استبعاد 50 حكما عن مونديال قطر.. الجزيرة نت تكشف سر اختيار غاساما وسيكازوي رغم الاتهامات التي تطاردهما

قررت لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" استبعاد 50 حكما من حكام كأس العالم 2022 في قطر، منهم الحكم الغامبي باكاري غاساما والزامبي جاني سيكازوي، وسنكشف أسباب استبعاد هؤلاء الحكام عن المونديال.
وتشمل قائمة المستبعدين من قبل لجنة حكام الفيفا برئاسة الإيطالي كولينا 16 حكما للساحة مع مساعديهم (30) و4 حكام لتقنية الفيديو "فار".
ومعظم الحكام الذين عادوا إلى بلادهم بداية من الخميس الماضي لم يديروا سوى مباراة واحدة، مما يعكس عدم رضا كولينا عن مستواهم فيها أو عدم اقتناعه بهم منذ البداية أصلا واختيارهم تطبيقا لقاعدة تمثيل القارات فقط، وهو ما حدث مع قارة أفريقيا تحديدا.
ولكن من بين الذين رحلوا أيضا الحكم الإيراني علي رضا فغاني الذي أدار مباراتين لكنه أخطأ باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة رغم مراجعته شاشة تقنية الفار.
وعادة في البطولات الكبيرة مثل كأس العالم يتم الاستغناء عن نصف الحكام تقريبا مع نهاية الدور الأول أو ثمن النهائي كما حدث في مونديال قطر الذي شهد أكبر حضور تحكيمي في تاريخ بطولات كأس العالم باختيار 129 حكما منهم سيدات لأول مرة أيضا.
ويكون الإبقاء على الحكام حتى نهاية المونديال مكافأة من لجنة الحكام للمجيدين منهم، وإن كان الإبقاء على البعض يرجع لعوامل أخرى غير الكفاءة، وهو ما يدلل عليه المستوى الهزيل للحكم الإسباني أنطونيو لاهوز الذي كاد يفسد بقراراته التحكيمية مباراة الأرجنتين وهولندا في ثمن النهائي ووتر المباراة؛ مما تسبب في مشادات بين اللاعبين الذين نالوا 12 إنذارا منهم 8 للاعبي الأرجنتين فقط.
حكام أفريقيا
وكعادة قارة أفريقيا تم اسبعاد معظم حكامها بعد ثمن النهائي، حيث تم الإبقاء على الجزائري مصطفى غربال والجنوب أفريقي فيكتور غوميز مع طاقميهما، مع استمرار المغربي رضا جيد ضمن حكام تقنية الفيديو، في حين رحل 3 أطقم تحكيمية بقيادة غاساما وسيكازوي وأدار كل منهما مباراة واحدة والسنغالي ماغات نداي والرواندية سليمة اللذين لم يديرا أي مباراة في الملعب وشاركا كحكم رابع فقط.
وعلمت الجزيرة نت من مصادر مطلعة أن كولينا غير مقتنع بالحكام الأفارقة المختارين وخاصة غاساما وسيكازوي اللذين تطاردهما اتهامات بالتلاعب في نتائج المباريات وآخرها اتهام غاساما -حسب تقارير جزائرية- بالتسبب في فوز الكاميرون على الجزائر بملعبها وتأهلها لمونديال قطر، وهذا ليس التشكيك الأول في الحكم الغامبي؛ بل إن الاتهامات تطارده منذ عدة سنوات ولم يعاقب مطلقا من الفيفا أو الاتحاد الأفريقي "كاف" لعدم ثبوت أي من الاتهامات عليه.
وكان غاساما (43 عاما) من أكثر الحكام في أفريقيا إثارة للجدل؛ وطاردته الاتهامات أيضا بعد إدارته لنهائي دوري أبطال أفريقيا نسخة 2019 بين الترجّي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، والذي توقف في الشوط الثاني إثر انسحاب الفريق المغربي من أرضية الميدان، احتجاجا على إلغاء هدف لمهاجمه وليد الكرتي بداعي التسلل.
وكان لاعبو الوداد طالبوا غاساما بالعودة إلى تقينة الفيديو قبل انسحابهم من الملعب وإعلان الحكم -آنذاك- نهاية المباراة بفوز الترجّي 1-0.
كما لا تقل "كوارث" سيكازوي التحكيمية عن غاساما، لكن الأول تعرض لعقوبة الإيقاف المؤقت بعد اتهامه بالفساد والرشوة في نوفمبر/تشرين الثاني عقب أخطائه الكارثية الواضحة التي تسببت في تأهل الترجي التونسي لنهائي دوري أبطال أفريقيا 2019 على حساب فريق "أول أغسطس" الأنغولي في نصف نهائي البطولة.
وكانت آخر حوادث سيكازوي "كارثته التحكيمية" في مباراة تونس ومالي في 12 يناير/كانون الثاني بكأس أمم أفريقيا، إذ قرر بشكل مفاجئ إنهاء المباراة في الدقيقة 85، قبل أن يقرر استكمال اللقاء بعد اعتراض الطاقم الفني لمنتخب تونس.
وكرر سيكازوي الأمر ذاته مجددا، بعدما أنهى المباراة قبل نهاية الوقت الأصلي بـ10 ثوان، معلنا فوز مالي 1-0، من دون أن يعلن الوقت المحتسب بدل الضائع، رغم توقف اللقاء عدة دقائق لمراجعة تقنية الفيديو وإجراء المنتخبين العديد من التبديلات واستفادتهما من وقت مستقطع لشرب الماء بسبب درجة الحرارة المرتفعة.
كل ذلك لم يكن كافيا لإيقاف غاساما وسيكازوي أو استبعادهما من ترشيحات حكام مونديال قطر، بل على العكس تماما تم اختيارهما، فسجل غاساما رقما قياسيا لإدارته مباريات في 3 نسخ لكأس العالم.
لماذا اختير سيكازوي وغاساما لمونديال قطر؟
وصرح مصدر في "الكاف" للجزيرة نت -رفض ذكر اسمه- أن إيدي مايي مدير التحكيم السابق في الكاف (متهم هو الآخر في قضايا مشابهة عندما كان حكما دوليا) وكان من أبرز المساندين للاثنين ورفض مقترحات لاستبدالهما من قائمة المرشحين للمونديال، وأنه ربما يكون ذلك أحد أسباب عدم تجديد الكاف عقد مايي وتعيين دوي من ساحل العاج مديرا للتحكيم منتصف العام الجاري.
وقال المصدر إن الفيفا ملزم بالاستعانة بالحكام من كافة القارات، كما أنه يزكي غالبا ترشيحات الكاف طالما لم يكن هناك احتجاج رسمي وتحقيق يثبت تورط الحكم في قضايا فساد، وهو ما يجعل لجنة حكام الفيفا تضعهم ضمن قائمة حكام المونديال، لكن لا تعتمد عليهم سوى في مباراة واحدة على الأكثر، وغالبا ما تكون غير قوية ويتم ترحيلهم مع أول فوج راحل من الحكام كما حدث هذه المرة.
ويستثنى من ذلك من تقتنع لجنة الحكام بكفاءته مثل غربال وغوميز، حيث يتم إسناد أكثر من مباراة لهما ويستمران حتى نهاية البطولة كما حدث بالضبط.