شاهد.. البلجيكي ديفوس يتوج بالجائزة الكبرى في بطولة الشقب للفروسية

محمد السيد-الدوحة

أسابيع من التدريب بمعدل خمس ساعات يوميا لأداء جولة لا تتخطى 60 ثانية في بطولات الفروسية لقفز الحواجز.. مشقة تبين حجم التحدي وروح المغامرة التي تحلى بها الفارس البلجيكي بيتر ديفوس الذي توج بلقب الجائزة الكبرى في النسخة السادسة من بطولة الشقب الدولية للفروسية 2019.

42.18 ثانية من الرعب والإثارة كانت كافية لنجاح ديفوس في قيادة جواده "إيسبوير" لتخطي جولة التمايز الختامية التي تكونت من حواجز فردية وزوجية وثلاثية بلغت 17 حاجزا بارتفاع 160 سم، وذلك بدون أخطاء بعد منافسة قوية وشرسة مع 44 فارسا وفارسة.

لا يوجد فارس يمارس قفز الحواجز إلا وتعرض لحادث كسر أو رضوض أو حتى جروح خفيفة.. بهذه الكلمات روى ديفوس مسيرته الاحترفية للفروسية ومنافسات قفز الحواجز التي بدأت منذ سنوات.

ويقول في حديثه للجزيرة نت إن اليوم هو أسعد أيام حياته، حيث إن الفوز بلقب الجائزة الكبرى في بطولة الشقب الدولية ستكون بمثابة الحافز له للمضي قدما إلى الأمام، خاصة في التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020، والتي يحلم فيها بتحقيق ميدالية أولمبية وإنجاز تاريخي.

ويرى ديفوس أن تحقيق الفوز في الشقب والسير بجواده في جولة النصر لم يأت من فراغ، وأن التفوق على أبرز الفرسان والجياد في العالم لم يكن صدفة، وإنما جاء وفق إستراتيجية مميزة اتبعها مع جواده في الفترة الماضية، فالراحة التي حصل عليها الجواد في الفترة الأخيرة ساعدته على التفوق على جميع أقرانه.

ويعتبر الفارس البلجيكي أن بطولة الشقب الدولية واحدة من أبرز بطولات قفز الحواجز في العالم، لما تتمتع به الشقب من بنية تحتية مميزة ومنشآت غاية في التميز، فضلا عن التسهيلات التي تقدمها للجياد، الأمر الذي يفسر الإقبال الكبير على المشاركة فيها، ويجعلها واحدة من أنجح البطولات.

وشهدت بطولة الشقب الدولية للفروسية التي نظمها "الشقب" عضو مؤسسة قطر هذا العام، مشاركة 91 فارسا و139 جوادا من أفضل الفرسان والجياد في العالم يمثلون 23 دولة، وذلك على مدار ثلاثة أيام في ثلاث مسابقات أولمبية للفروسية، هي: قفز الحواجز، والترويض، والترويض لذوي الاحتياجات الخاصة.

وجاءت بقية مسابقات البطولة على قدر كبير من التنافسية والإثارة، ففي جولة الخمس نجوم (جولة سرعة) التي أقيمت على ارتفاع 1.45 سم، تمكن الفارس السويسري بويس شوايزر من إحراز اللقب بتسجيله زمنا قدره 58.56 ثانية، متفوقا على 16 فارسا وفارسة.

بدوره فاز الفارس الإسباني بوريا كارسكوزا بلقب الجائزة الكبرى للترويض (أسلوب حر مع موسيقى)، ونال الفارس الفنلندي هنري روستي المركز الأول في الجائزة الكبرى الخاصة في الترويض (فئة خمس نجوم).

أما الهولندية نيكول دين دونك فحققت لقب منافسة الجولة الثانية في الترويض لذوي الاحتياجات الخاصة (الترويض 3 نجوم أسلوب حر)، بينما أحرز مواطنها فرانك هوسمار لقب الجولة الخامسة لذات الفئة، وظفرت الكندية روبيرتا شيفيلد بالجولة الثالثة، والفارس البرازيلي رودولفو ريسكالا بالجولة الرابعة.

وتحظى بطولة الشقب الدولية كل عام باهتمام دولي، خصوصا أنها تعتبر البطولة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وآسيا المعتمدة دوليا من قبل الاتحاد الدولي للفروسية، وواحدة من أصل خمس بطولات دولية معتمدة من الاتحاد الدولي في جميع أنحاء العالم.

بدوره، يعتبر مدير بطولة الشقب الدولية عمر المناعي أن البطولة ولدت عملاقة عام 2013، بعد دراسات مكثفة لمعرفة البطولات التي تقام في المنطقة العربية، ومن ثم الخروج باستضافة بطولة تضم هذه النوعية من المسابقات، حيث ضمت البطولة في بدايتها ستة أنواع مختلفة من المسابقات، لكنه مع مرور الوقت وتحديدا منذ العام 2016 تم تقليصها إلى ثلاث مسابقات فقط، وهي التي تعنى بالمنافسات الأولمبية حسب التوجه العام للجنة الأولمبية القطرية.

ويقول المناعي في حديثه للجزيرة نت إن النجاح الكبير الذي حققته البطولة في نسختها السادسة ليس بجديد، في ظل توافر كافة مقومات النجاح في الشقب وجذب البطولة لأبرز الفرسان العالميين كل عام، فضلا عن استضافة الدوحة لأبرز بطولات الفروسية على المستوى العالمي.

ويضيف أن بطولة الشقب أكبر حدث يقام في رياضة الفروسية بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الآسيوية، حيث تضم البطولة ثلاث مسابقات أولمبية، وهو ما يؤكد التوجه العام للجنة الأولمبية نحو المسابقات التي تحقق الفائدة من استضافتها على أرض قطر، وهو ما يبرر إلغاء أكثر من مسابقة غير أولمبية وآخرها "الفولتنغ" التي كانت تقام في النسخة الماضية، فضلا عن أن ثقافة هذه الرياضة ليست منتشرة في قطر.

ويشدد المناعي على أن الاتحاد الدولي للفروسية يدرج بطولة الشقب في أجندته الدولية حتى العام 2023، ويعتبرها من أهم البطولات التي ينظمها سنويا وتضم أكثر من رياضة أولمبية، وهو ما يجعلها تجذب أبرز الفرسان المصنفين عالميا في المسابقات الثلاث، وتشهد مسابقات قد تصل في إثارتها وتنافسيتها إلي الألعاب الأولمبية.