مدرب توتنهام آخر ضحايا ثقافة الإقالات في البريميرليغ

Tottenham Hotspur v Manchester United - Premier League
أصبح نونو ثاني مدرب برتغالي يقيله توتنهام هذا العام بعد الإطاحة بجوزيه مورينيو (غيتي)

بدا أن زيارة مانشستر يونايتد إلى توتنهام السبت الماضي تمثل الفرصة الأخيرة لمدرب يونايتد أولي غونار سولشاير لكن انقلبت الطاولة على منافسه نونو إسبريتو سانتو الذي أقيل أمس الاثنين.

وكان أنطونيو كونتي المدرب السابق ليوفنتوس وتشلسي وإنتر، مرشحا لخلافة سولشاير في "المانيو" وفقا لوسائل إعلام بريطانية، لكنه يبدو في طريقه الآن لقيادة "السبيرز".

وغير سولشاير -الذي واجه اتهامات قبل أيام بالعجز عن تجهيز الفريق وتحفيزه وافتقاد المهارات الخططية المطلوبة- تشكيلة وأسلوب اليونايتد تماما خلال فوز مقنع 3-صفر في شمال لندن.

وأصبح نونو ثاني مدرب برتغالي يقيله توتنهام هذا العام بعد الإطاحة بجوزيه مورينيو، الفائز بالدوري الإنجليزي 3 مرات، في أبريل/نيسان.

وولت الأيام التي كانت تتعجب فيها الكرة الإنجليزية من تقارير عن إقالات المدربين في الدوري الإيطالي أو الإسباني بعد القليل من النتائج السيئة، فعندما يتعلق الأمر بالقرارات المتهورة والتوقعات الساذجة والمبالغة الإعلامية يأتي الدوري الإنجليزي الممتاز في الصدارة الآن.

وكان توتنهام بائسا أمام يونايتد، لكن قبل شهرين فقط حصل "نونو" على جائزة مدرب الشهر في أغسطس/آب عقب انطلاقة قوية للفريق شهدت 3 انتصارات متتالية.

وتعين على "نونو" التعامل مع تأثير محاولة رحيل هاري كين على استقرار الفريق في بداية الموسم، رغم أن المدرب لم يكن له أي دور في ذلك.

وأراد كين الانتقال لمانشستر سيتي لكن توتنهام رفض بيعه، وسجل المهاجم هدفا واحدا فقط وأظهر لمحات قليلة من قدراته في 9 مباريات بالدوري حتى الآن.

وظهر الفريق بلا روح أو توجيه في الأسابيع الماضية، لكن وضعه في الجدول يقترب من التوقعات الواقعية قبل بداية الموسم، إذ يحتل المركز الثامن بفارق 5 نقاط عن المربع الذهبي.

ورغم الصخب بعد الهزيمة المذلة 5-صفر على أرضه من ليفربول، يدخل مانشستر يونايتد القمة ضد سيتي يوم السبت وهو يدرك أن الفوز سيجعله يتساوى في النقاط مع فريق بيب غوارديولا حامل اللقب.

وتعيد أي هزيمة على الأرجح مطالبات إقالة سولشاير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أصبح الفوز لمدرب يعني تغيير الأوضاع أما الهزيمة تعني أن السفينة تغرق.

توقعات مرتفعة

ويبقى شون دايك، المدرب الأكثر استمرارية حاليا في الدوري، إذ احتفل هذا الأسبوع بعامه التاسع في قيادة بيرنلي المتعثر، مما يشير إلى أن التوقعات المرتفعة أفقدت الأندية الصبر.

ولا يتوقع بيرنلي أكثر من البقاء في الدوري الممتاز، لذا يحتفظ دايك بدعم الجماهير والملاك رغم غياب الانتصارات في فترات متكررة.

لكن بين الأندية صاحبة التطلعات الكبيرة من النادر جدا التحلي بالصبر والتخطيط طويل المدى.

ويحظى الإسباني ميكل أرتيتا بالإشادة حاليا لقيادة أرسنال للمركز السادس متساويا مع يونايتد برصيد 17 نقطة، لكنه اضطر للتعامل مع مطالبات متكررة بإقالته خلال العام الماضي وسط محاولات الفريق للعودة للمربع الذهبي.

وأقيل ستيف بروس، الذي قاد نيوكاسل يونايتد لاحتلال المركزين 12 و13 في الموسمين الماضيين، الشهر الماضي بعد انتقادات لاذعة من المشجعين الذين يحلمون الآن بالوصول لدوري أبطال أوروبا مع الملاك السعوديين الجدد.

وأقر غوارديولا -الذي دافع كثيرا عن مساعده السابق أرتيتا- الأسبوع الماضي "هذا يحدث منذ قرون ولن يتغير، يريد المجتمع شخصا مسؤولا عن النتائج الجيدة وبالتحديد عن الأشياء السيئة".

لكن الكرة الإنجليزية لم تكن دائما في نفس الوضع الحالي.

وصمد أليكس فيرغسون أمام مطالبات برحيله بعد 8 مباريات دون فوز عام 1990 قبل أن يقود الفريق للحصول على لقب الدوري 13 مرة.

وكان كيث بوركينشو شاهدا على هبوط توتنهام لدرجة أدنى في 1977، لكنه احتفظ بوظيفته ليصعد للأضواء مجددا، ثم توج بكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين وبكأس الاتحاد الأوروبي، وأصبح ثاني أنجح مدرب في تاريخ النادي.

ومن الغريب التفكير الآن في عودة الكرة الإنجليزية لهذه المستويات من الصبر، لكن ربما يعطي نجاح مفاجئ لسولشاير أو أرتيتا دوافع للملاك للصمود عندما تبدأ صيحات الاستهجان.

المصدر : وكالات