هل خيمت الأجواء السياسية على مواجهة إيران وأميركا؟.. اللاعبون يجيبون
"فزنا على إيران بهدف نظيف والمباراة انتهت"، بكلمات معدودات احتفل الرئيس الأميركي جو بايدن بتفوق منتخب بلاده على المنتخب الإيراني في مونديال قطر، في مؤشر لا يقبل الشك على أن هذه المباراة الكروية كانت سياسية بامتياز.
فالمواجهة تأتي بعد مرور 24 عاما على آخر لقاء جمع الفريقين في مونديال فرنسا 1998، والذي أطلق عليه حينها رئيس اتحاد كرة القدم الأميركي آنذاك آلان روتنبرغ لقب "أم المباريات"، لأنه جاء أيضا في ظل توتر كبير في العلاقات بين البلدين.
وكان حضور إيران وأميركا في المجموعة ذاتها أمرا من الصعب فصله عن السياسة والنظر فيه رياضيا فحسب، رغم شعار فيفا الذي يقول إن في كرة القدم لا مكان للسياسة.
وأغدق الكثير من الأوصاف على المواجهة التي حسمت التأهل إلى الدور الثاني لصالح منتخب "بلاد العم سام"، من بينها "داحس والغبراء الكروية"، وقيل إنها موقعة سياسية فوق المستطيل الأخضر.
President Biden announces #TeamUSA @USMNT victory over Iran: "The game's over! That's a big game man!"#WorldCup #FIFAWorldCup pic.twitter.com/4sT9PjTLPv
— CSPAN (@cspan) November 29, 2022
بعد المباراة وفي المنطقة المختلطة الخاصة بملعب "الثمامة" الذي احتضن المواجهة، يمرّ اللاعبون واحدا تلو الآخر، وكان لافتا أن اللاعبين الإيرانيين الذين كان بعضهم متأثرا جدا ومطأطئ الرأس، رفضوا جميعهم التصريح وخرجوا من الملعب إلى غرفة تغيير الملابس مباشرة.
وحده الإيراني سامان قدوس مهاجم برنيتفورد توقف لدقائق وتكلم مع إحدى الوسائل الإعلام الإيرانية، وقال إن اللاعبين "مدمرون نفسيا وحزينون جدا على نتيجة المباراة"، وأضاف أنهم "تأخروا في الدخول بأجواء المباراة، وسمحوا للمنتخب الأميركي بالاستحواذ على الكرة في الشوط الأول، واعتمدوا على الهجمات المرتدة".
وتابع أنه في "الشوط الثاني قدمنا أداء جيدا وسيطرنا عليه، وأهدرنا الكثير من الفرص التي لو سجلت إحداها لكنا تأهلنا إلى الدور الثاني من كأس العالم".
وردا على سؤال طرحته الجزيرة نت عما إذا كانت الأجواء السياسية خيّمت على المباراة وأثرت على أداء اللاعبين؟ قال قدوس إنه "لا علاقة لهم بالسياسة، وكانوا يلعبون كرة القدم، وأعتقد أن المباراة انتهت وخسرنا وخرجنا من البطولة، وهذا أمر مؤسف لأننا لم نستطع أن نفرح شعبنا".
ورغم محاولاتنا الحثيثة لطرح أسئلة على اللاعبين الإيرانيين، فإنهم رفضوا الإجابة عن أي سؤال حتى لوسائل الإعلام الإيرانية.
وعلى عكس المنتخب الإيراني، كان يتسابق لاعبو منتخب الولايات المتحدة للتصريح والحديث مع الصحفيين، ومن بين هؤلاء مات تيرنر حارس أرسنال الذي رد على سؤال حول الأجواء السياسية التي أحاطت بالمباراة وكيف أثرت على اللاعبين، وقال إنه "لدى انطلاقة صافرة بداية المباراة تحولت المباراة إلى منافسة كروية، وأكثر ما أحبه في الرياضة أنها قادرة على جمع الناس سويا وتقريبهم مهما اختلفت آراؤهم وتوجهاتهم السياسية وغيرها".
