إيميليانو مارتينيز.. حامي عرين الأرجنتين الذي حافظ على أمل ميسي في التتويج بكأس العالم
عندما سجل المهاجم لاوتارو مارتينيز الركلة الترجيحية الخامسة للأرجنتين في شباك هولندا، ضمن مباراة الدور ربع النهائي الأشد إثارة حتى الآن، وفجر الفرحة في أوساط مشجعي "التانغو" الذين غصت بهم مدرجات ملعب لوسيل، هرع كل لاعبي المنتخب الأرجنتين لملاحقته والاحتفال معه بالتأهل لنصف النهائي واستمرار ملاحقة التتويج باللقب الغائب عن خزائنهم منذ مونديال 1986.
لكن لاعبا واحدا -هو القائد ليونيل ميسي- خالف الجميع، واتجه نحو مارتينيز آخر في منتخب الأرجنتين، هو الحارس إيميليانو مارتينيز، ليعانقه ويرتمي معه على عشب الملعب، كما لو أنه يشكره على خروجه بطلا لحصة ركلات الترجيح الحاسمة، التي أهدت بطاقة التأهل للمنتخب الوحيد الذي بقي يحمل آمال أميركا الجنوبية في مونديال قطر بعد انسحاب صاحب الألقاب الخمسة، منتخب البرازيل.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالأرجنتين تهزم هولندا بركلات الترجيح وتتأهل لمواجهة كرواتيا في نصف نهائي كأس العالم 2022
16 بطاقة صفراء وقرارات مثيرة للجدل.. هل أفسد الحكم قمة الأرجنتين وهولندا بربع نهائي مونديال قطر؟
انتقاد للحكم ومدرب هولندا وملاسنة على المباشر.. ميسي يثور ضد الجميع بعد تأهل الأرجنتين لنصف نهائي كأس العالم
سأفعل هذا وأكثر
كانت المباراة التي جمعت الأرجنتين وهولندا لحساب ربع نهائي مونديال قطر، الأشد إثارة في النهائيات، فبعد أن تقدم مولينا وميسي بهدفين للألبيسليستي، نجح رجال لويس فان خال في تعديل الكفة وتهديد حلم ميسي بهدف أول ثم ثان في آخر أنفاس المباراة، ليمر المنتخبان إلى الوقت الإضافي ثم ركلات الترجيح.
وأنقذ حارس الأرجنتين إيميليانو مارتينيز منتخب بلاده من الخروج أمام هولندا في مباراة دراماتيكية، من خلال تصديه لركلتين ترجيحيتين، واضعا فريقه في نصف النهائي لمونديال قطر 2022، ومعوّضا بروزه المتأخر على الساحة الدولية.
وتصدى حارس مرمى أستون فيلا الإنجليزي، للركلتين الأوليين لمنتخب الطواحين، كانت الأولى للقائد فيرجيل فان دايك والثانية لستيفن برخهوس، واضعا زملاءه أمام فرصتين، نجح في أعقابهما لوتارو مهاجم إنتر في حسم ورقة التأهل.
وحذا مارتينيز حذو حارس مرمى المغرب ياسين بونو الذي أنقذ ركلتي ترجيح في مواجهة إسبانيا، والكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش الذي تصدى لـ3 ركلات ضد اليابان في ثمن النهائي وواحدة ضد البرازيل في ربع النهائي.
بداية صعبة
كانت بداية حارس مرمى الأرجنتين وزملاؤه في مونديال قطر، بطعم مرير عندما خسروا المباراة الافتتاحية للمجموعة الثالثة أمام السعودية بهدفين لهدف، في أكبر مفاجآت الدور الأول كأس العالم، وكان مارتينيز قبل هدفين في زمن 5 دقائق بواسطة صالح الشهري وسالم الدوسري.
واستطاع منتخب الأرجنتين أن يتدارك بدايته المحبطة بفوزين على المكسيك وبولندا ليتصدر مجموعته، قبل الفوز في ثمن النهائي بشيء من الصعوبة على أستراليا 2-1.
وفي ربع النهائي، وأمام هولندا القوية، وفي حين بدت الأرجنتين على وشك مواجهة المزيد من المعاناة في كأس العالم، وأمل قائدها ميسي على وشك أن يذهب أدراج الرياح، استغل مارتينيز (24 مباراة دولية) الفرصة ليكون بطل المباراة بعد أن تدارك مسؤوليته في هدف فاوت فيخورست (2ـ2) في الدقيقة 11 من الوقت بدل الضائع، ونحج في قيادة بلاده لمواجهة كرواتيا في نصف النهائي في فرصة للثأر بعد أن خسر زملاء ميسي أمام الكرواتيين في دور المجموعات بمونديال روسيا (3ـ0).
وقال مارتينيز عقب التأهل المثير "أشعر بالتأثر، ما أفعله كان من أجل 45 مليون أرجنتيني يمرون بأزمة اقتصادية سيئة. منح الفرح للناس هو أفضل شيء يحدث لي في الوقت الحالي".
لكن الحارس الأرجنتيني كان يعانق قائده وينظر إليه بفخر ولسان حاله يقول "من أجلك يا ميسي سأفعل هذا وأكثر".
وأوضح الحارس البالغ من العمر 30 عاما "كان الشباب متعبين، شعرت أنهم بحاجة إلى المساعدة لكنني لم أتمكن من فعل أي شيء، لحسن الحظ، تمكنت من القيام بذلك لاحقا من خلال ركلتي ترجيح".
دين ميسي لمارتينيز
وكان مارتينيز وزملاؤه يدركون تماما أن الفوز كان مرادفا لاستمرار حلم ميسي بالحصول أخيرا على كأس العالم، ففي سن الـ35، يعلم ميسي أنها ستكون كأس العالم الخامسة والأخيرة له، وتتويجه باللقب سيجعله يحتل مكانة أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق الى جانب مواطنه الراحل دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه.
لكن كان من الممكن أن ينتهي كل شيء لولا مارتينيز الذي لعب أيضا دورا رئيسا في فوز الأرجنتين ببطولة كوبا أميركا 2021 الذي أنهى فترة صيام للأرجنتين استمرت 28 عاما في البطولة القارية.
وفي تلك البطولة، أنقذ مارتينيز 3 محاولات في الفوز في نصف النهائي بركلات الترجيح على كولومبيا، قبل أن يتم اختياره أفضل حارس في البطولة، بعد أن حافظ على شباكه نظيفة في الفوز 1-0 على مضيفه البرازيل في المباراة النهائية.
والتحق إيميليانو مارتينيز في بداية مسيرته الكروية بنادي إندبندينتي الأرجنتيني، ثم انتقل لشبان أرسنال الإنجليزي، قبل صعوده في سنة 2012 إلى الفريق الأول، لكنه تلقى 5 أهداف في ظهوره الثاني مع أرسنال في كأس الرابطة في أكتوبر/تشرين الأول 2012، في مباراة عاد فيها فريقه بالنتيجة بعد أن تخلف صفر-4 أمام ريدينغ قبل أن يخرج فائزا 7-5.
قضى مارتينيز وقته في أرسنال في الغالب على سبيل الإعارة في الدرجات الدنيا الإنجليزية وبدا متجها نحو مسيرة هامشية، قبل أن يتعاقد معه أستون فيلا مقابل 20 مليون جنيه إسترليني (24.5 مليون دولار) في سبتمبر/أيلول 2020. ثم يصبح حارس أستون فيلا الأساسي، وبحلول نهاية ذلك الموسم ظهر كخيار أول للأرجنتين، حيث شارك لأول مرة بعد 10 سنوات من استدعائه لأول مرة.