هدية تذكارية من منتخب إيران لنظيره الأميركي وبايدن يحتفل: اللعبة انتهت

كومبو بايدن مباراة اميركا وإيران
بايدن محتفلا بالفوز (يسار) والمدير الإداري لمنتخب إيران يقدم هدية تذكارية لنظيره الأميركي (مواقع التواصل)

أثارت طريقة احتفال الرئيس الأميركي جو بايدن بفوز منتخب بلاده على نظيره الإيراني في مونديال قطر 2022 -بهدف نظيف- حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي.

يأتي هذا فيما قدّم المدير الإداري للمنتخب الإيراني هدية تذكارية لنظيره الأميركي، قبيل المباراة التي جمعتهما، والتي أخذت أبعادًا سياسية.

وجاءت المواجهة الكروية بين البلدين بعد مرور 24 عامًا على آخر لقاء جمع الفريقين في مونديال فرنسا 1998، والذي أطلق عليه حينها رئيس اتحاد كرة القدم الأميركي -آنذاك- آلان روتنبرغ لقب "أم المباريات"؛ لأنه جاء -أيضًا- في ظل توتر كبير في العلاقات بين البلدين.

وكان حضور إيران وأميركا في المجموعة ذاتها أمرًا من الصعب فصله عن السياسة والنظر فيه رياضيًا فحسب، رغم شعار فيفا الذي يقول إن "في كرة القدم، لا مكان للسياسة".

وأظهر مقطع مرئي نشرته منصة مدعومة من الحكومة الأميركية، الرئيس بايدن -على هامش وجوده في مؤتمر بولاية ميشيغان- وهو يتحرك بحماسة، متوجهًا صوب المنصة لإذاعة الخبر على الحاضرين، ثم صرخ عبر مكبر الصوت "الولايات المتحدة هدف، وإيران صفر.. اللعبة انتهت".

وأضاف بايدن -الذي كان في حالة من السعادة الكبيرة- "أميركا.. أميركا، كانت مباراة كبيرة، عندما تحدّثت إلى المدرب واللاعبين قلت لهم أيمكنكم القيام بذلك؟ قالوا نعم، لقد فعلوها، أحبهم الله".

وانتقد مدوّنون عرب وغربيون طريقة إعلان بايدن للفوز، حيث عدّها بعضهم "بروباغاندا"، مشيرين إلى أن الفيديو ظهر وكأنه إعلان نصر سياسي، وليس فوزًا في مباراة كرة قدم، فيما قال آخرون هي ليست حربًا ليتم التعامل مع الحدث بهذه الطريقة.

وقال السياسي العراقي قصي محبوبة -عبر حسابه على تويتر- "عندما يكون لديك رئيس ليس لديه أي إنجاز؛ يصبح الفوز في لعبة كرة عملا بطوليا".

وعلّق المدوّن رياض النعيمي، قائلًا "واضح جدًا الشحن النفسي وتراكمات الأحداث الأميركية الإيرانية، ما جعل بايدن يعلن النصر".

وقال أحد المغردين العرب "عندما تتداخل كرة القدم كرياضة في معترك السياسة، من يظن أن السياسة بعيدة عن أي مجال حياتي؛ فهو واهم".

وتهكّم أحد المغردين الأميركيين على قدرة بايدن على إذاعة الخبر دون أن يسقط في أخطاء، قائلًا "أنا دهِش حقًا من قدرة بايدن على نقل هذه الرسالة دون بطاقة ملاحظة، هل كان هناك شخص ساعده في التلقين؟".

هدية إيرانية

في المقابل أظهرت صور متداولة، على المنصات الإلكترونية، المشرف على المنتخب الإيراني ونظيره الأميركي، وهما يحملان سجادة إيرانية الصنع، قد حِيك عليها شعار المنتخبين، وبعد ذلك تصافح المشرفان بطريقة ودية.

ووصف مغردون الالتفاتة الإيرانية بأنها خطوة موفّقة تجسد الروح الرياضية التي يجب أن تتمتع بها الأطراف المتخاصمة سياسيًا في المواجهات الكروية، كما تأمّل إيرانيون أن تكون المبادرة فرصة لإحياء الحوار بين واشنطن وطهران.

وقال الإعلامي صالح غريب -عبر حسابه على تويتر- "مشرف المنتخب الإيراني يقدّم لنظيره الأميركي سجادة عجمية قبيل مباراتهم في الجولة الثالثة، والتي انتهت بفوز أميركا على إيران، لكن تبقى قطر تجمع الأخلاق وتنبذ الفتنة بين الشعوب، وتبقى المباراة فوز وخسارة في نهاية الأمر".

وعلّق أحد المغردين الإيرانيين، قائلًا "كل شيء ليس كما نراه، ربما يشاء الله ويصبح هذا اليوم السيئ لكرة القدم الإيرانية جيدًا لعلاقات البلاد".

وانتقد الناشط الحقوقي الإيراني العقيل جواد وسائل الإعلام الأميركية لعدم تناولها الخبر أو التفاعل معه، واصفًا ذلك بأنه لم "يخدم الرواية الغربية".

إلى ذلك قال الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية حسين عبد الحسين -عبر حسابه في تويتر- "من الناحية الفنية لا يمكن للمسؤول الأميركي إحضار هذه الهدية إلى الولايات المتحدة دون موافقة من وزارة الخزانة"، في إشارة منه إلى قرار واشنطن السابق بحظر استيراد وإدخال السجاد الإيراني، ضمن سلسلة العقوبات المفروضة على طهران.

وكانت واشنطن قد فرضت في عام 2018 سلسلة من العقوبات على طهران بسبب البرنامج النووي الإيراني، شملت بعضها حظر استيراد السجاد الإيراني إلى الولايات المتحدة، في حين قابلت طهران القرار بالاعتراض لدى المحكمة الدولية.

وحظيت المباراة بين المنتخبين الأميركي والإيراني باهتمام دولي واسع، حتى وصفها البعض بأنها مباراة سياسية، في ظل العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران منذ عقود.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان