.. حكيم زياش اللاعب المغربي الذي انتشله مدربه من مستنقع المخدرات
كسول أم أذكى من الآخرين؟.. ميسي من أكثر اللاعبين مشيا في مباريات كأس العالم 2022
من الرمز إلى الدلالة
كانت قمصان كرة القدم حتى وقت قريب تحمل أرقامًا ثابتة، من 1 إلى 11؛ حيث إن الرقم 1 يرتديه حارس المرمى فقط، بينما الرقم 2 هو الظهير الأيمن والرقم 3 هو الأيسر، في حين أن الرقم 10 الشهير يرتديه صانع الألعاب، الذي ارتبط بأساطير موهوبين أمثال بيليه ومارادونا وبلاتيني وباجيو.

ويؤكد التقرير أن نهاية التقيّد بالترقيم القديم وبداية "الترقيم الحر" من 1 إلى 99 كان مع بداية موسم 96/95، ومنذ ذلك الوقت أصبح كل لاعب يختار الرقم الذي يحلو له وفق رمزيات مختلفة.
على سبيل المثال، اختار فورتين لاعب نادي "سيينا" الإيطالي الرقم 14 لأنه يرمز لاسمه في الإنجليزية.
رقم 10 "المقدس"
لاحظ الجميع في الدوري الإيطالي اختفاء الرقم 10 من قمصان الناديين "نابولي" و"روما"؛ فنابولي علّق هذا الرقم منذ أن غادره الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا.

أمّا بالنسبة لروما، وإن لم يعلن النادي تعليق الرقم، فإن أيًّا من اللاعبين لم يستطع حمل مسؤولية القميص الذي ارتداه رمز النادي فرانشيسكو توتي، طوال 20 عامًا.
غير أنه ومع بداية هذا الموسم، مُنح للوافد الجديد، الأرجنتيني ديبالا، لكنه رفضه واختار الرقم 21 وكان ديبالا نفسه يحمل الرقم 10 في ناديه السابق (يوفنتوس)، وهو الرقم الذي حمله العديد من النجوم الذين مروا على النادي أمثال بلاتيني وباجيو وديل بييرو.
الأرقام في كأس العالم
خلال بطولة كأس العالم، توزع الأرقام بعدد اللاعبين المسموح بهم في القائمة (23 لاعبًا قبل أن تصبح حاليا 26).
مع ذلك، فإن هناك بعض الرمزية في كل منتخب، ففي الأرجنتين فإن الرقم 10 هو رقم الأسطورة مارادونا وهو الرقم الأشهر ولا جدال في ذلك، وقد حمله ميسي على أكتافه، في حين أن الرقم المقدس في هولندا هو الرقم 14 والذي ارتبط بالأسطورة يوهان كرويف.

وقد شهد مونديال قطر الجاري حاليا مفارقة عجيبة في منتخب إنجلترا، فمن بين 4 لاعبين يحملون الرقم 10 في أنديتهم، منح هذا الرقم في المنتخب للاعب ليس منهم، حيث يحمله رحيم ستيرلينغ الذي يرتدي رقم 17 في تشلسي.
أما المفارقة الأكبر فحدثت مع منتخب الأرجنتين؛ حيث كانت الأرقام حتى عام 1990 توزع حسب الترتيب الأبجدي لأسماء اللاعبين، باستثناء الرقم 10 بالتأكيد، المحجوز لمارادونا ولا ينازعه فيه أحد، لذلك كان من الغريب رؤية مهاجم أرجنتيني يرتدي الرقم 2 أو 3.
الحظ أو العائلة.. لكل أسبابه
تحول اختيار رقم القميص إلى لحظة أساسية لدى بعض اللاعبين، وفي كثير من الأحيان فإن أول ما يسأل عنه الوافدون الجدد إلى الفريق إن كان الرقم الفلاني متاحًا ولا يحمله أي لاعب، وكل لاعب يختار رقمه بناء على أسباب مختلفة، لكنها غالبًا ما تتمحور حول سنة أو شهر أو يوم الميلاد.
ينطبق هذا الأمر على هداف لاتسيو؛ تشيرو إيموبيلّي الذي يحمل الرقم 17 وهو يوم ميلاده.

وقد اختار لاعب نابولي، لورينزو إنسيني، رقمه 24 على أساس أنه يوم ميلاد زوجته، بينما القصة الأكثر غرابة هي رقم 27 للاعب فابيو كوالياريلا الذي اختاره له صديقه.
فضلا عن ذلك، فإن من بين أرقام اللاعبين التي أثارت الفضول هذا الموسم؛ هناك بلا شك الرقم الذي يحمله كفاراتسخيليا، النجم الصاعد مع نابولي، حيث اختار الرقم 77 بناء على معتقد يؤمن به، مفاده أن الرقم 7 يجلب الحظ، وتكراره مرتين (77) سيجلب حظًّا أكبر.
كما قادت الروابط الأسرية لاعب إيه سي ميلان، هيرنانديز، إلى اختيار الرقم 19 الذي كان يرتديه شقيقه.