فاطمة النعيمي للجزيرة نت: تنظيم قطر مونديال الأندية تحد جديد في ظل جائحة كورونا

فاطمة النعيمي تعتبر مونديال الأندية فرصة لاكتساب خبرات جديدة
النعيمي تعتبر مونديال الأندية فرصة لاكتساب خبرات جديدة (الجزيرة)

أكدت فاطمة النعيمي، مديرة الاتصال باللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم للأندية لكرة القدم المقامة حاليا في الدوحة، أن استضافة قطر البطولة في ظل أزمة جائحة كورونا الراهنة، "منحتنا تحديا جديدا لمواصلة النجاح وتنظيم نسخة استثنائية من البطولة، على طريق الإعداد لاستضافة مونديال 2022 الذي سيقام للمرة الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط".

وقالت النعيمي للجزيرة نت إن قطر هي الدولة الوحيدة التي استضافت في الآونة الأخيرة أحداثا رياضية قارية وعالمية، وسط مشاركات كبيرة في ظل الأزمة الراهنة، وذلك بعد تطبيق إجراءات وتدابير صحية بالتنسيق مع وزارة الصحة.

وأضافت أن تنظيم مونديال الأندية في ظل تداعيات كورونا فرصة مثالية لاكتساب مزيد من الخبرات، وأن المنظمين سيعملون على استغلال هذه الظاهرة الجديدة على المجتمع العالمي في تجريب قدراتهم على التعامل مع مثل هذه المواقف والأمور الطارئة مستقبلا.

وحققت قطر نجاحا كبيرا بدورها المحوري في استضافة سلسلة من الاستحقاقات المحلية والإقليمية والدولية خلال عام 2020، لتنال بذلك موقع الريادة على خارطة الرياضة العالمية عبر إرساء معايير جديدة في الحفاظ على صحة وسلامة المشاركين كافة.

وجاء ذلك في الوقت الذي تستعد فيه دولة قطر -بعد أقل من عامين- لاستضافة كأس العالم 2022، حيث تستهدف اختبار جاهزية مختلف ملاعب البطولة ومرافقها عبر استضافة عدد من الأحداث الرياضية الكبرى، وتعزيز تقديم تجربة مميزة للمشجعين وزوار قطر خلال المونديال.

فبعد النجاح في استضافة منافسات بطولة دوري أبطال آسيا لمنطقتي شرق القارة وغربها، وتحديدا نهائي البطولة الذي شهد حضور 10 آلاف مشجع، والتنظيم المتميز لكأس الأمير بحضور 50% من الطاقة الجماهيرية للملعب، فإن لغة الأرقام تتحدث عن إنجاز مبهر؛ حيث شارك في منافسات دوري أبطال آسيا وحدها ما يقرب من 900 فرد من اللاعبين والطواقم الفنية من 30 فريقا خاضوا 76 مباراة على عدد من ملاعب مونديال قطر 2022، شكلوا خلالها أكبر حيِّز آمن من نوعه منذ ظهور الوباء، فيما يعرف باسم "الفقاعة الطبية".

وأوضحت النعيمي أن "كل بطولة أو فعالية تستضيفها الدوحة خلال الفترة المقبلة تقدم لنا الفرصة للاستفادة وتطوير خبراتنا في ظل الاقتراب أكثر من تنظيم مونديال 2022 بعد نحو أقل من عامين من الآن، حيث سنواصل العمل عن قرب مع شركائنا لتحقيق النجاح وتقديم تجربة استثنائية للمشجعين واللاعبين والإداريين خلال البطولة".

وقالت مديرة الاتصال إن كأس العالم للأندية بالنسبة لدولة قطر بطولة تجريبية، الهدف منها الارتقاء بالاستعدادات والخطط التشغيلية المختلفة قبل استضافة كأس العالم عام 2022، وإن نسخة هذا العام ستشهد تجربة ملعبين جديدين من ملاعب المونديال، وهما أحمد بن علي والمدينة التعليمية.

واعتبرت النعيمي أن "التحديات التي واجهت الاستعدادات لبطولة كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022) منذ تفشي أزمة جائحة (كوفيد-19)، أدت إلى تباطؤ سير العمل في بداية ظهورها، إلا أنه بعد الأخذ بالاحترازات والتدابير الصحية عقب التنسيق مع وزارة الصحة العامة وفريق رعاية العمال في اللجنة العليا، تم التوصل إلى آلية حافظت بشكل كبير على سلامة العاملين، مع ضمان سير وتيرة العمل ضمن الجدول الزمني المخطط للانتهاء فيه من كافة المشاريع، وذلك بفضل خطط الطوارئ في مشاريع المونديال التي أثبتت جدواها".

وشددت النعيمي على ضرورة إدراك الدور الفاعل الذي يمكن أن تسهم به الرياضة في تخفيف الآثار النفسية الناجمة عن تفشي الوباء، وضمان الاستفادة من هذا الدور في تحسين الصحة العامة وسلامة المجتمع، وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

ورأت أن الوضع الحالي يشير إلى أن "تجمع الناس خلال بطولة قطر 2022 سيكون واحدا من أكبر التجمعات العالمية في عصر ما بعد أزمة كورونا المستجد، وسيصاحب ذلك تحديات بلا شك، ولكنه سيتيح لنا في الوقت نفسه فرصة مهمة لتوحيد العالم من خلال حماسنا المشترك لكرة القدم".

وتابعت أن بطولة قطر 2022 تمتاز بأنها النسخة الأولى من المونديال في الشرق الأوسط والعالم العربي، والثانية في قارة آسيا، معتبرة أن أهمية البطولة تزداد في ظل الأزمة الراهنة، إذ ستمثل فرصة جديدة لإسعاد الملايين من الناس بلحظات تظل خالدة في ذكرياتهم.

وشددت على أن "تأثير الرياضة لا مثيل له في توحيد الناس من أنحاء العالم، وهذا الأمر هو من الأسباب التي سعينا من أجلها لتنظيم كأس العالم في قطر، حيث ستمكننا البطولة من إبراز عشق قطر والعرب لكرة القدم أمام العالم، وأن نمنح الناس فرصة لاستكشاف ثقافة جديدة، كما نأمل أن تسهم البطولة في تصحيح التصورات الخاطئة عن منطقتنا".

المصدر : الجزيرة