منتخب قطر.. مستقبل مشرق بعد تجربة صعبة بكوبا أميركا

Soccer Football - International Friendly - Brazil v Qatar - Mane Garrincha Stadium, Brasilia, Brazil - June 5, 2019 Qatar players line up during the national anthems before the match REUTERS/Adriano Machado
منتخب قطر قبل مباراته الودية مع البرازيل (رويترز)

ربما يكون المنتخب القطري قد عانى صعوبات في تجربته الأولى في بطولة أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" لكرة القدم، بيد أن منتخب الدولة المضيفة لمونديال 2022 أظهر في نسخة البرازيل ما يكفي للتأكيد على أنه ينتظره مستقبل مشرق.

وصل المنتخب القطري إلى كوبا أميركا كمنتخب مجهول على الأقل بالنسبة للجمهور الأميركي الجنوبي، لكنه على الرغم من خسارته مباراتين من المباريات الثلاث التي لعبها في الدور الأول، أظهر ما يكفي من القدرة التنافسية التي تؤكد أنه لن يكون مفاجأة خلال مشاركته الثانية في المسابقة الأميركية الجنوبية العام المقبل.

وقال مدربه الإسباني فيليكس سانشيز: "كانت هناك أوقات لعبنا فيها جيدا. يتعين علينا مواصلة العمل الجاد".

وأضاف "إنه فريق شاب يتطلع إلى السنوات الثلاث المقبلة. نحتاج إلى العمل بجد عندما نصل إلى هناك".

سانشيز نجح في ترك بصمة للعنابي في كوبا أميركا (رويترز)
سانشيز نجح في ترك بصمة للعنابي في كوبا أميركا (رويترز)

ولم تتأهل قطر مطلقا لنهائيات كأس العالم من قبل، وستشارك فيها لأول مرة مضيفة في عام 2022.

وعلى الرغم من تاريخها المتواضع في كرة القدم وقلة عدد سكانها، فإن الدولة الخليجية الغنية بالغاز لديها طموحات عالية، وقد اتخذت بضع خطوات مهمة هذا العام للوصول إلى العالمية.

اللقب الآسيوي الأول

في شباط/فبراير الماضي في الإمارات العربية المتحدة، تمكنت قطر -في غياب جمهورها بسبب انقطاع العلاقة الدبلوماسية مع الإمارات- من الفوز بكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخها، بعد أن فشلت في السابق في تخطي الدور ربع النهائي.

ووضعتها مشاركتها في بطولة كوبا أميركا -أقدم مسابقة قارية للمنتخبات الوطنية في العالم- في مواجهة مستويات أعلى، لم يسبق لها أن واجهتها.

وعلى الرغم من البداية الإيجابية عندما حولت تخلفها صفر-2 إلى تعادل مع البارغواي 2-2، عاشت قطر تجربة مريرة بعد الخسارة أمام كولومبيا 1-0 والأرجنتين 0-2.

لكن مدرب كولومبيا البرتغالي كارلوس كيروش الذي يملك خبرة كبيرة في مواجهة قطر عندما كان مدربا لإيران لمدة ثمانية أعوام، يشعر أن هناك المزيد في المستقبل.

وقال كيروش قبل مباراة كولومبيا أمام القطريين: "قطر توجد هنا لتظهر أن هناك كرة قدم في آسيا، وإذا لم تحترم خصائصها وفريق عملها… انظروا إلى ما حدث مع البارغواي".

وأضاف "قلبوا تخلفهم بثنائية نظيفة إلى تعادل 2-2، وكان بإمكان قطر الفوز بالمباراة".

منتخب قطر خسر مباراة كولومبيا بهدف في نهاية المباراة (رويترز)
منتخب قطر خسر مباراة كولومبيا بهدف في نهاية المباراة (رويترز)

التحول السريع

وعلى الرغم من السيطرة الكولومبية على مجريات المباراة، حافظت قطر على نظافة شباكها 86 دقيقة، وخلقت العديد من الفرص في الهجمات المرتدة، قبل أن تستسلم لرأسية دوفان زاباتا.

وقال لاعب وسط كولومبيا غوستافو كويلار عقب المباراة "كانت مباراة صعبة جدا، وكان من المهم جدا التحلي بالصبر".

وأضاف "لقد تمكنا من مواجهة تهديدهم الذي كان من خلال التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم".

ووضعت قطر مشروعا طويل الأمد استغرق سنوات عديدة من الإعداد، فقد استثمرت مئات ملايين الدولارات، وأنشأت أكاديمية أسباير للتفوق في الدوحة عام 2004، للبحث عن مواهب في قطر وتنميتها. والعديد من لاعبي المنتخب حاليا هم من الذين نشؤوا في أسباير.

انضم سانشيز -وهو أحد خريجي مركز لا ماسيا التدريبي الشهير في برشلونة- إلى أكاديمية أسباير في قطر عام 2006. وبعد تدريبه منتخبات قطر لأقل من 19 عاما وتحت 20 عاما وتحت 23 عاما، تولى تدريب المنتخب الأول خلفا للأوروغوياني خورخي فوساتي في يوليو/تموز 2017.

ولم يتأخر سانشيز في جني الثمار بقيادة المنتخب القطري إلى لقب كأس آسيا على حساب اليابان 3-1.

وكان بإمكان قطر تخطي دور المجموعات في كوبا أميركا لولا الأخطاء الساذجة للاعبيها، فقد استقبلت شباكها هدفا مبكرا في الدقيقة الرابعة أمام البارغواي ومثله بنفس الوقت أمام الأرجنتين، وكان الأخير إثر خطأ فادح للمدافع بسام الراوي عندما مرر كرة بالخطأ إلى المهاجم لاوتارو مارتينيز الذي انفرد وافتتح التسجيل بسهولة.

المعز علي والتحام قوي مع ميسي في مباراة الأرجنتين (غيتي)
المعز علي والتحام قوي مع ميسي في مباراة الأرجنتين (غيتي)

وضد البارغواي، فشل لاعبان قطريان في ترجمة كرتين عرضيتين لافتتاح التسجيل.

وقال سانشيز "لقد دفعنا ثمن عدم الخبرة، لقد بدأنا مباراتين باستقبال أهداف من أخطاء غير ضرورية".

ويتعين على قطر تفادي مثل هذه الأخطاء في مبارياتها، إن لم يكن في بطولة كوبا أميركا العام المقبل، ففي كأس العالم على الأقل.

وقال مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني "إنهم فريق جدير بمستقبل عظيم، ولاعبون شباب".

المصدر : الفرنسية