حلول لتجاوز عجز السياسيين.. كيف يتابع اللبنانيون كأس العالم 2022؟

ينتظر جان باسيل بفارغ الصبر كأس العالم لكرة القدم كل 4 سنوات، لكن إخفاق الحكومة اللبنانية -في السنة الحالية- في تأمين بث المباريات عبر التلفزيون الرسمي، حرمه من متابعة مباريات رياضته المفضلة.

في متجره الصغير لبيع الأجهزة الخلوية شمال بيروت، يقول باسيل (58 عامًا) بغضب "ليس هناك كرة قدم هذه السنة"، مضيفًا "حرموني من الأمر الوحيد الذي أستمتع به وسط كل الأخبار السيئة من حولنا".

ومنذ 2019 يشهد لبنان انهيارًا اقتصاديًا مزمنًا، صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 95% من قيمتها أمام الدولار، وبات أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.

وفاقم الشلل السياسي الوضع سوءًا، ويشهد لبنان منذ شهر فراغًا في سدة رئاسة الجمهورية، وتدير البلاد حكومة تصريف أعمال لا يمكنها أن تجتمع سوى في الحالات الطارئة، كما ليس بإمكانها أن تقرّ أي قرارات إصلاحية يضعها المجتمع الدولي شرطًا لدعم لبنان.

وأعاد وزير الإعلام زياد مكاري -الأسبوع الماضي- عدم بث كرة القدم على تلفزيون لبنان الرسمي، إلى عدم انعقاد جلسات الحكومة للبتّ في الأمر، وتوقيع عقد بكلفة 5 ملايين دولار مع شبكة "بي إن سبورتس"، التي تمتلك الحق الحصري لبث كأس العالم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وليس بمقدور كثير من اللبنانيين الاشتراك مباشرة مع "بي إن سبورتس"، أو حتى مع مزودي الاشتراك بالقنوات الفضائية، فلجأ أغلبهم إلى المقاهي والمطاعم لمتابعة بعض المباريات، في حين يشاهدها آخرون على مواقع قرصنة إلكترونية عبر هواتفهم الجوالة، أو حواسيبهم.

People hold Iranian flags as they gather to watch FIFA World Cup Qatar 2022 match between Iran and United States in Beirut's southern suburbs
مقاهي لبنان ملاذ الباحثين عن مباريات كأس العالم (رويترز)

"لا مباريات ولا حكومة"

في منطقة الدكوانة شرق بيروت، وجد سامر إدريس (18 عامًا) في مقهى تزيّن بأعلام البرازيل وجهته المفضلة لمتابعة المباريات، لعدم قدرته على مشاهدتها من المنزل جراء بطء الإنترنت من جهة، والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي من جهة ثانية.

ويقول ملوحًا بعلم البرازيل، "لا نستطيع المشاهدة من المنزل، كون تلفزيون لبنان لا يبث المباريات، وعَدُونا (السلطات) بنقلها، لكنهم للأسف لم ينفذوا"، في وقت يحتاج اللبنانيون، -وفق قوله- "إلى الترفيه" بعد 3 سنوات من انهيار اقتصادي.

يدفع سامر 250 ألف ليرة لبنانية (ست دولارات) لمتابعة المباريات في مقهى يجد أنه أفضل من غيره، كون مؤسسات أخرى تطلب ضعف المبلغ، ما ليس بمقدوره تأمينه.

ويشير إلى أن أقاربه تقاسموا بينهم كلفة الاشتراك لدى أحد مزودي القنوات الفضائية، لمتابعة المباريات من المنزل.

وحول طاولة أخرى تجلس غرازييلا ضيا (26 عامًا) برفقة أصدقائها مرتدية قميص البرازيل أصفر اللون، وتقول "تلفزيون لبنان لا ينقل المباريات، ولا حكومة ولا أموال".

وعلى غرار سامر وغرازيلا، يتابع زين نصر الدين المباريات من مقهى في الحي الذي يقطنه جنوب بيروت، ويقول "ليس بإمكاني أن أدفع 125 دولارًا للاشتراك مع مزودي القنوات الفضائية، لذلك أتابع المباريات من المقهى مقابل 150 ألف ليرة (3,75 دولار)"، مضيفًا "هذا ما أستطيع تحمله".

في المقابل فضّل شربل غصوب وشقيقته متابعة المباريات بكل هدوء من المنزل، فتقاسما بينهما كلفة الاشتراك بقيمة 90 دولارًا لدى أحد مزودي القنوات الفضائية.

ويقول "انتظرنا حتى اللحظة الأخيرة على أمل أن يبث تلفزيون لبنان المباريات، وعندما فقدنا الأمل قررنا الاشتراك" لدى المزود. ويضيف "تقاعس الحكومة حرم اللبنانيين حتى من فرحة متابعة كأس العالم".

المصدر : الفرنسية

إعلان