فيها أموال نقدية وبطاقات بنكية.. الجزيرة نت ترافق مشجعين يبحثون عن محفظة فقدوها بمباراة البرازيل وصربيا
على مدخل مبنى "بريد قطر" في العاصمة الدوحة والذي يبعد أمتارا عن منطقة المشجعين الرئيسية لكأس العالم، تلتقي الجزيرة نت -صدفة- 3 مشجعين برازيليين يبحثون عن محفظة فقدوها في مباراة بلادهم ضد صربيا الخميس الماضي.
يقول غابرييل القادم من ساو باولو لمؤازرة منتخب "السامبا": قيل لنا إنه يمكن أن نجد المحفظة في قسم "مفقودات كأس العالم" ببريد قطر ولكن هذا أمر صعب لأن المحفظة تحوي على "200 دولار أميركي وبطاقتين بنكيتين".
ويتابع بلغة إنجليزية ضعيفة "الحادثة حصلت قبل أسبوع تقريبا، فاحتمال (العثور عليها) ضعيف جدا".
يومئ أليكس والد غابرييل -الذي لا يعلم أي كلمة إنجليزية- برأسه مؤكدا على ما قاله نجله ولكنه يأمل أن يجدها لأن ذلك "سيكون حلما بالنسبة له لأن هذه الأموال ادخرها حتى ينفقها في كأس العالم".
غير أن دانييل صديق أليكس يتدخل في الحوار ويؤكد أن صديقه نسي ساعة ثمينة عندما كان يدخل إلى الملعب وجاء إلى "بريد قطر" ووجدها مطالبا الرجلين بـ "التفاؤل".
نرافق غابرييل وأليكس ودانييل إلى القسم المعني بهذا الموضوع، فنجد أكثر من شخص يسأل عن حاجات شخصية فقدها، وللمفارقة أنهم كلهم وجدوها كما تركوها وسلمت لهم خلال أقل من دقيقة في عملية منظمة وسلسة.
نعود إلى الشباب البرازيليين، فيشرح غابرييل لموظف "بريد قطر" شكل المحفظة ولونها ومحتوياتها وأنه فقدها في مباراة البرازيل وصربيا، وخلال ثوان معدودات ظهرت المحفظة على شاشة الحاسوب فلم يصدقوا أنفسهم عندما جلبتها الموظفة من الداخل، والمفاجأة أن كل محتوياتها النقدية والبطاقات لا تزال كما هي.
ردود فعل الثلاثة كانت خرافية، إذ قفزوا من الفرح والسعادة، وقال غابرييل للجزيرة نت "لم نكن نتخيل أن نجدها وإن وجدنا فلن تكون محتوياتها كاملة".
نذهب معهم إلى منطقة المشجعين ليحدثونا عن مدى شعورهم بالراحة والاستمتاع والأمن والأمان الذي يلمسانه من لحظة أن وطأت أقدامهم أرض قطر قبل 10 أيام.
ويقارن غابرييل بين تنظيم بلاده لمونديال 2014 وقطر 2022، ويقر "بصراحة في بلادنا الأمن ليس جيدا والسرقات كانت كثيرة عام 2014 وإذا أضعت شيئا وخاصة أموال أو بطاقات بنكية أو أي سلع ثمينة من المستحيل أن تجدها، وهذا هو الفارق الكبير، فالأمانة في قطر واضحة والجميع يحاول تأمين راحة الجماهير والسهر على أنهم لا يتعرضون لأي مواقف سلبية".
وأكد غابرييل وأليكس ودانييل مشجعو فريق ساو باولو أحد أشهر النوادي البرازيلية وأكثرها شعبية أن منتخب بلادهم "سيمضي قدما في المسابقة وأنه المرشح الأول للفوز باللقب، بسبب عدد اللاعبين النجوم الذي يضمهم".
ولكن أليكس يستدرك ويوجه الحديث لنجله الشاب "عام 2014 وبعد إصابة نيمار خرجنا بفضيحة أمام ألمانيا وخسرنا بنتيجة كبيرة 1-7 ولهذا علينا ألا نبالغ في التفاؤل وأن نتعامل مع كل مباراة وكل دور ونرى لاحقا كيف تسير الأمور".
منتخب البرازيل -الذي ضمن تأهله لثمن النهائي بفوزين على صربيا وسويسرا وتصدره لمجموعته السابعة- يلتقي الجمعة الكاميرون في آخر مبارياته بالدور الأول من كأس العالم في قطر.