وتابع كانت "مباراة تنافسية على أعلى مستوى، وكنا نحترم بعضنا البعض، وكنا سعيدين بالمواجهة، ولم يحدث أي نقاش أو سجال أو تصادم بيننا، كنا نلعب الكرة فقط".
وخلص إلى أنه بعد أن "احتسب الحكم 9 دقائق وقتا إضافيا، ارتفع منسوب الحذر لدى جميع اللاعبين، وقاومنا حتى اللحظات الأخيرة لكي لا يتكرر ما حصل في مواجهة ويلز، عندما سجل الإيرانيون هدفين في 3 دقائق. وعندما أعلن الحكم نهاية المباراة كانت لحظة لا تنسى".
وفي السياق نفسه، يشير كيلين أكوستا لاعب فريق لوس أنجلوس الأميركي إلى أنه "لم يكن هناك أي ضغوط سياسية أو محركات سياسية دفعت اللاعبين قبل المباراة وبعدها".
ولفت إلى أنهم "دخلوا إلى المباراة وهدفهم هو الفوز وحصد النقاط الثلاث والتأهل إلى الدور الثاني. كانت مباراة صعبة، والمنتخب الإيراني فريق كبير، وهاجمَنا بضراوة وسعى بكل قوته، ولكننا تماسكنا واستطعنا الخروج بالنقاط الثلاث".
من جهته، رفض ويستن مكيني لاعب يوفنتوس الإجابة عن السؤال، مؤكدا أنه لا يريد الحديث في السياسة وأنه لاعب كرة قدم.
وتابع "حققنا هدفنا الأول بالتأهل إلى الدور الثاني. سنواجه هولندا في ثمن النهائي وستكون مباراة قوية، علينا الآن أن نرتاح ونتعافى ونتحضر بالطريقة المناسبة لمقابلة منتخب من بين الأقوى في أوروبا والعالم، على أمل أن نحقق نتيجة إيجابية ونواصل مسارنا في كأس العالم".
ملخص مباراة إيران وأميركا | منتخب أميركا يبلغ ثمن النهائي بعد تجاوز منتخب إيران
📦 اشترك الآن 👇
🔗 https://t.co/DjYUE8GiM1
📱 https://t.co/alkogGtHdW#كأس_العالم_قطر_2022 | #قطر_2022 #Qatar2022 #WorldCup2022 | #FIFAWorldCup pic.twitter.com/Gvf6uD63fn— beIN SPORTS (@beINSPORTS) November 29, 2022
ورغم طرحنا السؤال حول تأثير الأجواء السياسية على المباراة عدة مرات على أدامس تايلور قائد منتخب أميركا ولاعب ليدز يونايتد، غير أنه لم يرد على السؤال، وبدلا من ذلك أكد أنهم "لن يفكروا اليوم في مباراة هولندا، بل سيتمتعون باللحظة التاريخية والمنتظرة منذ سنوات".
وختم "منتخب هولندا من بين المرشحين للتتويج باللقب، ولديه لاعبون رائعون ومهاريون وقادرون على إنهاء المباراة في أي لحظة وتسجيل الأهداف".
وكان المنتخب الأميركي خطف بطاقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي من كأس العالم المقامة في قطر، بعد أن حسم القمة المثيرة أمام إيران لصالحه 1-صفر، ليرافق منتخب إنجلترا الفائز بثلاثية نظيفة على منتخب ويلز في آخر جولات المجموعة الثانية.
ويواجه منتخب أميركا صاحب المركز الثاني في المجموعة الثانية منتخب هولندا متصدر المجموعة الأولى، فيما يقابل منتخب إنجلترا متصدر المجموعة الثانية منتخب السنغال صاحب المركز الثاني في المجموعة الأولى.