تجاوز الستين.. رحالة قطري غيّر اليوم الرياضي حياته

محمد السيد-الدوحة
لم يكن المغامر القطري عبد الله الحمادي يعلم أن الدراجة الهوائية التي اشتراها بأقل من دولار، ستكون سببا في شغفه وحبه لممارسة الرياضة التي غيّرت حياته تماما، وجعلته إنسانا جديدا بعد ثلاثين عاما قضاها بين المجالس والمقاهي.
فترة زمنية قليلة قضاها الحمادي في ركوب الدراجة الهوائية خلال دارسته عام 1980 في ولاية كاليفورنيا الأميركية، كانت كافية لتعلقه بالرياضة ومنحه القدرة على العودة لممارستها من جديد، ليصبح أحد أبرز الرحالة في قطر والعالم.
يقول الحمادي -الذي تجاوز الستين- إن الفترة التي قضاها في أميركا غيّرت فكرته عن الرياضة، ودفعته للانتظام في ممارستها بطرق مختلفة، خاصة من خلال ركوب الدراجات أو الجري.
ويضيف الحمادي -أحد مؤسسي رابطة الرحالة القطريين- أنه بعد العودة للدوحة انشغل في العمل وابتعد عن الرياضة أو ممارستها بشكل متقطع، ليقضي حوالي نصف عمره بعيدا عن الرياضة بين الأعمال والمجلس والمقاهي مع الأصدقاء.
ومنذ ثماني سنوات، وتحديدا بعد القرار الأميري بتخصيص يوم للرياضة في البلاد، تحرك شغف الحمادي وحبه للدراجات الهوائية عندما كان يجلس في كورنيش الدوحة ويشاهد مسيرة لدراجي القطري ضمن الاحتفالات باليوم الرياضي للدولة في نسخته الأولى.
وترك اليوم الرياضي بصمة مختلفة في حياة الحمادي، انعكست بشكل عام على طريقة تفكيره التي تغيرت بصورة جذرية، وصحته التي تطورت للأفضل رغم تقدمه في العمر، وعائلته التي اتخذت من الرياضة أسلوب حياة.
وبقوله "فارق السماء عن الأرض"، وصف الحمادي للجزيرة نت تغير نمط حياته بعد عودته إلى ممارسة الرياضة من جديد وتركه السهر والجلسات الطويلة مع الأصدقاء، وتأثير هذا الأمر بصورة إيجابية عليه على الصعيد الذهني والصحي والبدني والاجتماعي.
وأوضح الرحالة القطري أن السن لم تكن على الإطلاق عائقا أمام ممارسته الرياضة يوميا، حيث باتت الرياضة نمط حياة، وأخذت جزءا كبيرا من تفكيره وخططه للمستقبل، خاصة أنه يبدأ بها يومه مع بزوغ كل فجر جديد.
ولم يكتف الحمادي بالعودة إلى ممارسة الرياضة فقط، بل ذهب أبعد من ذلك من خلال مغامرات جاب بها معظم دول العالم، حيث قطع اليابان من الشمال إلى الجنوب على دراجته في رحلة قدرت مسافتها بنحو ثلاثة آلاف كيلومتر في عام 2017.
وجاب الرحالة القطري بدراجته الكثير من دول العالم، بينها: أميركا وألمانيا والسويد والدانمارك وإيطاليا وكوريا الجنوبية وكمبوديا، كما قام الحمادي العام الماضي صحبة المغامر الفرنسي بيار دانيال (37 عاما) برحلة على الدراجات الهوائية حول قطر قدرت مسافتها بحوالي خمسمئة كيلومتر.
وكشف الحمادي للجزيرة نت أن شغفه بحب الرياضة يزداد يوما بعد يوم، ويمنحه القوة البدنية والقدرة الذهنية على تحقيق الأفضل دائما، خاصة أنه اتجه مؤخرا لممارسة أنشطة جديدة ومختلفة يكتشف فيها نفسه ويفرغ طاقاته، مثل الترايثلون وتسلق الجبال.
ولم يمنع كسر الكتف الذي تعرض له الحمادي أثناء قيادة دراجته في 2016، من مواصلة مسيرته مع ممارسة الرياضة.