أولمبيك مرسيليا يطلق أكاديمية بتونس.. غايات ربحية أم فرصة لاكتشاف المواهب؟

"أطمح إلى أن أكون لاعبا كبيرا وأحمل قميص أولمبيك مرسيليا، وأحلم باللعب في ملعب "الفيلودروم" بمدينة مرسيليا". بهذه العبارات العفوية تحدث الطفل وسيم بن صالحة ذو التسع سنوات عن استعداده لقطع أولى خطواته في عالم الساحرة المستديرة على طريق شاقة وطويلة لتحقيق حلم يراود الكثير من الأطفال المولعين بكرة القدم في تونس.

وقبل العودة إلى مقاعد الدراسة في 15 سبتمبر/أيلول المقبل لاستكمال تعليمه في السنة الرابعة ابتدائي، سيكون يوم السابع من الشهر ذاته حدثا خاصا لوسيم ونحو ثلاثمئة طفل آخرين سينطلقون في التدريب وممارسة كرة القدم ضمن أكاديمية أولمبيك مرسيليا بتونس، التي تم إعلان افتتاحها الأسبوع الماضي.

ويتطلع وسيم إلى صقل موهبته الكروية، وأن يصبح بعد سنوات من التكوين لاعبا مشهورا، ويقول للجزيرة نت "أتمنى أن يساعدني اللعب في مدرسة مارسيليا على المضي قدما في مسيرة كروية مبنية على أسس صحيحة وعلمية".

ومثل وسيم، تقدم للتسجيل بأكاديمية مرسيليا في تونس عشرات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاما لتعلم أبجديات كرة القدم، تحت إشراف مدربين من تونس وفرنسا، في أول أكاديمية يطلقها النادي الفرنسي في العالم.

وقال المدير العام لأولمبيك مرسيليا لوران كوليت إن التدريب في الأكاديمية الجديدة سيكون "وفق أسس علمية، وعلى أيدي فنيين متخصصين في تكوين الشباب وصقل مواهب الأطفال المولعين بممارسة كرة القدم".

وتم تجهيز أربعة ملاعب بتجهيزات متطورة لاستقبال التدريبات والمباريات التطبيقية، وذلك بمنطقة "برج طويل" (شمال العاصمة تونس)، حسب ما أكده للجزيرة نت مدير الأكاديمية أشرف بن صالحة.

وقال أشرف بن صالحة إنه وبمناسبة انطلاق الأكاديمية سيكون عشاق كرة القدم في تونس على موعد مع مباراة استعراضية تجمع النجوم السابقين للنادي الفرنسي، أمثال ديديي ديشان وجبريل سيسي وديديي دروغبا، مع فريق متكون من نجوم منتخب تونس السابقين.

ونفى المتحدث أن يكون الهدف الوحيد للمشروع هو جني الأرباح، وقال إن "الأمر يتعلق بمدرسة ستوظف الخبرات التدريبية لأبرز الفنيين في تكوين الفئات السنية في فرنسا وتونس، وصقل مواهب البراعم يأتي في مقدمة أهداف المشروع، نحن نستقطب الأطفال المولعين بالكرة، ونمنحهم فرصة تلقي تكوينهم على أسس ثابتة بعيدا عن أي أهداف تجارية".

وتبلغ رسوم التسجيل 785 دينارا (نحو 275 دولارا) عن كل ثلاثة أشهر مقابل أن توفر الأكاديمية للاعبيها فرصة التدرب لعدة مرات في الأسبوع، وخوض مباريات تطبيقية، كما سيتم انتقاء أبرز عناصر الأكاديمية ومنحها فرصة مواصلة تكوينها مع شباب النادي بفرنسا.

من جهته، قال المسؤول عن التنمية الدولية بأولمبيك مرسيليا أليخاندرو ريكوينا إن مدرسة النادي بتونس ستفتح أبوابها لجميع الأطفال دون استثناء، على أن يخضع هؤلاء إلى تقييم إمكاناتهم على أيدي الفنيين المتخصصين، الذين سيتولون تقسيم اللاعبين وتوزيعهم على مختلف أقسام المركز بحسب مهاراتهم الكروية ومراكزهم وفئاتهم العمرية.

وتنتشر في تونس مراكز وأكاديميات كرة القدم الخاصة بتكوين الشباب، والتي يشرف عليها الخواص أو الأندية الكبرى، كما سبق أن أطلق نادي يوفنتوس الإيطالي أكاديميته الخاصة عام 2013.