فرابار أول حكمة تقود الرجال في تاريخ كأس العالم.. لماذا تأخرت الاستعانة بالسيدات حتى المباراة 44 في مونديال قطر؟
ستصبح الفرنسية ستيفاني فرابار أول حكمة تقود مباراة للرجال في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، وذلك بعد تعيينها لإدارة مباراة ألمانيا وكوستاريكا، الخميس في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الخامسة في مونديال قطر، وفق ما أعلن الاتحاد الدولي "فيفا".
وأدرجت فرابار والرواندية سليمة موكانسانغا، واليابانية يوشيمي ياماشيتا، ضمن قائمة 36 حكما اختارهم فيفا لمونديال قطر، في حين تشارك 3 سيدات أخريات حكمات مساعدات.
واختيرت حكمات الساحة الثلاث بالإضافة إلى الحكمات المساعدات، وهن: البرازيلية نويزا باك، والمكسيكية كارين دياس ميدينا، والأميركية كاثرين نيسبيت، في سابقة تاريخية كان هدفها الزج بهن في مسابقات الرجال وخطف الأضواء أكثر من الاستفادة من كفاءتهن في إدارة مباريات المونديال، بدليل أن الاستعانة بهن داخل الميدان تأخرت حتى المباراة رقم 44 في المونديال.
واقتصر دور الحكمات اللاتي استعانت بهم لجنة حكام الفيفا خلال الـ43 مباراة السابقة على الوجود بكثرة كحكم رابع أو حكم احتياطي للمساعدين، وهي مهمة يستطيع أي حكم مبتدئ أن يقوم بها على أكمل وجه، لأنها لم تتجاوز الحدود إلى داخل المستطيل الأخضر إلا لالتقاط الصور التذكارية في بداية المباراة.
علما بأن بطولات السيدات بالفيفا لا يتم الاستعانة فيها بأي حكم من الرجال، رغم أنهم الأكفأ بالطبع، لكن ذلك سببه أنه لن يكون لتواجد الرجال في ملاعب السيدات أي استعراض، بل بالعكس، سيخطفون الأضواء من الحكمات ويفرضون أنفسهم لإدارة أصعب المباريات، وهو أمر لا يحبه قسم التحكيم النسائي بالفيفا.
تحقق أمنية مديرة التحكيم النسائي بالفيفا
وكانت الجزيرة نت قد أجرت حوارا مع الأميركية كاري سيتز مديرة التحكيم النسائي في الفيفا خلال أحد معسكرات الحكمات السيدات بالدوحة، وقالت إنها "تحلم بأن تدير الحكمات السيدات مباريات الرجال في البطولات الكبرى وكأس العالم".
وبالفعل تحقق جزء من حلمها بتعيين الفرنسية فرابار (38 عاما) مع طاقم نسائي لإدارة نهائي كأس السوبر الأوروبي عام 2019 بين ليفربول وتشلسي الإنجليزيين، قبل أن تقود مباريات في دوري أبطال أوروبا عام 2020، ثم نهائي كأس فرنسا الموسم الماضي.
وبدا اختيارها لكأس العالم في قطر بمثابة الخطوة المنطقية التالية، بعد الصعود السريع لها في مجال التحكيم على أعلى مستوى في أوروبا. فقد كانت أول امرأة تدير مباراة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي عام 2019، وفي العام نفسه تولت إدارة نهائي كأس العالم للسيدات في بلدها الأم.
وعينت فرابار حكما رابعا خلال مونديال قطر في مباراتي المكسيك وبولندا، والبرتغال وغانا ضمن منافسات دور المجموعات.
وقالت موكانسانغا قبيل انطلاق مونديال قطر "إنه لمن دواعي سروري وشرف حقيقي لنا نحن النساء أن نعمل مع الرجال من أجل نجاح المونديال".
من ناحيته، قال رئيس لجنة الحكام في فيفا الإيطالي بييرلويغي كولينا "نؤكّد بوضوح أن الجودة هي التي تهمنا وليس الجنس".
ولكن يرد على تصريح كولينا أنه طالما كانت الجودة الأهم فلماذا لم يتم الاستعانة بهن خلال الـ43 مباراة الأولى في مونديال قطر، رغم تكرار تعيين العديد من الحكام، ومنهم مواطنه الذي أدار المباراة الافتتاحية؟ وهل ستتم الاستعانة بهن في الأدوار الإقصائية؟ وهل هن أفضل من الحكام الرجال الذين يديرون المباريات القوية في بطولات أوروبا ولم يتم اختيارهم أصلا ضمن حكام المونديال؟
وقد تشي الإجابات عن هذه الأسئلة بأن الأمر لا يتعدى رغبة لجنة حكام الفيفا بمجرد الاستعراض وإرضاء الجمعيات النسوية ومديرة التحكيم النسائي بالفيفا، إلا في حالة واحدة: أن تمسكن الراية والصافرة في الأدوار الإقصائية من الدور ثمن النهائي حتى المباراة النهائية.
- حكم دولي سابق