قلعة الزبارة الأثرية.. تجربة مختلفة لزائري قطر خلال كأس العالم 2022

الدوحة – تكتنز صحراء قطر الشاسعة فوق رمالها تاريخا وإرثا زاخرا، وتوجد في ضواحي العاصمة الدوحة العديد من القلاع الأثرية التي ترمز لتاريخ البلاد عبر حقب زمنية متباعدة، ومن أبرز وأشهر هذه القلاع قلعة الزبارة التي تقع على طريق الشمال، حيث وُضعت على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو بداية من عام 2013.

ورسمت قطر خطة واضحة المعالم من أجل جذب السياح بمناسبة نهائيات كأس العالم 2022، وستكون قلعة الزبارة من بين المقاصد ومزارات جماهير كأس العالم، وفي هذا الإطار وضعت هيئة متاحف قطر القلعة على خارطة الأماكن التي يمكن زيارتها ضمن رحلات سياحية موجهة.

وقال مدير إدارة الآثار بمتاحف قطر فيصل النعميي إنه تم وضع برنامج خاص وثري لضيوف قطر في كأس العالم بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية لاكتشاف معالم قلعة الزبارة، وذلك عبر توفير مسارات خاصة للجماهير للتعرف على خصائص القلعة والمدينة التاريخية بكل سهولة، مع المحافظة على خصوصية الموقع.

وأضاف النعيمي -في تصريح للجزيرة نت- أن كل المؤسسات اشتركت في وضع خطة لإظهار الجانب الثقافي لدولة قطر خلال نهائيات كأس العالم، وأنه تم التنسيق مع مكاتب السياحة لتنظيم رحلات إلى قلعة الزبارة، مؤكدا أن الموقع صار مؤهلا لاستقبال الزوار والجماهير، ومنحهم المعلومات الكافية عبر نافذة ثقافية لتعريفهم بجزء هام من تاريخ دولة قطر.

اهتمام بالقلاع التاريخية في قطر

ورغم الأبراج الشاهقة التي تزين قلب العاصمة الدوحة ومظاهر التطور العمراني الحديث، فإن القلاع الأثرية تحظى باهتمام  كبير من أجل استثمار البعد التاريخي والحضاري للتسويق السياحي وجذب الزوار، ومن بينها مدينة الزبارة التي اشتهرت بصيد وتجارة اللؤلؤ في القرنين الـ18 والـ19.

وقال النعيمي إن محيط الزبارة يحتوي على العديد من القلاع الأخرى، التي كانت تمثل حصونا دفاعية لحماية المدينة من الغزاة والقراصنة، وأوضح أنه تم وضع المدينة على قائمة التراث العالمي لأنها استوفت 3 معايير، وهي اشتهارها بصيد اللؤلؤ، وتكريس علاقة أهل الساحل بالبادية، وترسيخ حكم المنطقة الإقليمية.

وتنتشر القلاع القديمة وبقاياها في غالب أنحاء المناطق الشمالية لقطر، والتي كانت تستخدم أبراجها في مراقبة مداخل المدن، إضافة إلى حماية السواحل من اللصوص.

وبهدف تنشيط المنطقة المحيطة بقلعة الزبارة، وضعت هيئة متاحف قطر معرضا للسيارات القديمة أمام القلعة بهدف جذب الزوار، وستكون الجماهير التي ستتمكن من زيارة المنطقة أمام فرصة مشاهدة عملية ترميم المدينة، بحسب ما أوضح النعيمي.

وقالت هيئة متاحف قطر إنها تعمل حاليا على حماية القلعة من الظروف الصحراوية والساحلية لكي تستقبل أجيالا قادمة من الزوار، وتسعى لبناء منصة على البرج الشمال الغربي، لتوفير إطلالة رائعة للزوار على الموقع الأثري، وتجهيزها بشاشات تعرض محتوى رقميا تفاعليا.

وتم في الفترة الأخيرة فتح العديد من المعارض الفنية، ورسم جداريات ترمز للثقافة القطرية، تزامنا مع اقتراب انطلاق نهائيات كأس العالم يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

كيف يمكن الوصول إلى قلعة الزبارة؟

وستفتح القلعة أبوابها أمام الزوار من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الساعة 5 مساء من يوم السبت إلى يوم الخميس، ويوم الجمعة من الساعة 12.30 إلى غاية الساعة 5 مساء، وسيحتاج الزوار إلى قطع تذكرة للدخول إلى الموقع الأثري ويمكن الوصول إلى القلعة إما عن طريق رحلات سياحية منظمة من طرف مكاتب سياحية، أو عن طريق السيارات الشخصية وسيارات الأجرة.

ويعد ملعب البيت المونديالي الذي سيشهد ضربة بداية كأس العالم أقرب ملاعب كأس العالم لمنطقة الزبارة، لكونه يقع في منطقة الخور الساحلية.