سطوع نجمه لم يحدث صدفة.. غارديان: هكذا صنع نجم كرة القدم الفرنسي كيليان مبابي

"كان قادرا على أداء النشيد الفرنسي وهو في سن السادسة، وعندما كان يسأل عن ذلك كان يجيب: أحفظه حتى أردده عندما ألعب مع منتخب فرنسا في كأس العالم" ذلك ما صرح به أنطونيو ريكاردي، أحد المدربين القدامى لكيليان مبابي خلال حديثه عن هذا النجم الفرنسي بحسب ما جاء في تقرير صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية.

وذكرت غارديان أن سطوع نجم مبابي لم يحدث صدفة بين عشية وضحاها، بل كان نتيجة عمل وتخطيط طويل لعب فيه والداه دورا أساسيا، ليصبح وهو في سن 23 -في نظر كثيرين- أحسن لاعب في العالم، خاصة وأنه ظهر في زمن يأفل فيه نجم كل من كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

مبابي أصبح على درجة من الخطورة جعلت المنتخب الإنجليزي، قبل لقاء ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، يقوم بكل شيء لإيقاف سطوة هذا النجم الفرنسي.

وأضافت الصحيفة بأن لا أحد في مونديال قطر وجد حلولا لسرعة مبابي، ومهاراته المتعددة، وقوته، حيث سقطت كل من أستراليا والدانمارك وبولندا في فخه. وانهزم المنتخب الفرنسي مرة واحدة في الدور الأول أمام تونس عندما لعب من دون مبابي وبقية اللاعبين الأساسيين، وأدخل المدرب ديدييه ديشامب نجمه الأسمر في الدقائق الأخيرة من اللقاء من دون جدوى.

بداية الحكاية

الحكاية بدأت ضمن نادي "إيه إس بوندي" الفرنسي لكرة القدم، الذي كان يدرب فيه ويلفريد (والد مبابي) فئة الأطفال أقل من 15 عاما، وبوندي هي بلدية فرنسية تقع في ضواحي العاصمة باريس.

في سن مبكرة، اكتشف الوالد ذو الأصل الكاميروني، والأم فايزة العماري ذات الأصل الجزائري، أن لدى ابنهما موهبة فريدة في كرة القدم تحتاج للظروف المناسبة كي تتفجر وتبهر العالم.

وبفضل العناية الخاصة، والتدريب المميز، سطع نجم مبابي مبكرا، وقدمت له شركة "نايك" أحذية رياضية بالمجان منذ سن العاشرة، وبعد عامين من ذلك قدمت له عرضا إعلانيا خاصا لمدة عامين.

محط أطماع

في هذه السن، كان مبابي قد عرف في أوروبا كلها، وأصبح محط أطماع كبار الأندية الأوروبية، لدرجة أن أحد أطر إشبيلية الإسباني صرح لغارديان بأنه كان مستحيلا بالنسبة لفريقه القيام بأي خطوة لضم الطفل النجم وهو ما يزال في 12 من عمره.

وقالت الصحيفة إن والدي مبابي حرصا على بناء شخصيته بشكل صحيح، وعملا على إشراكه منذ طفولته في اتخاذ القرارات الخاصة بمساره الرياضي، وكان لافتا أن الخطة التي وضعها ويلفريد وفايزة لابنهما لم تتضمن أي إكراه، بل مجرد تعديلات بسيطة عند الحاجة.

وفي الوقت الذي يهتم فيه والده بالمسار الرياضي، تهتم أمه لصورته وللمجموعة المهنية التي تحيط به، والتي لا تتعدى -توضح الغارديان- 30 شخصا أغلبهم من الضواحي، والذين لا يلجأ إلى خدمتهم إلا عند الحاجة.

مبابي ونيمار

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن والدي مبابي حرصا منذ البداية على ألا يوقع ابنهما لناد كبير في سن مبكرة، مثلما فعل والد نيمار زميله في فريق سان جيرمان الفرنسي، لذلك تجاهل النجم الفرنسي عروض تشلسي البريطاني، وريال مدريد الإسباني، واختار بدلا من ذلك التوقيع لموناكو الإيطالي، في حين تقرر أن يبقى نيمار مع سانتوس لموسم آخر.

الفرق الوحيد بين نيمار ومبابي -توضح غارديان- أن الأخير شارك في اتخاذ القرار، في وقت اتخذ والد نيمار القرار بدلا من نجله الذي كان سعيدا ببقائه في سانتوس.

وذكرت الصحيفة أن شخصية مبابي كوجه إعلامي برزت لأنه نجم عالمي يتقن 3 لغات (الفرنسية والإنجليزية والإسبانية) علما بأنه عشق منذ صغره مشاهدة نجومه المميزين بالملعب وفي مقدمتهم رونالدو وتييري هنري، وكان يحرص على ممارسة "لعبته" المفضلة المتمثلة في تنظيم ندوة صحفية يكون هو فيها من يطرح السؤال والنجم هو الذي يعطي الجواب.

وحاليا، يتصدر مبابي صدارة هدافي كأس العالم قطر 2022 برصيد 5 أهداف، ويليه النجم الأرجنتيني ميسي والفرنسي أوليفيه جيرو برصيد 4 أهداف لكل منهما.